أهنئ الشعب المصرى مسلميه ومسيحييه بالعام الميلادى الجديد، وتداخل المناسبات السارة إسلاميةً ومسيحيةً فى ذكرى ميلاد الرسولين الأخوين محمد وعيسى عليهما السلام.
وستظل وزارة الأوقاف المصرية وفية لدينها ووطنها وأمتها من خلال العمل الجاد الدؤوبِ الذى لا يكل ولا يمل فى نشر سماحة الإسلام ومواجهة كل ألوان التشدد والتطرف والغلو، مع دراسة واعية للقضايا والمستجدات العصرية فى ضوء فقه الواقع ومقتضيات الزمان والمكان والأحوال مع الحفاظ على ثوابتنا الشرعية، كما أؤكد أن عام 2015م سيكون بإذن الله تعالى عام تجديد الخطاب الدينى وإعمالِ الفكر والعقل وتبنى ثقافة التفكير، وعام العناية بالقرآن الكريم وفهم قيمه وأخلاقه، والعملِ على تحويلها إلى واقع ملموس فى حياتنا، وهو عامُ عمارةِ المساجد بامتياز، حيث وضعنا خطة عملية ممولةً من موازنة الدولة وموارد الوزارة الذاتية لإحلال وتجديد وصيانة أكثرَ من ألف مسجد هذا العام، للتأكيد على أن الوزارة فى ظل توجيهات سيادتكم الرشيدة تعمل على نشر الفكر الإسلامى الصحيح الذى يُعدُّ صمام أمان للفرد والمجتمع، وأفضلَ وأقصرَ الطرق لمواجهة التطرف والإرهاب.
ومن خلال تواصلنا مع المنصفين من المفكرين والكتاب المسلمين والمسيحيين سننشئ لأولِ مرةٍ فى تاريخ مصر المكتبة الوطنية التى تجمع المؤلفاتِ العلميةَ والوطنيةَ لهؤلاء وأولئك، وستكون البداية بمكتبة مركزية بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ثم يجرى تعميمُ ذلك فى سائر مكتبات الوزارة، وأندية الشباب، ومكتبات المدارس، وقصور الثقافة، بالتنسيق مع الوزارات والهيئات المعنية، ترسيخًا لنشر ثقافة التسامح وفقه التعايش المشترك.
كما أننا أعددنا خطة غير تقليدية لتأهيل الأئمة والخطباء والمبعوثينَ للخارج، وتبليغِ صوتِ الأزهر الوسطى للعالم كله من خلال مبعوثى الأزهر والأوقاف ورسالة الأوقاف التى نبثها للعالم كله بعشر لغات بإشراف فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر.
وأختم حديثى فى هذه الذكرى الطيبة لمولد الحبيب محمدٍ (صلى الله عليه وسلم) بأبيات من قصيدة لشوقى أجريتُ تعديلا على بعض أبياتها، وذلك حيث يقول:
سَـــرَت بَشائِـــرُ باِلهــــادى وَمَولِــــدِهِ فى الشَرقِ وَالغَربِ مَسرى النورِ فى الظُلَمِ
وَنــودِىَ اِقــرَأ تَعالــى اللَهُ قائِلُهـــــــا لَـم تَتَّصِـل قَبـلَ مَــــن قيلَـــــت لَـه بِفَـــــــمِ
هُنـــاكَ أَذَّنَ لِلرَحَمَــنِ فَاِمتَــــــــلأَتْ أَسمــــاعُ مَكَّـــــةَ مِـــن قُدسِيَّــــةِ النَغَـــــــــمِ
أَســــــرى بِكَ اللَهُ لَيـــلاً إِذ مَلائِكُــهُ وَالرُسلُ فى المَسجِدِ الأَقصى عَلى قَــــدَمِ
وقَدْ بَلَغتَ سَمـــــاءً لا يطــافُ بهــــــا عَلـــى جَنــــاحٍ وَلا يُسعــــى عَلـــى قَــــــدَمِ
وَقيــــلَ كُلُّ نَبِـــــىٍّ عِنـــــدَ رُتبَتِـــــــهِ وَيا مُحَمَّـــــــدُ هَـــــذا العَـــــرشُ فَاِستَلِــــــمِ
خَطَطـــتَ لِلدينِ وَالدُنيـا عُلومَهُمــا يا سيـــدَ الخلـــقِ من عــــربٍ ومن عجــــمِ
أخوكَ عيسى دَعا مَيتـــــاً فَقـــــامَ لَــهُ وَأَنــــتَ أَحيَيــــتَ أَجيــــالاً مِنَ العــــــــدم
قالوا غَزَوتَ وَرُســـلُ اللَهِ ما بُعِثـــــوا لِقَتلِ نَفـــــسٍ وَلا جــــــاؤوا لِسَفــــــــكِ دَمِ
يا رَبِّ هَبَّت شُعــــــوبٌ مِن مَنِيَّتِهــــا وَاِستَيقَظَت أُمَـــمٌ قامَــــتْ ولـــم تنـــــــــــمِ
فَاِلطُف لِأَجلِ رَســولِ العالَمينَ بِنــا واجعــــل لنا أمــــلا يُبنـــى علــى عَمَـــــــلِ
يا رَبِّ أَحسَنــتَ بَدءَ المُسلِمينَ بِـــهِ فَتَمِّمِ الفَضـــلَ وَاِمنَــــح حُســــنَ مُختَتَـــــمِ