قال الرئيس فى حواره القومى (مع رؤساء تحرير الصحف القومية): «نحن بالفعل ندرس إنشاء كيان قومى مستقل يجمع الشباب، ليس لصالح أحد أو قوة سياسية ما، وإنما على المستوى القومى».
ونروح بعيد ليه سيادة الرئيس، هناك مشروع وطنى متكامل أحسبه صالحاً ناجعاً عكف عليه الدكتور مصطفى حجازى، المستشار السياسى للرئيس السابق عدلى منصور، تحت اسم «مفوضية الشباب»، من فضلك تستدعيه وتقف معه مخلصاً على حروف وخطوط هذا الكيان، وتدعمه، إن كان صالحاً، للظهور إلى النور، توفيراً للجهد، واختصاراً للوقت، وتأكيداً على أن الأفكار الصالحة لها مكان فى الأرض الطيبة.
وأحسب أن الدكتور حجازى لن يتأخر عليكم بالفكرة والجهد والإخلاص فى تنفيذها، خاصة أنه لم يمض على إنجازها سوى أقل من شهور، وخرج الدكتور حجازى من قصر الاتحادية مأسوفاً عليه، وكان بالإمكان إبقاؤه لأجل إنجاز هذه المفوضية، ولو أنجزها لكانت مشروع العمر كله.
لا أزكى الدكتور حجازى على الرئيس، وبيننا ثمة خلاف لا يفسد للود قضية، ولكن مصر التى فى خاطرى أكبر من الخلافات الشخصية، وأحق بالائتلاف فى مواجهة الغضب المحدق بنا، غضب الشباب نار محرقة، تطلع على الأفئدة.
فلتأذن للدكتور حجازى بالمثول إلى الاتحادية، ليعرض ما جادت به قريحته فى أيام خلت، وحضّه عليه الرئيس منصور وكان حادباً على الشباب، ولن تجد أفضل من الدكتور حجازى (هذا فى رأيى المتواضع) فى هذا المضمار الشبابى، هو على صلة حميمة بالشباب، وهم يثقون فى شخصه.
لا أطلب عودة حجازى إلى المستشارية بالاتحادية، ولو حدث أكون سعيداً، فالكفاءات كالجواهر النادرة، لا تُلقى خارج القصر مع القادم الجديد، وما أعرفه أنكم تجدّون فى البحث عن كفاءات كالجواهر، وعن أفكار خارج الصندوق القديم، ثوب مصر البالى لا ينفعه الترقيع، مصر تحتاج ثوباً جديداً قشيباً مطرزاً بالجواهر.
معلوم، أى كيان شبابى رئاسى لن يثق فيه الشباب إلا إذا كان مستقلاً مفتوحاً لكل الآراء والتيارات الفكرية والاتجاهات السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، لا يستثنى أحداً، كيان يمد أذرعه طويلة إلى المحافظات بمفوضيات فرعية تنتشر تحت مظلة المفوضية العامة، ومقرها «القاهرة »، تصب فيها الأفكار الطازجة.
مفوضية شبابية خارج الاتحادية وتتمتع بالاستقلالية، تتجنب سلبيات «منظمة الشباب الاشتراكى» الشهيرة، وليس لها تنظيم «طليعى»، لكن لها تنظيم «طبيعى» من خلاصة شباب مصر، يعكف عليها نفر من الثقات، صادقى العزم، المبشرين بالأمل، يثق فى إخلاصهم وأفكارهم الشباب، بعيدا عن تراتبية النظام، عقمت الدولة العميقة عن استيعاب الشباب.. تلفظهم، وهم يمقتونها، استدعاء رئاسى عاجل لحجازى فى مهمة وطنية.