x

نيوتن الرسالة التونسية (١) نيوتن الثلاثاء 30-12-2014 21:22


بفارق كبير فى الأصوات فاز الباجى السبسى (٨٨ عاما) برئاسة تونس. الرجل كان متهما طوال الوقت بأنه يمثل الفلول، هو بالفعل من الفلول، إذا اعتبرنا أن ذلك هو التعبير المناسب لمساعدى الرئيس الأسبق زين العابدين بن على. الرئيس الخاسر المنصف المرزوقى كان صوت الثورة التونسية. التف حوله الثوار، والتف حوله الإخوان المسلمون هناك، والتف حوله كل الذين كانت لهم خصومة مع نظام زين العابدين. على الرغم من أن المرزوقى ينتمى إلى تيار اليسار، إلا أنه كان طوال الوقت متهما بالعمل من خلال ولحساب الإخوان. البعض لم يعِ أن هذا هو حال اليسار دائماً، العمل مع الرايجة، أو مع الطرف الأقوى أياً كان.

كان يجب أن يخسر المرزوقى، وتخسر معه الثورة التونسية، التى كانت المقدمة الأولى لأحداث ٢٥ يناير لدينا، لم يحقق المرزوقى ولا ثورته تطلعات الشعب التونسى، ولم تكن لتتحقق أبدا، لا الديمقراطية، ولا الحرية، ولا العدالة الاجتماعية، كانت تونس قبل تلك الأحداث الدولة الأفضل من حيث الوجهة السياحية لشعوب العالم، كانت نسبة النمو مرتفعة، ونسبة الفقر منخفضة مقارنة مع الدول المجاورة، كانت تونس الخضراء بحق، رحل زين العابدين عنها من خلال مؤامرة من أقرب المقربين إليه، أوعز إليه بأن الشعب فى طريقه إلى القصر، لم يكن الأمر كذلك، ولم يكن ذلك مطلبا شعبيا، كما كان الأمر عندنا فى البداية يتعلق بمطالب محددة خاصة بالشرطة والبرلمان. إلا أنه خرج عن السيطرة نتيجة سوء إدارة الأزمة.

البعض مازال يعتبرها ثورات. البعض الآخر لا يراها كذلك أبدا. لذا كان من الطبيعى أن تفشل هنا وهناك. كان حتميا أن يعى الناس حجم المؤامرة التى حيكت بالمنطقة، بدءا من العراق وسوريا وليبيا واليمن، الآن جاء الدور على مصر وتونس، ثم دول الخليج، التوانسة أكلوا الطُّعم مبكرا، واستفاقوا مبكرا أيضا، كانوا على مستوى المسؤولية حينما أنقذوا بلدهم من الوقوع فى براثن النيران الصديقة. جنّبوها الحرب الأهلية، كما هو حال المصريين تماما، لطف الله بنا، جنّبنا إياها، أدركوا هناك ما كانوا فيه من استقرار وأمن، بالتأكيد مازال البعض مغيّبا، كما هو الوضع لدينا تماما، أعتقد أن الوقت كفيل بعلاج هؤلاء وأولئك.

فى يناير ٢٠١١ كانت الرسالة من تونس، وفى ديسمبر ٢٠١٤ جاءت الرسالة أيضا من تونس.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية