x

عبد المنعم سعيد أمريكا من المخطط إلى علاج السرطان عبد المنعم سعيد السبت 03-01-2015 21:18


لفت نظرى فى الأحاديث المثيرة دائماً لأستاذنا الكبير محمد حسنين هيكل، إلى اللامعة لميس الحديدى، أنه بالتصريح أو بالتلميح يرى مخططا أمريكيا- لا يحب الأستاذ كثيراً كلمة مؤامرة ربما لأنها لم تعد تليق به- يحيط بالأمة العربية عامة، ومصر المحروسة خاصة. ولكنه عندما طلب منه النصيحة فيما يتعلق بتنظيم رئاسة الجمهورية حتى تزداد كفاءة عمل الرئيس عبدالفتاح السيسى، فإن كبير الصحفيين العرب لم يتردد لحظة فى أن يوصى بالنظام الأمريكى فى البيت الأبيض باعتباره أكثر النظم ملاءمة فى النظم الرئاسية. الفكرة جيدة للغاية، وناديت بها من قبل، ولكن المعضلة أن نظامنا ليس رئاسياً، فقد صمم واضعو الدستور أن يكون مختلطاً حتى يرضى الجميع. لذا ربما يحتاج الاقتراح بعضاً من تعديل يحافظ فيه على روح الكفاءة الأمريكية المتهمة بأنها وراء كل الشرور العالمية.

ولفت نظرى من جانب آخر بينما أجوب الشوارع فى أكثر من مدينة أمريكية أن كل ما فيها صناعة «صينية»، بما فيها حتى آبل آى فون ٦ الذى انتظرته طويلاً حتى يأتى من الصين. فإذا كانت أمريكا تعتمد على الصين إلى هذا الحد، وإذا كانت الصين تحتفظ بأكثر من تريليونين من الدولارات الأمريكية، فكيف ستصير الصين خصما وقطبا منافسا للولايات المتحدة فى قادم الأيام كما تنبأ الأستاذ فى واحد من أحاديثه الشيقة؟ هل تجوز الخصومة، والاستقطاب متعددا كان أو ثنائياً، بينما هناك علاقة قائمة على الاعتماد المتبادل تقوم فيه أمريكا بدور العقل، بينما الصين تكون العضلات؟

الثابت أن الصين لا تستطيع إنتاج شركة مثيلة لشركات الكمبيوتر أو الاتصالات الأمريكية، فلا يوجد آبل صينى، أو مايكروسوفت من بكين، ولكنها تستطيع إنتاج منتجاتها وتصدير منتجاتها مرة أخرى لأمريكا.

هل هذا هو وجه آخر لحكاية المخطط المذكور أعلاه، فيكون فى الحقيقة هو التفكير والعلم والمعرفة الذى يذهب إلى الفضاء السحيق وينزل إلى أعماق الخلايا والجينات؟ مؤخراً وجدت إعلاناً بطول الصفحة فى النيويورك تايمز (٧ ديسمبر ٢٠١٤) عن شركة «بريستول- مايرز سكويب» يقول إن مرض السرطان قد وجد فى النهاية عدواً يتمثل فى جهاز المناعة للإنسان. بحثت فى الموضوع بالطبع فوجدت الفكرة بسيطة للغاية، فكل إنسان توجد فى جسده خلايا سرطانية، ولكن جهاز المناعة الخاص به يقوم بالقضاء عليها وإبقاء الخلايا السليمة تقوم بوظائفها المختلفة. حتى الآن فإن علاج مرض السرطان يدور فى حلقة الخلاص من الخلايا السرطانية، بالاستئصال الجراحى، أو العلاج الإشعاعى أو الكيماوى، أو باستبدال الخلايا السيئة بأخرى جيدة. كل ذلك لا يعد علاجاً، وإنما التعامل مع الحالة يعطى الإنسان بضع سنوات إضافية، بعون الله بالطبع.

الجديد فى الأمر هنا هو العودة إلى الأصول، وهو أن تتم معالجة جهاز المناعة نفسه بحيث يعود للنشاط وممارسة وظائفه، ومن ثم يقضى أولاً بأول على الخلايا الإجرامية. هل نحن على أبواب علاج جديد، كما جرى مع علاج الفيروس الكبدى سى مؤخرا، وكما جرى مع الضعف الجنسى باختراع الفياجرا؟ سألت الأطباء قالوا نعم فنحن على أبواب جيل جديد من العلاج، هذه المرة لأنواع مختلفة من السرطان تقوم كلها على العودة إلى أصول المشكلة عن طريق جينات جديدة، أو إصلاح أجهزة فى الجسم الإنسانى بحيث تستعيد قدرتها على العمل مرة أخرى.

هل هناك مخطط فى هذه المسألة أو مؤامرة، أو أن الموضوع هو أن الجسد أحياناً لا يعمل بكفاءة، وفيه الكثير من الضعف والوهن، وتختفى الفكرة والمبادأة، فيدخله الفيروس وتختل الخلايا؟! أيها السادة لابد من إصلاح!

نقلاً عن جريدة الشرق الأوسط

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية