x

وزير الخارجية الأسبق: تركيا اشترطت إلغاء «الإعدام» وعودة الإخوان للتصالح مع مصر

الأحد 28-12-2014 18:18 | كتب: بسام رمضان |
«المصري اليوم» تحاور «محمد العرابي» وزير الخارجية الأسبق «المصري اليوم» تحاور «محمد العرابي» وزير الخارجية الأسبق تصوير : أحمد طرانة

قال وزير الخارجية الأسبق، محمد العرابي، إن تركيا اشترطت إلغاء عقوبات الإعدام الصادرة مؤخرا بحق عدد من المتهمين الإخوان، وإشراك الجماعة في الحياة السياسية، للتصالح مع مصر، معلنا رفضه لتلك الشروط، وذلك أثناء مشاركته في برنامج «صالون التحرير»، المذاع مساء السبت، مع الكاتب الصحفي عبدالله السناوي، على فضائية «التحرير».

وشارك في الحوار اللواء دكتور محمد مجاهد الزيات مدير المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، والإعلامي الكبير حسين عبدالغني، والدكتور مصطفى اللباد مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية.

وقال «العرابي» إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «إخواني» ولن يغير انتماءاته السياسية، واعتبر أن مصر بصدد مشروع مصالحة حقيقية مع قطر لكنها ستأخذ وقتا، فقطر لن تستطيع التحلل من ارتباطاتها السابقة في وقت قصير، بحسب تعبيره.

وأضاف وزير الخارجية الأسبق أن الغرب ليس لديه فكرة عن الواقع السوري بعد بشار الأسد، مشددا على ضرورة وجود حل سياسي للأزمة السورية، وقال إن إيران تلعب دورا جديدا في المنطقة، مستبعدا إنجاز اتفاق بين واشنطن وطهران قريبا، كما استبعد وجود تقارب مصري إيراني في الفترة القادمة.

من جانبه، أشاد اللواء دكتور محمد مجاهد الزيات، بمدير جهاز المخابرات الجديد، اللواء خالد فوزي، ووصفه بـــ «صائد جواسيس» وأنه «ضابط محترف»، متوقعا حدوث نقلة إيجابية بجهاز المخابرات في الفترة المقبلة.

وقال «الزيات» إن المصالحة المصرية القطرية في بدايتها ولن تسير بخطى سريعة، وأن قطر تستخدم «الإسلام السياسي» كورقة لتأكيد حضورها في الإقليم، وأنها قطر قدمت تنازلا في علاقتها مع مصر لكنها دعمت علاقتها بتركيا من جانب آخر، معربا عن سعادته بتنازلات قطر، وقال إنه ينتظر منها مواقف أخرى، وأضاف أن خطوات قطر إزاء مصر جاءت نتيجة ضغوط خليجية وليس عن اقتناع من الدوحة.

وأشار «الزيات» إلى أن قطر مازالت تدعم ميليشيات «فجر ليبيا» الإخوانية، وأن دوائر صناعة القرار بها لم تتغير، فضلا عن تمويلها الإخوان المقيمين في تركيا، ودعم جبهة النصرة في سوريا.

وزاد مدير المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط أن قطر تتحرك في ليبيا في غير مصلحة الأمن القومي المصري، وأنه على قطر الانضباط فيما يتعلق بالملف الليبي، مشددا على أنه لا طرف في الأزمة السورية قادر على الحل العسكري، وأن النظام السوري يستعصي على السقوط.

وقال «الزيات» إن ما يسمى بالجيش السوري الحر، لم يعد له وجود على الأرض على الإطلاق، وأن الضربات الجوية التي وجهها التحالف الدولي لداعش، والبالغة 1650، أوقفت تمدد التنظيم، معربا عن اعتقاده بعدم وجود فرصة للحل في سوريا دون رضا الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال «الزيات» إن التحالف المصري الخليجي له الأولوية على العلاقة مع إيران، متوقعا استمرار الأزمة السورية أكثر من عام آخر، وأضاف أن أزمات اليمن وليبيا والعراق مستمرة معنا العام القادم، وأن مصر بحاجة لتعزيز علاقاتها بالجزائر أكثر لمواجهة الأزمة الليبية.

وقال الدكتور مصطفى اللباد إن هناك ترابط بين الملفين القطري، والتركي، وأن الأزمة مع قطر تضارب سياسات ومصالح وليست شخصية، معتبرا أن جماعة الإخوان تؤرق دول الخليج، وأن قطر لعبت ببراعة على تراجع أدوار مصر والسعودية في العشر سنوات الأخيرة.

وأضاف «اللباد» أن تركيا تمثل أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط رغم كونها بلد غير نفطي، وأن المصالحة مع قطر هدفها عزل تركيا، وأنه لم يبق أمام أردوغان بعد ظهور وجهه الديكتاتوري سوى ورقة الاقتصاد، ورأى اللباد أنه من الممكن عزل تركيا لكن لا يمكن تدميرها، بحسب تعبيره، وأضاف أن الحديث عن الانتصار على تركيا فيه مبالغة، مشيرا إلى أن المصالحة مع قطر تعزل تركيا عن المنطقة، وأنه من مصلحة إيران وجود علاقة طيبة مع تركيا رغم التنافس الإقليمي.

وزاد «اللباد» أن الوزن السياسي لإيران في المنطقة أكبر من تركيا، وإن كان الوزن الاقتصادي للأخيرة أكبر، واصفا الوضع في الإقليم بأننا أمام أمام لعبة شطرنج.

من جهته قال الإعلامي الكبير حسين عبدالغني إن قطر مازالت تلعب «شطرنج» في المنطقة، وأن حل تنظيم الإخوان في قطر كان إشارة لتغيير موقف الدوحة من الجماعة، وأن «الجزيرة مباشر مصر» كانت ضد كل القيم المهنية التي عملت بها «الجزيرة»، وقال إنها دمرت «مصداقية» «الجزيرة» العامة.

وأضاف عبدالغني أنه لا يمكن لبلد صغير مثل قطر تحمل تنظيم مغلق مثل الإخوان، وأشار إلى حدوث تحول كبير للجزيرة بعد اندلاع الثورة في مصر، وأنها صورت الثورة المصرية وكأنها من صنع تيار واحد، معتبرا أن تحميل قطر مسؤولية كل ما يحدث في سيناء أمر فيه مبالغة.

وقال عبدالغني إن «الإخوان» لديهم أموال لفتح منابر إعلامية بقطر أو بدونها، وأن مصر بحاجة لإعادة تعريف دورها في المنطقة والإقليم، وأن إسرائيل هي العدو الحقيقي لأمن مصر القومي، مشددا على ضرورة بناء توافق وطني عام وإعادة الاعتبار للسياسة في الحياة العامة في البلاد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية