ربما يكون أهم ما يميز حركة المحافظين الجدد القادمة، التى سوف يصدر بها قرار خلال أيام، أو حتى خلال ساعات، أن اللواء عادل لبيب صاحب رأى فيها، وصاحب مشورة فاعلة فى تفاصيلها، بحكم موقعه الحالى وزيراً للتنمية المحلية.
ولابد أن هذه الميزة هنا تظل مزدوجة؛ فهى ميزة لأن الرجل كان محافظاً لثلاث محافظات من قبل، ثم هى ميزة أكبر لأنه كان صاحب تجربة ناجحة فى المحافظات الثلاث، خصوصاً قنا، التى جاء علينا وقت كان بعض أبناء العاصمة يزورون فيه قنا ليروا عن قرب ماذا فعل عادل لبيب محافظاً لها، وماذا أنجز، وكيف؟!
وهناك تجارب أخرى ناجحة بطبيعة الحال، وهى تجارب تبدأ بالدكتور فتحى البرادعى فى دمياط، وتمر بالمستشار عدلى حسين فى المنوفية والقليوبية، ثم تتوقف، من قبل، عند المحافظ سعد الشربينى فى الدقهلية.
هذه تجارب ثلاث ناجحة، وبارزة، وهى هنا على سبيل المثال لا الإحصاء، ولا نزال نذكر كيف أن الدكتور البرادعى كان قد ذهب إلى دمياط بقرار تعيين من السلطة فى القاهرة، غير أنه مع مرور الوقت، ومع بدء عمله هناك، ثم انخراطه فيه، بدا فى أكثر من مناسبة وكأنه محافظ منتخب، جاء به الدمايطة، فلقد كانوا يعلنون تمسكهم ببقائه فى منصبه، كلما شاع كلام عن أنه سوف يغادره!
ولم يختلف الحال كثيراً مع المستشار حسين، وخصوصاً فى المنوفية، فالرجل صاحب تجربة ثرية فى المحافظين اللتين بقى فيهما ما يقرب من 15 عاماً، وهى تجربة لابد أن تكون موضع دراسة، واستفادة، من الذين يريدون حكماً محلياً ناجحاً فى بلدنا.
وفى الدقهلية، كان أبناؤها أكثر تمسكاً بالشربينى فى وقته، وكانوا يرونه أحق الناس بموقع المحافظ عندهم، وكانوا يرونه صاحب عمل حقيقى فى المحافظة، على اتساعها، بل صاحب إنجاز.
إننى أضرب هذه الأمثلة سريعاً لأقول إنه لا يجوز أن يكون اللواء لبيب صاحب رأى فى الحركة الجديدة المرتقبة، ثم تخرج هى دون طموح الناس.. لا يجوز.. وإذا رضيها هو لنفسه، فنحن لن نرضاها، ولذلك فنحن نراهن، منذ الآن، على أن تكون تجربته فى قنا، وكذلك فى الإسكندرية، مرشداً أمام عينيه، وهو يشير بهذا الشخص محافظاً فى المكان الفلانى، ثم وهو يشير فى الوقت نفسه بأن ذاك من بين المحافظين الحاليين لا يليق، بناء على تقارير أمينة، أن يستمر فى مكانه، وأن «علان» من بين الأشخاص المرشحين هو أقدر الرجال على أن يعطى فى المكان العلانى، وللأسباب واحد، واثنين، وثلاثة!
إننى أصارحه بأن تجربته الناجحة محافظاً لابد أن يكون لها مردود واضح فى الحركة التى نترقبها، ولابد أن تتجاوزه من حيث دروسها إلى غيره، ولابد ألا تكون تجربة ومضت، وأن تكون حية، وموصولة، وأن يحرص هو على أن يعيد بعثها فى محافظاتنا جميعاً، فمن حسن الحظ الآن أنه صاحب تجربة من هذا النوع، ولهذا فإنه يعرف جيداً، من واقع تجربته تلك، ماذا على المحافظ أن يعمل فى محافظته، ليكون ناجحاً، وليشعر أبناء كل إقليم بأن محافظهم يضيف إليهم كل يوم، وإليه بين سائر الأقاليم.
نريد استنساخ عادل لبيب محافظاً.