قالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ الفلسفة، جامعة الأزهر، إن أعداء الأمة يحاولون إلباس الدين الإسلامى الذى يتصف بالرحمة والسماحة، ثوب القتل والخسة، لافتة إلى أن الإسلام براء من داعش والداعشيين كما كان براء من القاعدة وبن لادن من قبل وكل من على شاكلتهم.
ووجهت «نصير» من خلال حواره لـ«المصرى اليوم» بكلمة إلى الأمة:«أفيقوا واصنعوا دواءكم وسلاحكم وطعامكم تملكون كلمتكم وقراركم»، منوهة بأن أمريكا لم تكتف بالتلويح بحق الفيتو ضد المشروع الفلسطينى لإنهاء الاحتلال بل تأبى أن ينتهى عام 2014 إلا وقد وأدت تماما فكرة إنهاء الاحتلال فى الأمم المتحدة.
■ يهل علينا ذكرى المولد النبوى الشريف والصراعات تلف المنطقة وهناك من يقدم داعش على أنها الصورة الحقيقية للإسلام بكل مثالبها.. كيف تقيمين ذلك؟
ـ الإسلام براء من داعش والداعشيين كما كان براء من القاعدة وبن لادن من قبل وكل من على شاكلتهم، «داعش» صناعة أمريكية وليست صناعة إسلامية أرادت لها أمريكا أن تنمو وتترعرع وتتوغل فى المنطقة وتم إمدادها بالسلاح الأمريكى والعتاد والحماية والفكر الأمريكى لهدفين جليين الأول تفتيت المنطقة بأيدى أبنائها وهذا هو الخبث الشيطانى العظيم بينما الهدف الآخر إضعاف المنطقة حتى يسارع ابناؤها باللجوء إلى جلادهم وطلب العون والإنقاذ وهذا ما حدث بالفعل، لكنى أتساءل والسؤال هنا مشروع، هل نحن أمة بلا عقل ساذجة وسطحية لهذا الحد؟ فقد ارسل الله نبيه ليكون رحمة للعالمين فكيف تحولنا إلى جحيما وبلاء على المنطقة، كيف يعقل أن يتحول إسلام الرحمة إلى أن يلبسه البعض عنوة ثياب القتل والخسة والدناءة؟ وربما تكمن الإجابة فى أننا لم نلتزم بقول الله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فعصينا خالقنا ولم نعتصم ولم نتحد ولم ننتبه أن عند التشرذم تذهب ريحنا.
وأنا فى اعتقادى أن إحياء ذكرى المولد النبوى لا يكون بالحلوى والاحتفالات والأناشيد بقدر ما يجب علينا أن نفيق على تفرقنا وأن نستوعب أن ما وصلنا إليه بسبب فرقتنا.
■ أهم درس نتعلمه من حياة الرسول فى ذكرى مولده الشريف؟
- أقول للمنطقة بأكملها ولمصر بصفة خاصة لأنها عمود الخيمة افيقوا واعملوا يعطيكم الله من فضله اصنعوا دواءكم وسلاحكم وطعامكم تملكون كلمتكم وقراركم ولا تكونوا تحت إمرة احد، اخترعوا واهتموا بالبحث العلمى وأحسنوا تعلم أبنائكم وأصلحوا منظومة التعليم فى بلدانكم تخرجون مواطنين صالحين، وأقيموا العدل والعدالة فهى صمام اى شىء ضمانة العيش فى سلام، لاتدفنوا رؤوسكم فى التراب تمنون أنفسكم بأنكم فى مأمن من الخطر الذى يحوم حولكم بينما هو على قيد أنملة منكم، كونوا قوة لا يستهان بها ولنتكامل فلتكن دولة تبرع فى صناعة الدواء وأخرى فى السلاح وأخرى فى الزراعة ولنتوحد ألا نستحى من أن يتوحد الأوربيون بينما نحن لا نزال فى تشرذمنا غارقين رازخين تحت المصائب التى تصنعها أمريكا وتقذف بها إلينا، فحينا داعش وحينا أخرى القاعدة وغيرها.
■ لكن هناك من يروج إلى أن ما جاءت به داعش من قطع للرقاب ليس غريبا على الإسلام وهو مجرد إحياء لموروث قديم؟
- قطع الرقاب ليس غريبا فى تاريخ البشرية أجمع، فتاريخ البشرية حافل بالإبادة والحروب والقتل وبقر بطون النساء وتقطيع أوصال الأطفال، ففى كل تاريخ هناك حجاج ثقفى، ولم يقل أحد إن العصور الأولى كانت مدينة فاضلة لكن أيضا علينا أن نتذكر ما فعلته الحضارة الأوربية والغرب من إبادات واستغلال وانتهاكات، ألم تبد الحرب العالمية قرابة 60 مليون مخلوق؟ ألم يحرق الألمان اليهود والمسلمين عند تنقية الأندلس، حتى أمريكا تاريخها حافل بالعنصرية والقتل والاستعباد. ألم تفن الشعب الأصلى من الهنود الحمر عن بكرة أبيهم؟؟ لماذا هذا التكالب على الإسلام واتخاذ سلوك مشين جائر سمة للإسلام وإلصاقه عنوة وبهتانا بدين الرحمة والسمو؟ إنه المخطط الذى لا نريد أن نستفيق عليه علينا أن ننشر قيم الحب والتسامح وأن نتذكر مقولة المسيح عليه السلام الله محبة.
■ استخدمت أمريكا فى مجلس الأمن حق الفيتو لمنع تمرير المشروع الفلسطينى بإنهاء الاحتلال الإسرائيلى.. بوصفك أستاذ فلسفة هل يقبل العقل فكرة الفيتو؟
ـ فكرة الفيتو فكرة غير إنسانية وغير أخلاقية وغير عقلانية وهى مجرد تسلط مغيض وتجبر فاسد ومن المشين أن هيئة أممية انشأت بالأساس لمواجهة الظلم وتطبيق معايير العدالة ولمنع نشوب الحروب أن تضم فكرة القيتو فلا يجب أن يوصف بالحق، لأنه استعلاء وغباء وفساد قيمى، فالشعوب كلها متساوية فى هيئة الأمم وأن يختار خمسة كبار يتم منحهم فيتو فهذا هو الفساد الأممى فى رأيى، فكيف يعقل أن يظل شعبا أصيلا يرزخ تحت وطأة احتلال شعب قادم من خشاش الأرض وفق وعد بغيض يسمى بلفور؟؟
كيف لأمريكا أن تتشدق بحقوق الإنسان والمثالية القيمية وهى تقدم على رفع الفيتو فى وجه شعب يطمح للتحرر بطرق مشروعة فأمريكا بأفعالها تلك تجعل الخيار الوحيد المتاح أمام الفلسطينيين هو خيار المقاومة التى تجعل الإسرائيليين يبكون دما، عندما نغلق الأبواب المشروعة أما المظلوم ليتظلم ونستخدم فى وجهه حق الظلم والتجبر فنحن بذلك نحيله إلى منطق السلاح.