x

رئيس مجمع حوار الأديان الإيرانى: أؤيد تجسيد الأنبياء والرسل فى الأعمال الفنية والأفلام (حوار)

السبت 27-12-2014 22:39 | كتب: أحمد البحيري |
المصري اليوم تحاور محمد علي أبطحي رئيس مجمع حوار الأديان الإيراني المصري اليوم تحاور محمد علي أبطحي رئيس مجمع حوار الأديان الإيراني تصوير : نمير جلال

أكد محمد على أبطحى، رئيس مجمع حوار الأديان والمذاهب بإيران، أنه يؤيد بكل قوة تجسيد الأنبياء والرسل فى الأعمال الدرامية والفنية، مشدداً على أنه لا يرى أى مبرر لرفض ذلك، ومعتبراً أن ذلك الأمر يكون أفضل لتوضيح وشرح حياة الأنبياء والرسل للشباب.

وشدد «أبطحى»، فى حواره مع «المصرى اليوم»، على أن تنظيم «داعش» مولود غربى، وأن إسرائيل هى المستفيد الأول مما يحدث فى المنطقة فى ظل العمليات الإرهابية التى يقوم بها هذا التنظيم، مدافعاً عن مساندة إيران لبشار الأسد فى حربه.

ودعا «أبطحى» إلى ضرورة تحقيق التقارب السنى الشيعى، حتى يتمكن العالم الإسلامى من مواجهة التحديات والمخاطر التى تحيط به، لافتا إلى أن هذه التحديات والمخاطر تهدد الجميع، وفيما يلى نص الحوار:

■ بداية، ما مدى الخطر الذى يتعرض له العالم الإسلامى من وجهة نظرك؟

- الآن العالم الإسلامى كله فى خطر، ليس فقط السنى أو الشيعى، وإنما كل العالم الإسلامى دون استثناء، ولا يمكن أن ننسى أننا كلنا نواجه تحديات ومشاكل كبيرة جداً.

■ هل يمكن تحقيق التقارب بين السنة والشيعة من وجهة نظرك؟

- التقارب بمعنى التعاون، لأن التقرب بمعنى أن ينحنى السنى عن عقائده أو الشيعى عن عقائده هذا ليس تقرباً، ولا يمكن أن يحدث، وإنما تعاون السنى مع الشيعى وتعاون الدول والشعوب السنية مع الدول والشعوب الشيعية مثل تعاون المذاهب المختلفة فى السنة «الحنبلى مع الشافعى والمالكى مع الحنفى»، لابد أن تكون هذه الرؤية موجودة فى العالم الإسلامى، حتى يستطيعون تحقيق التقارب فيما بينهم، ومواجهة التحديات والمخاطر التى تواجههم.

■ ما رأيك فيما يقوم به تنظيم «داعش» من عمليات إرهابية وترويع وقتل الأبرياء والآمنين؟

- الشيعة أكثر ضحايا لـ«داعش»، وأعتقد أن هذا التنظيم مولود غربى.

■ إذن، أنت ترى أن هناك أيادى غربية وأمريكية وراء تنظيم «داعش»؟

- نعم، لأنهم جندوا مجموعة «داعش» فى مواجهة الدولة السورية، وبعدما انتهوا من سوريا، دخلوا إلى العراق بدعم دولى وأمريكى، وعلى الجميع أن يعرف أن هذه المجموعة الإرهابية تمثل خطراً على الجميع.

■ بين الحين والآخر، نرى أعمالاً فنية وأفلاماً إيرانية تجسد الأنبياء والصحابة، ما رأيك فى ذلك؟

- بالنسبة للأنبياء يتم تجسيدهم، ولا أعتقد أن هناك مشكلة فى ذلك، لأنه يحكى حياتهم ويعرفهم بصورة جيدة.

■ لكن نحن نتحدث عن تجسيد الشخصية نفسها، هل يمكن تجسيد الأنبياء والرسل؟

- ما المشكلة فى هذا؟

■ على سبيل المثال، هذا الممثل الذى يجسد شخصية الرسل، قد يقوم بدور آخر سيئ ولا يتناسب مع مكانة وقيمة الأنبياء؟

- أى ممثل يقوم بدور شخصية طيبة أو شريرة، وهذه مهنته.

■ ما الجدوى من وراء تجسيد شخصيات الأنبياء؟

- حتى يعرف الشباب حياتهم بصورة أفضل، فمما لا شك فيه أن تجسيد شخصيات الأنبياء والرسل يعطى صورة ومعلومات أفضل إلى الشباب.

■ إذن أنت تؤيد ذلك؟

- نعم، أؤيده بقوة سواء فى داخل إيران أو خارجها.

■ لكن تعتزم إحدى الشركات السينمائية الإيرانية تجسيد شخصية سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم؟

- ما الذى يمنع ذلك، وإننى كإصلاحى فى داخل إيران أؤيد ذلك.

■ الأزهر يرفض تجسيد الأنبياء والرسل، فما ردك؟

- ممكن وهذا رأيه، وهناك خلاف فى وجهات النظر حول هذا الأمر.

■ ما رؤيتك للإرهاب والتطرف والعنف التى تتعرض لها المنطقة والعالم الإسلامى فى هذا الوقت، وهل ترى أن إسرائيل هى التى تحرك العمليات الإرهابية؟

- بالتأكيد، لأن إسرائيل مستفيدة بشدة من هذه العمليات الإرهابية، ولأن المسلم يحارب أخاه المسلم، وهذا يفيد إسرائيل، لكن الصمت الشديد من علماء الدين فى مواجهة الظلم والاستبداد أحد الأسباب، لأن الشعب حينما يرى علماء الدين لا يعلو صوتهم فى مواجهة الظلم يثورون ويخرجون بثورات، وهذا كله يصب فى مصلحة إسرائيل.

■ ما تعليقك على المؤتمر الذى عقده الأزهر الشريف مؤخراً حول مواجهة الإرهاب، وهل ترى أن هناك جدوى منه؟

- أعتقد أن المؤتمر مفيد، لأن الأزهر الشريف، يمثل الصوت الرسمى للعالم الإسلامى، ودائماً العالم الإسلامى متهم بأنه لا يعلن وبصوت عال استنكار الإرهاب، وهذا المؤتمر يستنكر الإرهاب عن طريق أقوى مركز دينى فى العالم الإسلامى والعالم السنى، وهذه رسالة للعالم.

■ هل تعتقد أن هذا المؤتمر أو غيره من المؤتمرات يمكن أن يتصدى للإرهاب؟

- لا أعتقد أن مثل هذا المؤتمر أو غيره يمكن أن يتصدى للإرهاب، لأن كثيراً من المتطرفين لا يسمعون للأزهر ولا يسمعون من العلماء، ويلزم أن يفتح الخط، وباقى المؤسسات يجمعون باقى علماء الدين غير الرسميين وباقى الفرق الإسلامية ويتحدثون معهم.

■ هل تعتقد أنها مسألة سنى وشيعى؟

- لا أعتقد ذلك، لأن المسألة ليست سنيا وشيعيا، لأن الشيعى متأكد أنه فى هذه المسألة فى خندق واحد مع السنى، وكذلك السنى يعتقد أنه فى خندق واحد مع الشيعى لمواجهة الإرهاب، وما يمثله من خطر كبير على كل العالم الإسلامى بل والعالم أجمع.

■ كيف ترى الحوار بين المذاهب الإسلامية، خاصة بين السنة والشيعة، وجدوى هذا الحوار؟

- لا نريد أن يصبح السنى شيعيا ولا الشيعى سنيا، وإنما نريد أن نتعاون فى القضايا الأساسية والمشتركة، فالحوار بين الأديان والمذاهب ليس طرحاً ينتهى بمدة زمنية، ما دام الدين قائماً فحوار الأديان والمذاهب قائم، لكن من يعتقدون أن الحوار بين المذاهب والأديان يعنى تغيير مذهب الطرف الآخر هم فقط من يتوقعون انتهاء هذا الطرح، وما دامت الأديان تتمكن من إدراك وإقامة حوار مع بعضها البعض، فهى علامات النجاح.

■ هل ترى أن تحقيق التقارب بين المذاهب، خاصة السنة والشيعة، يمكن أن يساعد فى مواجهة التنظيمات الإرهابية مثل داعش؟

- أدعو السنة والشيعة إلى مواجهة خطر الجماعات الإرهابية، فلن نقضى على هذه التنظيمات الإرهابية مثل «داعش» من خلال الاكتفاء بعقد المؤتمرات، ولا ينبغى أن ننسى أن الشباب المتدين الذى اتجه إلى هذه الجماعات اعتبر رجال الدين الرسميين مؤيدين ومرتبطين بالحكومات، وفى العادة لا يستطيع هؤلاء الشباب قبول خطاب الزعماء السياسيين داعمى الحكومات، وبالتالى يتم اجتذابهم من قبل الجماعات الإرهابية، ويظنون أنهم متحدثون باسم الإسلام، وحتى لا يتم جذب هذه الطاقات المخلصة إلى تلك التيارات يجب علينا فهمهم وإدراكهم واستيعابهم.

■ هل التصدى للعنف أمر مشترك بين المذاهب الإسلامية؟

- نحن نؤمن أن مبدأ التصدى للعنف هو أمر مشترك بين المذاهب، فلا يجب أن يوظف الإرهاب من السنة ضد الشيعة أو من الشيعة ضد السنة، فالمتطرفون من الجانبين يستغلون الدين لتحقيق مكاسب سياسية، والمخيف هنا أن تصبح هذه اللقاءات مكانا للخلافات والانقسامات بأن يرمى كل منا السبب على الآخر، حينها سيصبح مكاننا هنا مكاناً للإرهاب مرة أخرى بدلا من مواجهته وعلينا أن نتحد ونتعاون جميعا لمواجهة الإرهاب.

■ ما سبب عدم حدوث تغيير واضح فى العلاقات «المصرية- الإيرانية» حتى الآن، ومن المستفيد من ذلك؟

- المشكلة هنا تكمن فى أعداء العالم الإسلامى الذين لا يرغبون فى أن يكون البلدان الكبيران بجانب بعضهما البعض، لأسباب وهمية جعلت أصدقاءنا فى مصر يعتقدون أن العلاقات الرسمية مع إيران وسفر الإيرانيين إلى مصر ستؤدى إلى نشر التشيّع، وأن الإيرانيين يسعون لنشر التشيع بين أهل السنة، وهذا تفكير غير صحيح، لأن الشعب المصرى لديه عقائد تاريخية واعتقاد فى الإسلام السنى، ولن يتغير مذهبه بسفر الإيرانيين إلى مصر، كذلك فى إيران عقيدة الشعب الإيرانى قوية لن يتحولوا للمذهب السنى.

■ هل يمكن أن يفيد تبادل الزيارات بين الشعبين المصرى والإيرانى فى تحقيق هذا التقارب؟

- نعم، يفيد ذلك جدا، فتبادل الزيارات بين شعبين لهم تاريخ كبير سيؤدى إلى اكتساب الألفة بين الشعبين الكبيرين، أما المعارضون للعلاقات بين إيران ومصر، فهم من يخشون تقارب القطبين التاريخيين والإسلاميين الكبيرين.

■ هل تسعى إيران لنشر التشيع فى مصر والمجتمعات السنية؟

- لا بكل تأكيد، ولو كانت إيران تسعى لنشر التشيّع بين الآخرين، وإذا كانت قادرة على ذلك لنشرته بين أهل السنة فى إيران، ليس هذا عملا مفيدا، ونحن نرى أن يحدث التقارب والتعاون بين السنة والشيعة، وهذا لا يعنى أن يصبح السنى شيعيا أو يعتنق الشيعى المذهب السنى فهذا لن يفيد.

■ ما رأيك فى جماعة الإخوان، وما حدث فى مصر؟

- حدث ما حدث.

■ هل ترى أن ما حدث فى 30 يونيو استجابة لمطالب الشعب أم ماذا؟

- لا نتدخل فى القضايا الداخلية لمصر.

■ هناك اتهامات موجهة لإيران بدعم بعض القوى والجماعات مثل مساندتها لبشار الأسد، فما تعليقك؟

- هذه ليست قضية سنة وشيعة، وإنما تعتبر إيران أن محور المقاومة مع بشار يمكن أن يفيد بصورة جيدة فى الحرب ضد إسرائيل، وإيران لم تتردد فى مساعدة العراق فيما يتعلق بمواجهة داعش، فى وقت تردد فيه الأمريكان.

■ ما الدور الذى يقوم به مجمع الحوار بين الأديان فى مكافحة الإرهاب والتصدى للعنف ومواجهة الانقسام بين السنة والشيعة؟

- هناك أمر مشترك موجود فى كل الأديان السماوية، وهو حب الله للبشر، والله يحب الناس ولا يسمح لأى شخص أن يقرر ظلم البشرية، والحث على السلام أمر مشترك بين الأديان، وينبغى علينا جميعا أن نعمل معا على الأشياء المشتركة بيننا، وعلينا أن نحارب مع بعضنا البعض ضد المجموعة الإرهابية التى تشوه صورة الإسلام، نحارب التيارات الإرهابية والمتطرفة التى تلحق الضرر بالإسلام، لهذا السبب اتحد الشيعة والسنة، وكان ملتقى الأزهر لمكافحة الإرهاب مهم للغاية، ولا يمكن أن يطلب من المتدينين بأى دين ومذهب أن يتركوا دينهم أو مذهبهم، بل يجب قبول بقائهم على دينهم ومذهبهم، لكن من حيث المبدأ نتعاون مع بعضنا البعض، خاصة فى الظروف الراهنة، فليس هناك ضرورة أن يصبح السنى شيعيا أو الشيعى سنيا.

■ هل بحثت التعاون بين الأزهر ومجمع حوار الأديان خلال لقائك مع شيخ الأزهر؟

- التقيت بالإمام الأكبر شيخ الأزهر فى لقاء موسع استغرق ساعتين، على هامش مؤتمر الأزهر لمواجهة الإرهاب والتطرف، بالإضافة إلى لقاءات عامة فى جلسات المؤتمر، وتأثرت جداً بالفكر التقدمى والفهم العالى لشيخ الأزهر، فهو يعرف جيداً ظروف العالم الإسلامى، ووجدته من أحسن وأفضل الأساتذة فى العالم الإسلامى، وأتمنى أن يتمكن الأزهر من خوض الحوار والمباحثات مع القطاعات المدنية والهيئات العلمية غير الحكومية، ففى إيران يوجد العديد من المؤسسات العلمية الكبرى التى تدار بشكل حر وينبغى على مركز علمى عالمى كالأزهر، أن يطلع على تلك المؤسسات، كذلك يجب أن يتحاور علماء مصر الكبار مع العلماء الإيرانيين بعيداً عن السياسة، فالأصل فى هذه الحوارات النجاح، والآن نتوقع من الأزهر بعد المؤتمر الشامل الذى عقده أن يبقى المنادى الأصلى للحوار، لأن الحوار يصب فى صالح مؤسسة الدين، حتى لو لم تتطابق مصالح الدول فى بعض المواقف مع الحوار المذهبى.

■ ما سبب ازدياد الهجمة الشرسة على الإسلام وربطه بالإرهاب من وجهة نظرك؟

- للأسف ازداد الإرهاب الذى يرتكب باسم الإسلام فى الآونة الأخيرة، لكن ليس المهم فقط هو أن المسلمين فى العالم يعارضون الأفعال الإرهابية، لكن المهم هو أن العالم اقتنع كذباً بأن الإسلام يدعو إلى التطرف، لذا وجب علينا أن نعرف العالم أجمع أن علماء الأمة الحقيقيين يعارضون هذه الأفكار المتطرفة، مع إنقاذ الذين يقتنعون أنهم بهذه الأعمال يقومون بالجهاد، وأنهم إذا ماتوا يذهبون إلى الجنة مباشرة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية