يا فرحتى.. والحكومة تعلن عن عزمها توقيع الكشف الطبى على الوزراء والمحافظين الجدد وقبل دخولهم الخدمة.. ولم تفصح بالضبط هل تنوى الكشف على القلب والفشة والطحال.. أم أنه كشف على المخ وقواهم العقلية ومدى توازنهم النفسى.. والوزير من دول يبدو عاقلاً تماماً متمتعاً بكامل قواه العقلية قبل تولى المنصب المعهود.. ثم يصاب بالبارانويا على خفيف.. قبل أن يصاب بجنون العظمة والبارانويا الفاقعة وقد حوله المستشارون والمقربون وحزب شيلنى وأشيلك إلى فرعون صغير يأمر وينهى.. فيتصور أنه بنى آدم فوق العادة لا يجوز مراجعته أو حتى التحاور معه..!
الكشف على الجهاز العصبى ضرورى حتى نتعرف على سلوكياته قبل أن تقع الفأس فى الرأس. وحتى لا يتكرر ما حدث مع بعضهم.. وهل أتاك نبأ الوزير الذى تقمص شخصية الوزير قراقوش.. فمنع الصحفيين من الدخول إلى مكتبه.. ثم منعهم من دخول مكاتب المسؤولين قبل أن يمنعهم من دخول الوزارة قبل الحصول على إذن من المستشارة الإعلامية.. التى منعت إعطاءهم المعلومات قبل الرجوع إليها شخصياً.. ثم تقمصت شخصية أمنا الغولة فأعلنت بالفم المليان أن هدفها هو تركيع الصحفيين وإذلالهم.. هى تسعى لتعليمهم الأدب وأصول التحاور مع الكبار وأسلوب التعامل مع الوزراء.. مع أنها عديمة الخبرة فى التعامل مع الصحافة والصحفيين الذين من واجبهم تعرية السلبيات وفضح المخالفات وكشف المعلومات دون الرجوع إلى سيادتها..!
وهل أتاك نبأ الوزير الآخر الذى يلعب مع الصحافة لعبة توم وجيرى.. فيتعمد إخفاء المعلومات الصحيحة ومدهم بمعلومات كاذبة.. ويكتفى كل كام يوم ببيان مقتضب يوزعه على الصحفيين فيه تحركاته ومقابلاته البروتوكولية وخلاص.. فإذا ما كشف صحفى مجتهد عن معلومة من داخل الوزارة.. أمر بإغلاق الأبواب والشبابيك ليتولى التحقيق بنفسه لمعرفة مصدر تسرب المعلومة.. فيضع السيخ المحمى فى صرصور أذن الموظف الخائن للعيش والملح..!!
ولا مؤاخذة لا نريد وزيراً من هذه النوعية.. وفى كل بلاد الدنيا أنت تعرف أصل وفصل الوزير أو المحافظ.. تعرف تاريخ حياته وخبراته المهنية والعلمية التى رشحته للمنصب الحساس إلا عندنا.. والوزير يهبط لموقعه بالبراشوت.. دون ضابط أو رابط.. الوزراء والمحافظون عندنا تعينهم الرقابة الإدارية وأمن الدولة.. تصحو من النوم تجد فلاناً وزيراً.. بأمارة إيه لا تعرف.. وكأنها مهنة من لا مهنة له.. أو أنها بهدف تكريم المخلصين والأوفياء من أصدقاء أمن الدولة والمتعاملين معه.. أو كأنها مكافأة نهاية الخدمة وبدلاً من المعاش والبهدلة على المقاهى لسيادة الضابط أو حضرة المستشار..!!
نريد وزيراً ومحافظاً لهما فى شغل السياسة.. الوزير السياسى يعرف واجباته ويملك الخبرات والحلول للتعامل مع المنصب.. لا نريد وزيراً أو محافظاً يتعلم فينا.. ولا نريد وزيراً مفلوت اللسان.. فيسب المخالفين بالكلام الجارح أو إشارات الأصابع الخارجة كما حدث مؤخراً مع المحافظ الساحلى المؤدب الذى لم يحاسب ولم يوقف عن العمل.. بل استمر فى موقعه للآن.. وقد تحسب لخروجه المتوقع.. فأعلن أنه غير مستعد للاستمرار فى موقعه.. حاجة كده لحفظ ماء الوجه..!
وأول شروط المحافظ أن يتعامل بالحسم مع مشكلتى الزبالة والمرور.. وفى جميع بلاد الدنيا الوظيفة الأولى للمحافظ هى تنظيم حركة المرور والحفاظ على نظافة وشياكة محافظته.. وجاك شيراك بجلالة قدره لم يصبح رئيساً لفرنسا سوى لأنه كان محافظاً محترماً لباريس.. فهل نستورد محافظاً من بلاد بره يجيد التعامل مع الزبالة ويعيد تنظيم المرور بحق وحقيقى.. خصوصاً فى المحافظات الكبرى.. القاهرة والجيزة والإسكندرية.
فهل يعى المحافظ الجديد أن المصريين الآن يعيشون جنباً إلى جنب مع أكوام الزبالة.. التى تصيب الإنسان بعشرات من أمراض التلوث.. وتتناثر أكياس القمامة بمداخل العاصمة.. شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً فى مشهد سياحى بليغ.. واحسب عدد حالات الفشل الكلوى والكبدى وأمراض الموت المفاجئ والمورستان العصبى والتوتر والقلق والجنان الرسمى الذى تعيشه العاصمة..؟!
هل نريد.. وهل يغضب المهندس إبراهيم محلب الشغال بحق وحقيقى.. هل يغضب لو قلنا إنه على رئيس الحكومة أن يخضع هو الآخر للكشف الطبى.. لنعرف إن كان راضياً عن ذلك الانفلات الإعلامى الرهيب والبرامج والفيديوهات المركبة والمسربة التى تؤكد بالصوت والصورة أن مصر كلها مرتشية.. وأن الثورة المصرية صناعة أمريكية، ونشطاء الثورة عملاء لـ«سى آى إيه» شخصياً.. تلقوا التدريب والدعم والتمويل والمساندة من الخواجة بغرض إفشال الثورة؟!
الكشف الطبى ضرورى والله على جميع الوزراء والمحافظين.. بشرط ألا يكون كشفاً على الفشة والطحال.. وإنما كشف عقلى.. ومن خلال كونسولتو من كبار الأطباء النفسيين عسى أن تنصلح أحوالنا بحق وحقيقى.. قادر كريم..!!