x

جمال دياب «شوكان» و«إريك» وحضرة القاضي وسيادة اللواء جمال دياب الثلاثاء 30-12-2014 21:08


هل كانت السنة التي قاربت على الانتهاء سعيدة عليك؟

ماذا عن الـ 500 يوما الماضيين؟

إذا عدت بذاكرتك إلي الوراء ستجد أياما حلوة وأياما مُرة، ولكن كلها كانت أياما حرة.

المصور الصحفي المصري الحر «محمود أبو زيد» الشهير بـ «شوكان» أتم 500 يوم في السجن بعد اعتقاله أثناء تغطيته لفض اعتصام رابعة العدوية في الرابع عشر من أغسطس 2013 بدون توجيه أي تهمة إليه,، وعلى الرغم من تقديم شهادات من وكالة «ديموتكس» العالمية للصور بأنه كان قد كُلف منها بتغطية فض الاعتصام وشهادة صحفيين مصريين وأجانب بأن «شوكان» ليس مجرما وأنه مصور صحفي يؤدي عمله لم يتم الإفراج عنه ولا توجد أي مؤشرات عن حدوث ذلك قريبًا.

أطلق أصدقاء «شوكان» حملة على مواقع التواصل الاجتماعي الغرض منها تعريف الناس بقضيته، وغيروا جميعا صورهم إلي صورته آملين في جذب الانتباه إلي الظلم الذي يقع على المصورين الصحفيين بشكل خاص أثناء تأديتهم لعملهم.

لم أشارك في تلك الحملة ولن أشارك، ليس لشىء غير أني سئمت من الأذان في الفضاء الإلكتروني حيث لا صوت يسمع ولا عين ترى، ولكنني عددت من شاركوا في الحملة في قائمة أصدقائي، 29 «شوكان» على قائمة أصدقائي، وأخرين لا أعلمهم الله يعلمهم.

«2»

هل كانت السنة التي قاربت على الانتهاء سعيدة عليك؟

أطلق القائمون على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» خاصية عرض أحداث السنة الخاصة بالمستخدم عن طريق الصور الأكثر تفاعلا في «بروفايل» كل مستخدم على مدار العام مرفق معها جملة «لقد كانت سنة رائعة، شكرا لكونك جزءًأ منها».

مع أن السنة لم تكن رائعة بالنسبة للبعض.

نشر المبرمج الأمريكي «إريك ماير» تدوينة بعنوان «قسوة الخوارزمية غير المقصودة»، والخوارزمية هي معالجة حسابية تستخدم الأرقام للوصول إلي خيارات منطقية، وهي الطريقة التي يستخدمها «فيسبوك» لتحديد الصور الأكثر تفاعلًا.

لماذا كانت الخوارزمية قاسية على «ماير»؟ لأنه وأثناء تصفحه لـ«فيسبوك» ظهرت أمامه رسالة أتوماتيكية تقول: «إريك، هكذا كانت سنتك» ويتوسط الرسالة صورة لبنته وحولها القالب المعتاد من رسومات لأناس يحتفلون وبلالين و«الحاجات الحلوة إللي كلنا عارفينها دي».

ابنة إريك ماير توفت هذا العام من مرض السرطان، ورؤية وجهها وسط قالب احتفالي كان قاسيا عليه، وأعطاه إحساسا بأن سنته الماضية وسنونه القادمة سيتوسطها دائما وجه ابنته المتوفاه.

حينما قرأ «جونسان جيلر» المسؤول عن خاصية عرض أحداث السنة في «فيسبوك» مدونة «ماير» تواصل معه وكلمه بشكل شخصي للاعتذار، وأكد له أنه سوف يحرص على تغيير الأدوات المستخدمة كي لا يتسبب في إدخال الحزن إلي قلوب آخرين مثله لا يعلمهم.

«3»

هل كانت الأيام منذ 28 يناير 2011 حتى الآن سعيدة عليك؟

«حاجة وتلاتين» هكذا وصف الصوت المنسوب إلى اللواء عباس كامل، مدير مكتب رئيس الجمهورية من استشهدوا فيما يعرف باسم «قضية سيارة الترحيلات».

لم يستوقفني في ذلك التسريب المزعم إلا هذه الكلمة، لم يشغل بالي أنه قد طالب من الصوت المنسوب إلى اللواء ممدوح شاهين، أن يكلم القاضي ليتساهل قليلا في القضية لأن بها الضابط ابن عبد الفتاح حلمي أحسن «الواد حيموت».

حاجة وتلاتين، لم يحاول الصوت المنسوب لسيادة اللواء حتى تذكر عدد القتلى، حاجة وتلاتين، نحن بالنسبة لهم «حاجة»، لسنا حيوات تسير في الأرض تحمل أحلاما، لسنا سبعة وثلاثين بيتا مكلوما لعدم وجود عدل في هذا البلد، وأنه بمجرد أن يكلم سيادة اللواء حضرة القاضي سينتهي الأمر و«الواد مش حايموت» ولكن «الحاجة وتلاتين» واحد ليست لهم قيمة ولا ألوية يكلمون قضاة.

«4»

في مصر يخاطب أصدقاء مصور سجين عبر «فيسبوك» المسؤولين عن سجنه على أمل الإفراج عنه، وفي الخارج ويكلم مسؤول في «فيسبوك» مستخدم ليعتذر عن خطأ نفسي غير مقصود، وعلى جانب آخر في مصر يكلم مسئول قاضيا ليخفف حكما ضد تصرف أدى إلي وفاة «حاجة وتلاتين» حياة.

هل كانت السنة التي قاربت على الانتهاء سعيدة عليك؟

ماذا عن السنة القادمة؟

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية