ولد الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، في ١٣ أغسطس ١٩٢٦، لأبوين مهاجرين من إسبانيا وهما من المزارعين وتلقى تعليمه في المدرسة التحضيرية، وفى ١٩٤٥، التحق بجامعة هافانا حيث درس القانون وتخرج فيها عام ١٩٥٠وعمل محاميًا في مكتب محاماة صغير.
وتطلع «كاسترو» للوصول إلى البرلمان الكوبى، إلا أن الانقلاب الذي قاده فولجينسيو باتيستا أدى إلى إلغاء الانتخابات البرلمانية، وشكّل «كاسترو» قوّة قتالية وهاجم إحدى الثكنات العسكرية، وأسفر هذا الهجوم عن سقوط ٨٠ من أتباعه واعتقاله والحكم عليه بالسجن ١٥ عامًا، وأطلق سراحه في مايو ١٩٥٥، ونفى إلى المكسيك، حيث أخوه راؤول ورفاقه يجمعون شملهم للثورة، والتحق تشى جيفارا بالثوار وتعرف على «كاسترو»، وبعد انتصار الثوار سيطرت الثورة على كوبا كاملة، مما اضطر رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية إلى الهرب من العاصمة «زي النهاردة» في الأول من يناير ١٩٥٩.
وصار «كاسترو» رئيسًا لكوبا ودخلت قواته إلى هافانا، بقيادة تشى جيفارا، وفى أبريل ١٩٦١، وقع غزو خليج الخنازير الذي كان عبارة عن محاولة انقلابية من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والتى انتهت بالفشل.
ورغم اعتراف أمريكا بالحكومة الكوبية الجديدة، إلا أنه سرعان ما بدأت العلاقات الأمريكية الكوبية في التدهور، عندما قامت كوبا بتأميم الشركات، وتأميم المصافى الكوبية التي تسيطر عليها الولايات المتحدة، مما جعل العلاقات الأمريكية الكوبية تمضى إلى الأسوأ، وحاصرت الولايات المتحدة كوبا إلى هذا اليوم، وكان الاتحاد السوفييتى رأى أن يقوم على نشر صواريخ باليستية لتحول دون محاولة الولايات المتحدة غزو الجزيرة.
وفى ١٥ أكتوبر ١٩٦٢، اكتشفت طائرات التجسس الأمريكية منصات الصواريخ السوفييتية في كوبا، ورأت تهديدًا مباشرًا للولايات المتحدة نتيجة المسافة القصيرة التي تفصل بين كوبا والولايات المتحدة (٩٠ ميلاً)، وقامت البحرية الأمريكية بتشكيل خط بحرى يعمل على تفتيش السفن المتجهة إلى كوبا، ورضخ الاتحاد السوفييتى لإزالة الصواريخ الكوبية، شريطة أن تتعهد الولايات المتحدة بعدم غزو كوبا والتخلص من الصواريخ الباليستية الأمريكية في تركيا، مما أدى لاستتباب الأمن وزوال الخطر، إلى أن رحل «كاسترو» عن رئاسة كوبا وقيادة الجيش في ١٩ فبراير ٢٠٠٨، بعد صراع دام ١٩ شهرًا من المرض، وتولى الحكم بدلًا منه شقيقه راؤول كاسترو في كوبا.