وأنت على أعتاب عام جديد، إذا كانت قد أُثقلت روحك بالأحزان، وصارت تقذفك معاول الهدم والخوف واليأس فى رياحين صدرك يا إنسان، وتشعرك بأن حياتك مريرة لا تطاق، وأن هناك خنجراً خلف العناق، ولا ترغب فى الحياة كونها سباقاً فى سباق، وارتطم قلبك بجدران الوهم والخداع، وأن أحلامك لا تستحق البقاء، كوننا نعيش غرباء، وكأنك تغرق بين أمواج المعاناة، واجترار الوجع من نظرة جاهلية للحياة، بأفكار منتهية الصلاحية، فترى الهموم تلد هموماً، والجراح تنمو وتكبر، فاشهر كرتك الأحمر في وجه الذنوب والمعاصى بقلب يسع الكون وينشر عبيره كريحان، فلا تنبش قبور ما فات، ولا تبحر مع المد فيما هو آت، واجهض من ذاكرتك مرافئ الألم والحزن، ولا تكن أسير الابتعاد والانزواء لأى عارض ما، واخرج من سجن انكسارك، وتدثر بما تبقى لك من أوراق العمر، ورفرف بجناحى الأمل حول أحلامك واسقها من يقينك وإيمانك، اذهب إلى الواحات العامرة وادفع مهر حياتك من أنين مناجاتك الدافئة، بالصبر والدعاء والاستغفار وارتوى من نهر الإيمان واصمد أمام تيارات الأحزان في لحظات الغفلة والعصيان، وألم الحسرة والفراق وابحث عن روحك التائهة وغير من خارطة أوجاعك وعطر فمك بحروف الأمل.
عصام كرم الطوخى- خبير تنمية بشرية
