لقيت خطوة الرئيس الفلسطينى محمود عباس، «أبومازن»، بالتوقيع على انضمام فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية ونحو 20 منظمة دولية أخرى، معارضة شديدة من إسرائيل والولايات المتحدة، وتهديدات بالتصعيد ضد السلطة الفلسطينية، وهدد مسؤولون فلسطينيون بوقف التنسيق الأمنى مع إسرائيل.
وطبقاً لمعاهدة روما، فإن الفلسطينيين سيصبحون عضواً فى المحكمة فى أول يوم من الشهر الذى يلى فترة انتظار مدتها 60 يوماً، بعد تسليم وثائق الانضمام الموقعة والمصدق عليها إلى الأمم المتحدة فى نيويورك.
تمهد هذه الخطوة، التى أغضبت إسرائيل والولايات المتحدة، السبيل للمحكمة كى تتولى الولاية القضائية بشأن الجرائم التى ارتكبت فى الأراضى الفلسطينية، وتحقق فى ممارسات القادة الإسرائيليين والفلسطينيين فى الصراع الدامى.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة «تعارض بشدة» الطلب الفلسطينى للانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، وقالت فى بيان: «هذا لن يحقق شيئاً من تطلعات الشعب الفلسطينى نحو قيام دولته المستقلة ذات السيادة»، وأضافت أن هذه الخطوة «تثير قلقا عميقا ولا تساعد جهود السلام فى المنطقة».
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، إن «من يجب أن يخشى من محكمة الجنايات الدولية هو السلطة الفلسطينية، شريكة حماس، وهى منظمة إرهابية»، وهدد «نتنياهو» باتخاذ تدابير مضادة، وترأس اجتماعا لحكومته للرد على الخطوة الفلسطينية التى جاءت بعد أن رفض مجلس الأمن إقرار مشروع القرار الفلسطينى لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى بنهاية 2017.
ولم توقع إسرائيل على معاهدة إنشاء المحكمة، ولا تعترف بسلطتها القضائية عليها. ورغم أن المحكمة لا تملك أى قوة أو سلطة تمكنها من دخول إسرائيل والقبض على أى مشتبه بهم أو مشكو فى حقهم، فإنها تملك سلطة إصدار أوامر اعتقال، الأمر الذى يجعل سفر المسؤولين الإسرائيليين للخارج صعبا.
وأعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، أنه سلّم الوثائق الدولية التى وقع عليها الرئيس «أبومازن» إلى مندوب الأمم المتحدة، فى مقر الرئاسة برام الله، وأكد أن الاستيطان هو القضية الأولى التى ستحملها فلسطين لمحكمة الجنايات الدولية. واعتبرت حركة حماس أن توقيع «أبومازن» على اتفاقية روما خطوة فى الاتجاه الصحيح، داعية إلى استكمالها بتقديم طلب فورى للانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية.
فى غضون ذلك، احتفلت حركة التحرير الوطنى «فتح» بمرور 50 عاماً على تأسيسها، فى ظل أوضاع سياسية «مُعقدّة»، داخليا وخارجيا، ونظمت الحركة مسيرات وعروضا شبه عسكرية لأعضائها وفعاليات عديدة فى أنحاء الضفة الغربية.