هل وضعت نفسك فى مكان ماريو جوتزه، لاعب المنتخب الألمانى، وهو يواجه حارس مرمى منتخب الأرجنتين فى نهائى مونديال البرازيل الأخير؟.. حتى لو، هل يمكنك أن تعرف ما الذى فكر فيه لاعب بايرن ميونخ الألمانى الشاب ذو الـ 22 عاما فى تلك اللحظة الحاسمة؟
لقد دُفع به كبديل فى الدقيقة 88 من عمر مباراة نهائى المونديال، كأن لوف يدرك أن لاعبه الشاب سيمنحه الكأس العالمية الغالية فى الدقيقة 113 خلال الوقت الإضافى من المباراة التى لم يتمكن أحد الفريقين من فك شفرة الآخر الدفاعية، وقد كان، عندما تلقى جوتزه تمريرة زميله، البديل أيضا، أندريه شورله، وتلقفها الأول على صدره ببراعة قبل أن يضعها بركلة خفيفة وذكية للغاية على ارتفاع قاتل لتسكن أقصى ركن فى شباك روميرو الأرجنتينى، مسجلة هدفا ربما هو الأغلى فى هذا العام. إذا كان هدف جوتزه الألمانى قد منح بلاده لقبها الذهبى الرابع، فإن كل لاعب نجح فى هز شباك أى فريق منافس فى مثل هذا التوقيت القاتل مانحا فريقه لقبا جديدا أو بطولة كبيرة، يعتبره هو هدفه الأغلى.. ومع الفارق الكبير بين البطولات والفرق واللاعبين، فإن هدف عماد متعب، مهاجم الأهلى والمنتخب المصرى، القاتل فى مرمى سيوى سبورت الإيفوارى فى نهائى بطولة الكونفيدرالية الأفريقية قد يمكن اعتباره هدف العام بالنسبة للكرة المصرية. فعندما تحرك عماد متعب فى الدقيقة الأخيرة من عمر الوقت المحتسب بدلا من الضائع فى نهائى الكأس الأفريقية، 95:23 تحديدا، لم يكن يثق فى أن تمريرة عبدالله السعيد الأرضية خلف ظهير سيوى سبورت الأيسر ستمر بتلك السلاسة لتصل إلى وليد سليمان الذى غافل الأخير ودار حوله ليتلقى الكرة ويسرع اللاعب الأعسر لتمريرها عرضية بقدمه اليمنى، والعجيب أنها وصلت بشكل رائع بعيدا عن مدافعى المنافس، الذين خدعهم متعب هو الآخر بتحركه المميز، قبل أن يطير فى الهواء مسددا الكرة برأسه كالصاروخ فى المرمى فى لحظة عجز فيها حارس المرمى الإيفوارى عن الحركة، لتنفجر مدرجات الأهلى ومصر كلها فرحا بهذا الهدف الغالى فى تاريخ كرة القدم المصرية على المستوى الأفريقى للأندية، ليحقق الأهلى بطولة انصاعت أخيرا لأوامر فريق مصرى ومنحت فريق القلعة الحمراء لقبه الدولى رقم 20 متصدرا أندية العام كلها.
وفى مكان آخر، هناك فى لشبونة، بالبرتغال، وتحديدا فوق أرضية ميدان ملعب النور.. ظل فريق ريال مدريد الإسبانى متأخرا بهدف نظيف سجله فريق أتليتكو مدريد عن طريق دييجو جودين فى الدقيقة 36 من عمر مباراة نهائى دورى أبطال أوروبا فى مايو السابق، إلا أن المنقذ، سيرجيو راموس، رفض أن يلقى بقفازه مستسلما لخسارة النادى الملكى لبطولته العاشرة، فارتقى عاليا فوق رؤوس الجميع ليتلقى الكرة المرسلة من ركلة ركنية قبل نهاية المباراة بدقيقتين فقط، أثناء الوقت المحتسب بدلا من الضائع، ليسكن الكرة الشباك برأسه معلنا تعادل فريقه فى وقت قاتل، دفع بالمباراة إلى وقت إضافى، تمكن خلاله فريقه من إحراز ثلاثة أهداف مقتنصا بطولة صعبة وغالية جدا، فتحت له الطريق للتتويج العالمى 3 مرات خلال هذا العام رافعا رصيده إلى 18 بطولة دولية. نهائى كأس ليبريتادورس، دورى أبطال أمريكا الجنوبية، شهد أيضا هدفا ذهبيا من ركلة جزاء أحرزها نستور أورتيجوزا فى الدقيقة 36 من عمر مباراة العودة التى جمعت بين فريقه الأرجنتينى (سان لورينزو) و(ناسيونال) من باراجواى، وكان لقاء الذهاب قد انتهى بالتعادل الإيجابى (1/1)، ومنح هدف أورتيجوزا فريقه اللقب والتأهل لأول مرة لكأس العالم للأندية، وأحرز خلالها الميدالية الفضية والمركز الثانى.
وبطريقة متقاربة، حصل الفريق الأسترالى (ويسترن سيدنى) على لقبه الأول فى دورى أبطال آسيا على حساب الهلال السعودى، بعدما تغلب عليه بهدف نظيف فى لقاء الذهاب عن طريق مهاجمه تومى جوريتش فى الدقيقة 64 وسط جماهيره، ولم يتمكن الفريق السعودى من التعويض فى لقاء العودة بالمملكة العربية، وتعادلا سلبيا، ليصعد الفريق الأسترالى أيضا إلى مونديال الأندية لأول مرة فى تاريخه.
وفى خليجى 22، بطولة كأس الخليج العربى، نجح المنتخب القطرى فى قنص اللقب من فم الأسد السعودى فى المباراة النهائية، بعدما أحرز لاعبه، الجزائرى الأصل، خوخى بوعلام، هدف الفوز فى الدقيقة 58 من عمر اللقاء، وكان المنتخب السعودى قد تقدم فى الدقيقة 16 قبل أن يعادل العنابى النتيجة بعدها بدقيقتين فقط، وينهى بوعلام الأمر ويمنح قطر الكأس الثالثة فى تاريخه.
كان عمرو جمال أيضا، على المستوى المحلى والأفريقى، قد أحرز هدفين فى مواجهة السوبر الأفريقى فى فبراير الماضى أمام الصفاقسى التونسى، لتصبح النتيجة (3/1) لصالح الأهلى قبل أن يقلصها الفريق التونسى العنيد إلى فارق هدف واحد، وكان هدف الغزال المصرى الجديد فى الدقيقة 68 من رأسيه رائعة عقب تمريرة عرضية متقنة من قدم موسى يدان البوركينى هو الحاسم لنتيجة اللقاء وفوز الأهلى بالسوبر.. ولا ينسى جمهور الأهلى أيضا هدف أحمد رؤوف القاتل فى مرمى الدفاع الحسنى الجديدى المغربى فى دور الـ 16 المكرر من كأس الكونفيدرالية، والذى منح الأهلى تأشيرة التواجد فى دور المجموعات، حتى اقتنص اللقب فى النهاية.
بالتأكيد هناك أهداف أخرى هذا العام حسمت بطولات كثيرة فى مختلف أنحاء العالم، لكن لعل تلك الأهداف هى الأبرز لدى الجمهور المصرى.