فى إطار تنقية البطاقات التموينية لوصول الدعم السلعى إلى مستحقيه تم حذف نحو نصف مليون متوفى من قاعدة بيانات البطاقات التموينية، وجار حالياً حذف المسافرين إلى الخارج لمدة تزيد على ستة أشهر، والوفيات منذ أكثر من 3 أشهر.
هذا عن الأموات، ماذا عن الأحياء، الوزير يملك سلطة حذف الأموات من سجلات بطاقات التموين بالقانون، ولكن هل يبادر الأحياء من القادرين بالتنازل طواعية عن بطاقات التموين التى بحوزتهم لصالح الفقراء من الأحياء، هل يضع كل قادر على الشراء بالسعر الحر فى عينيه حصوة ملح ويختشى ويترك زيت الغلابة للغلابة، هل يكلف نفسه قليلا ويمتنع عن اقتسام اللقمة مع الفقير دقة؟
بطاقة التموين ليست نهيبة، وليست مغنماً، اللى يجى منه أحسن منه، ولا هى قالب طوب، إن خرب بيت أبوك خدلك منه قالب، هذه أموال الفقراء، تحرم شرعا على الأغنياء، أموال المحتاجين تحرم على المرتاحين، من يستطع شراء الزبد الدنماركى فليترك السمن الهولندى لتقلية الغلابة.
يقيناً هناك من الإجراءات ما يكفل وصول الدعم لمستحقيه، 13 مليار جنيه مواد تموينية موزعة على 18 مليونا و200 ألف بطاقة، يستفيد منها نحو 70 مليون مواطن، ولكن المطلوب من المقتدرين تفعيل فضيلة الاستغناء، استغنوا تصحوا، ويبارك الله لكم فى أولادكم، هل تقبلون على فلذات أكبادكم أكل السحت، كالمهل يغلى فى البطون؟
مشكوراً وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة يناشد المقتدرين أن يتركوا اللقمة الفقيرة لإطعام الفقراء والمساكين، ولكن عليه أن يخصص خطبة الجمعة لهذه المبادرة المجتمعية، أن استغنوا، وتعففوا، ولو استغنى مليون من الملايين الثمانية عشر عن بطاقاتهم التموينية لوجه الله، لتوفرت مليون بطاقة جديدة للمعدمين، لا نطلب توفير الدعم للدولة نطلب إعانة مليون جديد من الفقراء، يتحصلون على سكر رخيص يحلون به حيواتهم المرة، الفقر يعض فى قلوب الفقراء، اللقم تزيح النقم، وبطاقة جديدة تمنع بلاوى ثقيلة.
لا أطلبها منكم توسلًا، ممكن بالقانون، ولكن أطلبها تطوعاً واستغناءً وتعففاً، أطلبها حقاً، لا أطلبها مِنةً، أطلبها وأنتم قادرون، الله لا يكتب عليكم ذل الوقوف أمام البقال التموينى يشخط وينطر، عجباً لنفر منهم معدومى الإحساس يرسلون الشغالة لتستلم زيت التموين، اتركه يا سيدى للشغالة تقلى بطاطس العيال، أعنها على الأيام، الإحساس نعمة واللى يكرهها يعمى، الهانم تعد زجاجات الزيت، والشغالة لا تملك زيت القلية، يا بيه يا هانم بلاها زيت التموين، زيت الزيتون أصح، أفضل للدايت، يسخرون منا لماذا زيت الزيتون لا يوزع على البطاقات.
فى أوروبا والدول المتقدمة يوزعون الكافيار على بطاقات التموين، متى يوزعون الفواجرا، فعلا العيش بحلبة والكلام رومى، ومنكم أنا خرجت من هدومى، أحس أن الإحساس أصبح سلعة نادرة، ممكن يوزع على بطاقات التموين بسعر المنتج، ويمكن استبداله بزيت العفة، وسكر الطهارة، وشاى القناعة، يا سلام لو هناك شاى بالياسمين، استغنوا عن لحم الفقير يغنكم الله.