x

الزعيم ذو الحذاء الواحد

الأحد 28-12-2014 21:02 | كتب: اخبار |
شكاوى المواطنين شكاوى المواطنين تصوير : آخرون

انتابنى شعور بالسعادة والأمل والإعجاب أثناء قراءتى خبراً يخص الرئيس التونسى الراحل بورقيبة، فلقد اكتشفت من خلال اعترافات الإسكافى التونسى (الذى يصلح الأحذية) أن هذا الزعيم يمتلك حذاء واحداً فقط يصلحه بين الحين والآخر لو أصابه أى تمزق أو بلى أو نُحل نعله، لدرجة أن العاملين بالرئاسة كانوا ينتهزون فرصة نوم الرئيس ليأخذوا حذاءه لإصلاحه لدى الإسكافى؛ لأن الزعيم لم يكن يكترث كثيراً بحالة حذائه. والأهم من هذا أن المجاهد الأكبر مؤسس الجمهورية التونسية، والذى حكم البلاد لأكثر من ثلاثين عاماً، لم يترك ثروة أو حساباً فى بنك ولا شيَّد منزلاً خاصاً به وهو فى السلطة، كما قفز الاقتصاد التونسى على يديه قفزة هائلة وتلاشت الأمية تماماً بين التونسيين.

ولقد استعدت شريط الذكريات القديمة عندما عرض الرئيس بورقيبة على الأمة العربية فى خمسينيات القرن الماضى فكرة التصالح والاعتراف بإسرائيل، وبرر تلك الخطوة بأن عدد الإسرائيليين مليون شخص، بينما يزيد عدد العرب عن المائة مليون، وأنهم بذلك سوف يذوبون داخل الكتلة العربية الكبيرة فلا يكون لهم تأثير يذكر، ولقد قامت الدنيا ولم تقعد على الرجل بقيادة عبدالناصر والذى قادنا للأسف الشديد إلى أكبر هزيمة ونكسة فى تاريخ العرب عام 67 أمام إسرائيل.

ولأن الشىء بالشىء يذكر، فلقد تقدم الصحفى الكبير فكرى أباظة آنذاك بنفس العرض الذى قدمه بورقيبة بخصوص الصلح مع إسرائيل، ولقد ناله من الحكم الاستبدادى الديكتاتورى ما لا يتحمله بشر. ويمكن التأكد من تلك الوقائع بسؤال الأساتذة الصحفيين الكبار سناً ومقاماً الذين عاصروا تلك القصص المأساوية المؤلمة. وفى الختام فإننى أبعث من أعماق قلبى بخالص التحية والتقدير لروح هذا المجاهد الكبير الرئيس بورقيبة، وأتمنى أن يتم ترشيح اسمه لجائزة الحكم الرشيد، كما أتمنى أن يتخذه الحكام العرب مثالاً وقدوة لهم فى إدارتهم لشؤون البلاد والعباد، حيث إننا جميعاً سوف نغادر هذه الدنيا داخل أكفان بلا جيوب وبأقدام عارية بدون أحذية.

د. عزالدولة الشرقاوى - سوهاج

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية