أعدت دار الإفتاء نموذجا لخطبة موحدة باللغة الإنجليزية حول نبي الرحمة، وتواصلت مع كبرى المراكز الإسلامية والمساجد في أوروبا وأمريكا وشرق آسيا وجنوب أفريقيا، واقترحت عليهم تخصيص الجمعة القادم لإلقائها، وتعريف العالم بالرحمة المهداة قبيل مولده الشريف، وذلك في إطار حملتها للتعريف بالرسول محمد (ص) باللغة الإنجليزية.
واقترحت الدار على رؤساء المراكز الإسلامية وأئمتهم، دعوة أكبر عدد من غير المسلمين لسماع الخطبة وطبعها وتوزيعها لأكبر عدد من رواد المراكز، ونشرها على المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي حتى تعم الفائدة.
وأوضحت الدار، في بيان لها، الأحد، أن الخطبة التي أعدها الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، باللغة الإنجليزية، تدور حول قيمة الرحمة التي تجسدت في بعثة النبي محمد (ص)، وكيف أن ميلاده الشريف كان ولا يزال وسيظل ميلاد خير وسلام ورحمة للإنسانية كلها، وتذكر الخطبة العديد من المواقف التي تدل على رحمة النبي في كل المواقف، حتى مع أعدائه الذين آذوه واضطهدوه وحاولوا قتله وأجبروه ومن معه على ترك وطنهم وأموالهم.
وأكدت الخطبة أن دراسة شخصية الرسول الكريم أصبحت حاجة ماسة للبشرية في العصر الحديث، لأنها تحمل منهج الإصلاح في هذه الأوقات العصيبة والمضطربة التي تحتاج منا إلى نشر أخلاق التسامح والسلام والرحمة.
ودعت الخطبة الناس جميعا إلى إحياء روح الرحمة في حياتنا، وأن نكون طاقة رحمة ونور لأولئك الذين أظلمت حياتهم بسبب المعاناة والآلام ومشاكل الحياة، وأن نكون قوة دافعة إلى الرحمة ولو بأعمال بسيطة، نتراحم بها فيما بيننا في ذكرى ميلاد نبي الرحمة (ص).
وترد الخطبة بقوة على المتطرفين والجماعات الإرهابية التي تدعي الانتساب للإسلام زورا وبهتانا، ووصفتهم بأنهم يرتكبون جرائم منكرة في حق المقام النبوي الشريف، إذ ينطلقون إلى كلمات من الهدي النبوي الشريف، فينتزعون الكلام النبوي من سياقه، ويحملونه على أسوأ المعاني والمحامل، ويخلعون عليه ما وقر في نفوسهم من غلظة وعنف وشراسة وانفعال، مع جهل كبير بأدوات الفهم، وآداب الاستنباط، ومقاصد الشرع الشريف وقواعده، فإذا بالكلمة المنيرة من كلام النبوة، التي تملأ النفوس سكينة ورحمة وإجلالا لهذا الدين، وشهودا لكماله، قد تحولت على أيديهم إلى معنى دموي قبيح، مشوه، يملأ النفوس نفورا ورعبا.
وأضافت: «دعونا نحارب قوى التطرف بنشر خلق الرحمة، ونواجه القسوة بالرحمة، ونستعيد إنسانيتنا بالرحمة، ودعونا نصبح مسلمين حقيقيين نحمل رسالة الرحمة التي بدأها نبينا الحبيب النبي (ص)، نبي الرحمة، ولنكن قدوة حسنة لكل مسلم، خاصة في المجتمعات غير المسلمة، في بريطانيا وباقي أوروبا والولايات المتحدة واستراليا وكندا وغيرها من الدول».
من جانبه، أكد نجم أن حملة دار الإفتاء تمثل ردا عمليا على الحملات المعادية للإسلام، والتي زادت وتيرتها مؤخرا، وكان آخرها في ألمانيا والسويد وبعض الدول الأوروبية، في محاولة منها لتصحيح النظرة المشوهة للإسلام التي جاءت من مشاهد العنف المتكررة باسم الدين.
وتسعى الحملة إلى نشر العديد من المقالات باللغات الأجنبية في كبريات صحف العالم عن النبي الكريم، ونشر فيديوهات قصيرة لمفتي الجمهورية، الدكتور شوقي علام، وعدد من علماء الدار، مترجمة للغات عدة للتعريف بالنبي (ص) وبأخلاقه الكريمة في الوسائط الإلكترونية على الشبكة المعلوماتية، كما خصصت هاشتاج على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» بعنوان:«paymercy4ward»، للتفاعل مع المتابعين واستقبال مشاركاتهم، وعرض تلك المقالات والفيديوهات على الصفحة الرسمية لدار الإفتاء باللغة الإنجليزية على موقع «فيس بوك».