شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي، مساء الثلاثاء، في قداس عيد الميلاد بكاتدرائية العباسية، وتعد هذه هي المرة الأولى التي يحضر فيها رئيس للجمهورية قداس عيد ميلاد، وتسببت الزيارة المفاجئة للرئيس في قطع البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريك الكرازة المرقسية للصلاة للترحيب بالسيسي.
وشهد محيط الكاتدرائية إجراءات أمنية مشددة، كما تم وضع بوابات إلكترونية لتفتيش الداخلين إلى الكاتدرائية، ونظم المئات من أفراد الكشافة بالكناسة الدخول للكاتدرائية، وشهدت الكاتدرائية حضور وزراء وشخصيات عامة، ورجال دين إسلامي ومسيحي.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمة داخل الكاتدرائية: «كان ضروري إن أنا أجيلكم علشان أقول لكم كل سنة وأنتم طيبيبن، وأرجو ألا أكون قطعت صلاتكم.. فمصر على مر آلاف السنين علمت العالم الحضارة والإنسانية، والعالم منتظر من مصر فى الأيام والظروف التي تمر بها الكثير».
وأضاف السيسي خلال الكلمة التي وجهها للحضور: «من المهم أن الدنيا تشوف المصريين، ومينفعش حد يقول غير كلمة، المصريين، ونحن قادرون أن نعلم العالم الإنسانية والحضارة، ومن المهم أن ينظر العالم إلى هذا المشهد الذي يعكس وحدة المصريين الحقيقية، ونؤكد للعالم من هنا أننا جميعًا مصريون فقط، وسيحب بعضنا البعض بجد دون أي تفرقة لأن هذه حقيقة المصريين»، وغادر الرئيس الكاتدرائية بعد عدة دقائق مصحوبًا بعاصفة من التصفيق الحاد، وظهر التأثر على البابا تواضروس من شدة الفرح بزيارة الرئيس، وهتف المتواجدون بالكنيسة «بنحبك يا ريس»، فرد السيسي: «وأنا كمان بحبكم ومتشكر».
وقالت مصادر رئاسية مطلعة إن السيسي، للكاتدرائية ، لم يكن مرتبًا لها، وإنها كانت مفاجئة.
وأضافت المصادر، لـ«المصري اليوم»، أن الرئيس وصل الثالثة عصرًا من الكويت، وأن زيارة الكاتدرائية لم تكن على الجدول، وأن المراسم لم يكن لديها علم بها.
وتابعت المصادر، التي فضلت عدم ذكر اسمها، أن وزير الداخلية سبق السيسي للكاتدرائية بساعة، موضحة أنه تم إبلاغ الرئاسة بالتأمين.
يشار إلى أن الرئاسة كانت أعلنت مسبقا عن إرسال كبير الياوران مندوبا عن السيسي لحضور الاحتفال بعيد الميلاد، ويعد السيسي بذلك أول رئيس جمهورية يحضر قداس عيد الميلاد.
وشكر البابا تواضروس الثاني، السيسي على زيارته المفاجئة للكاتدرائية العباسية، قائلاً: «زيارتكم مفاجأة سارة ولفتة إنسانية.. شكرا لك سيادة الرئيس».
وأضاف «تواضروس» في كلمته خلال حفل عيد الميلاد: «نحن بالحقيقة نشعر أن مصرنا تبدأ عهدا جديدا وفكرا جديدا بروح جديدة نبنيها سويا كلنا كمصريين، نبنيها من أجل مستقبل أبنائنا ومن أجل أن تحتل مصر المكانة التي تليق بها بين كل الأمم في العالم».
وأضاف: «بالأصالة عن نفسي وباسم المجمع المقدس وباسم هيئة الأوقاف القبطية والمجلس الملي العام والمجالس الفرعية وكل الشعب في مصر وفي الخارج وبلاد المهجر أهنئكم بهذا العيد، وأرسل تحيات خاصة إلى كنائسنا القبطية الموجودة في بلاد كثيرة في كل العالم».