أكد الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمى، أن مصر تحتل المرتبة الرابعة فى إنتاج المعرفة بعد إيران وتركيا وإسرائيل، لكن ترتيبها فى تقارير التنافسية العالمية فى آخر 5 دول من بين 145 دولة، مشيراً فى حواره لـ«المصرى اليوم»، أنه وفقا لمؤشرات تقييم الأداء البحثى بالجامعات والمراكز البحثية، فإن عدد براءات الاختراع المقدمة من الجامعات والمراكز البحثية «ضعيف جدا»، وإلى نص الحوار:
■ ما هى استراتيجية أكاديمية البحث العلمى؟
- فى الفترة من 2007- 2012 كانت أهم ملامحها الرئيسية إنشاء المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، وصندوق العلوم والتنمية التكنولوجية، وتحديد أهداف استراتيجية لمصر فى مجال البحث العلمى لمجابهة الفيروس الكبدى C، والطاقة الجديدة والمتجددة، والزراعة والغذاء، وتحلية المياه، والاتصالات وعلوم الفضاء، ونظرا للأحداث السياسية التى مرت بها الدولة، تم تعطيل المرحلة الثانية للاستراتيجية والمقرر لها من عام 2012، وهناك تعاون مشترك بين الوزارة والأكاديمية للعمل كفريق مشترك لوضع استراتيجية بحثية قصيرة الأمد فى الفترة من 2015- 2020.
■ ما دور أكاديمية البحث العلمى؟
- الأكاديمية هى المعنية بوضع الخطط الاستراتيجية، بالإضافة إلى تحديد مهام ومسؤوليات كل مؤسسة أو هيئة فى منظومة البحث العلمى، بمعنى تحديد مهام المجلس الأعلى للعلوم ووزارة البحث العلمى، وتحديد دور المراكز البحثية والجامعات وصندوق العلوم والتنمية التكنولوجية، وكيفية التواصل والتنسيق فى دورة العمل بين تلك المؤسسات لخدمة البحث العلمى فى مصر، ووضع خرائط الطرق لتنفيذ تلك الاستراتيجية بدقة وتفاصيل واضحة.
■ كيف يتم تنفيذ خرائط الطريق لتحقيق استراتيجية البحث العلمى؟
- عندما تقرر الدولة هدفا استراتيجيا مثل مجابهة فيروس C ومقاومة انتشاره فى مصر، تقوم الأكاديمية عن طريق المجالس العلمية المتخصصة بتحديد آليات تحقيق هذا الهدف، مثل التوعية ونشر الثقافة، أو منع الأسباب التى تؤدى لانتشار المرض، أو عن طريق تطوير طرق جديدة ورخيصة للتشخيص فى المراحل المبكرة للإصابة، أو تطوير دواء مصرى للعلاج أو استيراده من الخارج بعد أن ثبتت قدرته على العلاج، وتتم كتابة خطوات خريطة الطريق بدقة.. وكذلك عند اتخاذ قرار استراتيجى بزيادة إنتاج مصر من الحبوب، أو الوصول إلى الاكتفاء الذاتى من القمح، يكون دور الأكاديمية والمجالس المتخصصة وضع خطوات تحقيق الهدف عن طريق زيادة المساحات المزروعة، واستنباط أصناف جديدة وفق احتياجاتها من المياه لتناسب الأراضى المستصلحة، وكذلك زيادة عدد الأصناف المزروعة وتقليل نسبة الفقد فى القمح فى التخزين بالصوامع وغيرها، بالإضافة إلى العمل على نشر ثقافة غذائية سليمة، وكذلك تحديد الوقت والتمويل اللازمين لتحقيق تلك الأهداف.
■ ماذا حققت الأكاديمية من الأهداف الاستراتيجية خلال عام 2014؟
- خلال الستة أشهر الماضية، تم إنشاء المرصد المصرى لمؤشرات العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وفقا لقاعدة «الشىء الذى لا يمكن قياسه لا يمكن إدارته»، ووظيفته حصر وتحليل مدخلات البحث العلمى ومخرجاته، لأننا نملك ما يقرب من 42 جامعة حكومية وخاصة وأهلية، وأكثر من 100 مركز بحثى، بالإضافة إلى أكثر من 100 ألف باحث، وتم وضع تقرير مفصل لكل مؤشرات العلوم والتكنولوجيا بإمكانيات الباحثين، وأبرز نقاط القوة والضعف لمعرفة إمكانية التطوير فى مؤسسات البحث العلمى.
■ ماذا عن مؤشرات البحث العلمى فى مصر؟
- تم تقييم أداء مؤسسات البحث العلمى «المراكز البحثية والجامعات» ودراسة وتحليل دور المؤسسات البحثية على أسس علمية، وتم رفع تقرير شارح بذلك للقيادة السياسية فى الدولة، والانتهاء إلى أن مجتمع البحث العلمى فى مصر قادر على إنتاج المعرفة ولكنه غير قادر على تحويل المعرفة إلى قيمة اقتصادية مضافة، والدليل على ذلك أن ترتيب مصر الـ 38 من بين 225 دولة فى مخرجات البحث العلمى، وهى الأبحاث العلمية المنشورة دوليا، حيث تأتى فى المرتبة الرابعة فى إنتاج المعرفة بعد إيران وتركيا وإسرائيل، والثانية أفريقياً بعد جنوب أفريقيا، ولكن ترتيب مصر فى تقارير التنافسية العالمية فى آخر 5 دول من 145 دولة، وذلك نظرا لأن الأبحاث العلمية حبيسة الأدراج، وبراءات الاختراع غير مفعلة، ورسائل الماجستير والدكتوراة غير مستفاد منها، وبناء على تلك التقارير يتم وضع خطط واستراتيجيات النهوض بالبحث العلمى فى مصر.
■ ما دور مكاتب نقل وتسويق التكنولوجيا التى أنشأتها الأكاديمية بالجامعات؟
- وفقا لمؤشرات تقييم الأداء البحثى بالجامعات والمراكز البحثية، فإن عدد براءات الاختراع المقدمة من الجامعات والمراكز البحثية ضعيف جدا، حيث يستحوذ الأفراد والشركات على نحو 75% من براءات الاختراع، وتم إنشاء وتفعيل 28 من مراكز نقل التكنولوجيا بالجامعات والمراكز البحثية، ويضم كل مركز 3 مكاتب فرعية «براءات الاختراع - التسويق التكنولوجى - الملكية الفكرية»، وتعمل المكاتب الفرعية على مساعدة الطلاب والباحثين على التقدم للحصول على براءات الاختراع، وحل المشكلات التى تواجه الجامعات وتقديم الحلول العلمية لذلك.
■ كيف تلعب الأبحاث العلمية دوراً فى تطوير وخدمة المجتمع؟
- بعد إعلان الدولة عزمها تطوير أقاليم مصر الحدودية، خاصة حلايب وشلاتين والوادى الجديد والساحل الشمالى الغربى، لم نقم بعمل أبحاث جديدة ولكن تم البحث فى قاعدة بيانات الأبحاث العلمية القائمة، وتم العثور على عدد من الأبحاث التى تقدم حلولا للمشاكل الموجودة بحلايب وشلاتين، مثل مياه الشرب والمياه الجوفية المالحة، التى لا تصلح للشرب أو الزراعة أو مشروعات الرعى والإنتاج الحيوانى، ومشكلة الطاقة فى تجمعات البدو فى السهول وبين الجبال، وتم عمل زيارة ميدانية للإقليم من قبل فريق كبير من العلماء من هيئة الاستشعار عن بعد وعدد من المتخصصين فى مختلف المراكز البحثية.
■ ما دور الأكاديمية فى تمكين شباب الباحثين؟
- وفقا للوائح والقوانين القائمة، لا يستطيع شاب أن يصل لمنصب رئيس أكاديمية علمية أو عضو بأحد المجالس العلمية بالأكاديمية إلا بعد حصوله على الأستاذية ومرور 5 سنوات على ذلك، بمعنى أن يكون عمره فوق الأربعين عاما، وهو ما تسبب فى أن يكون شباب الباحثين مهمشين، وليس لهم دور فى صناعة القرار فيما يخص البحث العلمى، ولذلك تم إنشاء أكاديمية الشباب المصرية للعلوم، وتم اختيار 15 من أفضل الشباب الحاصلين على الدكتوراة من أعرق الجامعات، وأداؤهم العلمى متميز للغاية، وجميعهم أقل من 40 عاما وأصبحوا أعضاء بأكاديمية الشباب ويشاركون فى وضع استراتيجيات البحث العلمى حاليا فى مصر، وتم إشراكهم فى المجالس العلمية للأكاديمية للمشاركة فى وضع استراتيجية البحث العلمى فى الفترة من 2020- 2030، وتم تكليفهم بإعداد مسودة خارطة طريق للنهوض بصناعة الدواء وصناعة البتروكيماويات.