x

سمير فريد 15 شاشة جديدة كل يوم فى الصين.. إنهم يعرفون أهمية السينما سمير فريد الإثنين 05-01-2015 21:55


بثت وكالة أنباء الصين أن متوسط إنشاء دور جديدة للعرض السينمائى فى الصين عام 2014 كان 15 شاشة جديدة كل يوم، وبذلك وصل إجمالى عدد الشاشات إلى نحو 24 ألف شاشة، وجاءت الصين فى المرتبة الثانية بين دول العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وبها أكثر من 40 ألف شاشة.

الدول الثمانى الأخرى فى قائمة العشر هى الهند «11 ألف شاشة»، وكل من فرنسا والمكسيك «5 آلاف»، وألمانيا «4 آلاف»، وكل من إسبانيا وبريطانيا وروسيا واليابان «ثلاثة آلاف»، وكل الأرقام تقريبية، حيث إننا لسنا بصدد دراسة اقتصادية، وإنما حديثنا عن الدور الاجتماعى لشاشات العروض السينمائية.

كان المسرح، حيث تعرض المسرحيات وتقام حفلات الموسيقى، هو المكان الوحيد الذى يجمع عدداً من الناس لا يعرفون بعضهم البعض لتلقى تجربة شعورية واحدة من شأنها التقريب بينهم رغم الاختلافات الطبقية واختلاف المستويات التعليمية والفكرية وغيرها من الاختلافات بين الناس، وبتكرار التجارب الشعورية المشتركة تتحقق درجة من التقارب تدعم العلاقات الإنسانية، أو كما جاء فى القرآن الكريم أن الله خلق البشر مختلفين ليتعارفوا.

ومن تقاليد المسرح فى أمريكا فتح شباك التذاكر قبل دقائق من بداية العرض لطابور «ادفع ما تستطيع» أو «Pay What You Can» وهذا يعنى أن يجلس فرد دفع دولاراً إلى جانب من دفع مائة دولار أو أكثر، ومثل هذه التقاليد نتيجة فكر عميق ليصبح الوطن مكاناً لـ«السعادة المشتركة» - على حد تعبير رائد الحداثة فى مصر رفاعة الطهطاوى.

ومنذ اختراع السينما تم إدراك أن دار العرض السينمائى تفوق المسرح فى تأثيرها الاجتماعى، حيث يتم تلقى التجربة الشعورية فى الظلام، وعبر صور تكبر حجم الإنسان «الممثل» أضعاف ما هو عليه فى الحياة «الممثل فى المسرح»، وتجمع كل الفنون من فنون الأدب إلى فنون التشكيل والموسيقى والمسرح، بل تم استخدام السينما فى بعض مناطق أفريقيا للتوحيد بين القبائل.

إنشاء 15 شاشة جديدة فى الصين يعنى أن نظام الحكم يعرف أهمية السينما ودورها فى المجتمع، أما فى مصر فقد كان لدينا 500 شاشة مثل النمسا وبلجيكا وهولندا وسويسرا الآن، وتم إغلاق ما يقرب من 400 شاشة بما فى ذلك شاشات قصور الثقافة الحكومية مع الفتح الإسلامى الجديد على طريقة داعش والقاعدة وبوكو حرام، لأن السينما أيضاً حرام!

ثار الشعب المصرى فى 30 يونيو ضد الحكم باسم الدين، كما كان الحال فى أوروبا فى العصور الوسطى، وسوف تنتصر القوات المسلحة من جيش وشرطة على جماعات العنف المسلح لأنها أكثر قوة، ولكن الانتصار الحقيقى لن يكون إلا بثورة ثقافية تبدأ من المدرسة إلى الجامعة، وبإنشاء ألف مسرح وألف شاشة سينما.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية