احتلت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولقاءاته مع كبار المسؤولين وممثلي كبريات الشركات الصينية لإقامة العديد من المشروعات الإنتاجية والخدمية، والتوصل إلى اتفاق الشراكة الاستراتيجية، وجهوده لجذب الاستثمارات والسياحة الصينية إلى مصر مكانة محورية في نشاط الرئيس خلال الأسبوع الماضي.
ولقيت هذه الزيارة ترحيبًا واسعًا من جانب جميع الأوساط الصينية، فقد أشاد الرئيس الصيني شي جين بينج، خلال لقائه بالرئيس السيسي بمصر، وبما تتمتع به من ثقل في العالم العربي والقارة الأفريقية والعالم الإسلامي، مؤكداً أن الصين حريصةٌ على تعزيز العلاقات الثنائية وأنها ماضية قدماً لتدعيم علاقات التعاون والشراكة مع مصر، التي تُعد نموذجاً للعلاقات الصينية العربية، والعلاقات الصينية الافريقية ، ومثالاً يحتذى للتعاون بين دول الجنوب، ونوَّه إلى أن توقيع وثيقة إقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين من شأنه أن يدفع التعاون في كافة المجالات إلى آفاق أرحب.
واستهل الرئيس الصيني اللقاء بالترحيب بالرئيس السيسي، معرباً عن سعادته باستقباله وبعلاقات الصداقة والتعاون التي تجمع بين الشعبين المصري والصيني، أخذاً في الاعتبار أن الدولتين لديهما حضارة عظيمة، مثمناً كون مصر أول دولة عربية وإفريقية تعترف بالصين ومن أوائل الدول التي أقامت معها الصين علاقات استراتيجية.
وقدم الرئيس السيسي الشكر لنظيره الصيني على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، موجهاً له الدعوة لزيارة مصر، وهو ما رحب به الرئيس الصيني ، مؤكداً حرصه على تلبيتها في وقت مناسب للبلدين خلال 2015 ، وأعرب الرئيس السيسي، عن ترحيب مصر بمقترح الصين لتطوير العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، كما رحب بمبادرة الرئيس الصيني، لإعادة إحياء طريق الحرير البري والبحري، منوهًا إلى دور مصر وموقعها الاستراتيجي كنقطة ارتكاز رئيسية لتنفيذ هذه المبادرة وتحقيق أهدافها.
ومن جانبه ، أشار الرئيس الصيني إلى أن مبادرة «إعادة إحياء طريق الحرير»، ستحقق المصلحة المشتركة للبلدين إذ يمر هذا الطريق ب65 دولة ، موضحاً أنه تلقى موافقة 50 دولة للمساهمة في هذا المشروع ، وأضاف أنه يتابع باِهتمام تطورات الأوضاع في مصر، مؤكداً ما لمسه من مساعٍ دؤوبة من أجل تحقيق التنمية والإصلاح، ومشيداً بما حققه الرئيس السيسي منذ توليه منصبه من استقرار وتحسن في مستوى معيشة المواطنين، كما أكد أنه على ثقة كاملة في أن مصر تحت قيادة الرئيس السيسي تمتلك القدرة والحكمة في التعامل مع كافة التحديات التي تواجهها، مضيفا أن الصين تدعم خيارات الشعب المصري بالنسبة لنموذج التنمية الذي يلائم احتياجاته ويفي بمتطلباته .
وثمَّن الرئيس السيسي، موقف الصين واحترامها لإرادة الشعب المصري، وأكد على احترام مصر لمبدأ الصين الواحدة، وتأييدها لوحدة الأراضي الصينية ، كما أشار إلى حرص مصر على إدارة علاقاتها الخارجية بشكل مستقل ومتوازن إزاء جميع الدول، وأنها حريصة على تطوير التبادل التجاري مع الصين، وتستهدف إصلاح خلل الميزان التجاري، كما تتطلع لمشاركة الصين في المشروعات التنموية وزيادة استثماراتها في مصر ، وأعرب عن تطلع مصر لتعزيز التعاون في عدد من المجالات التي تمت مناقشتها مع المسئولين وممثلي مجتمع الأعمال الصينيين ، فضلاً عن اهتمام مصر بتعزيز التعاون في المجالات العلمية والتكنولوجية، داعياً إلى زيادة عدد المنح الدراسية المقدمة للشباب المصري في الجامعات الصينية، وإنشاء جامعة صينية للعلوم والتكنولوجيا في مدينة الاسماعيلية الجديدة لتقديم خدمة تعليمية متميزة للمصريين من أبناء سيناء.
وقد أعرب الرئيس الصيني عن ترحيب بلاده بالشباب المصريين الدارسين في الصين، منوهًا بالدعم الذي تقدمه بلاده لتدريس اللغة الصينية في مصر، ومؤكدًا على أهمية تعزيز التعاون بين الجامعات والمعاهد المختلفة في البلدين، واقترح إقامة لجنة ثقافية مشتركة لتوجيه العلاقات بين البلدين في هذا المجال، ورحب في هذا الصدد بإقامة فعاليات ثقافية بالتبادل بين البلدين في 2016 الذي سيشهد الاحتفال بمرور60 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.
واستعرض الرئيسان تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، ولاسيما الجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب، مع التنويه إلى ضرورة إيجاد حلول لمشاكل المنطقة بما يتماشى مع رغبات شعوبها ويساهم في تحقيق طموحاتها .
وفي ختام المباحثات وقع الرئيسان على وثيقة إقامة علاقات شراكة إستراتيجية شاملة بين البلدين ، كما وقع الوزراء المعنيون في البلدين على الاتفاقيات التالية: « اتفاقية للتعاون الاقتصادى والفني بين البلدين - اتفاقية إطارية للتعاون في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة - اتفاقية إطارية للتعاون في مجال الفضاء بين هيئة الفضاء الوطنية الصينية (CNSA)، والهيئة القومية المصرية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء - مذكرة تفاهم لإنشاء معمل مصري صيني مشترك للطاقة المتجددة بين وزارة البحث العلمي المصرية ووزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية - محضر أعمال الدورة السادسة للجنة التجارية والفنية والاقتصادية المشتركة التي عُقدت في بكين خلال شهر ديسمبر 2014».
ووقع الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الصيني شي جين بينج، في ختام مباحثاتهما على بيان بشأن إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين ينظم كافة جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين ، ولا سيما بعد ترفيع العلاقات بينهما إلى هذا المستوى المتقدم.
ويشمل البيان المشترك المجالات التالية: المجال السياسي: «يتمسك البلدان بثوابت العلاقات الاستراتيجية الشاملة ويعملان معاً لتحقيق المصالح المشتركة كما يكثفان الزيارات المتبادلة ويواصلان التشاور في إطار آلية الحوار السياسي بين وزارتي الخارحية ويؤكد الجانبان على أهمية تأييد المصالح الحيوية ومراعاة الشواغل الخاصة بكل منهما، ويحترم كل منهما الشئون الداخلية للآخر ويؤيد حقه في تحقيق مصالحه والحفاظ على أمنه القومي بكافة أبعاده ووحدة وسلامة أراضيه».
وفي المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية: «اتفق الجانبان على تحقيق المنفعة المتبادلة وتفعيل دور اللجنة الاقتصادية والتجارية الثنائية بين البلدين وتعرب مصر عن دعمها لمبادرة الرئيس الصيني لإحياء طريق الحرير البري والبحري كما يدعم الجانب الصيني خطط الحكومة المصرية لإنعاش الاقتصاد، بما في ذلك المشروعات القومية الكبرى التي تنفذها، وترحب الصين وتدعم جهود مصر لعقد المؤتمر الاقتصادي في مارس 2015 ويعمل البلدان معاً في إطار التعاون الثلاثي سواء مع الدول العربية أو لصالح إفريقيا».
أما فى المجالات العسكرية والأمنية: «اتفق البلدان على تبادل الزيارات بين القوات المسلحة في البلدين، وتحقيق التواصل بين مختلف الكليات والمعاهد العسكرية، وتفعيل دور اللجنة المصرية الصينية للتعاون في الشئون الدفاعية كما اتفق الجانبان على تعزيز التعاون في مجال مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة والعابرة للحدود والجرائم الالكترونية ويدين البلدان الارهاب ويرفضان ربطه بدين معين أو عرق محدد كما يرفضان المعايير المزدوجة في مكافحة الارهاب».
و فى المجالات الثقافية والإنسانية: «اتفق الجانبان على تبادل زيارات الوفود الثقافية واعتبار عام 2016 عاماً للثقافة المصرية في الصين وللثقافة الصينية في مصر ويحرص البلدان على إنشاء آلية اللجنة الثقافية المشتركة بين البلدين، ودعم التواصل بين الجامعات والمعاهد المختلفة، والمراكز الثقافية المصرية والصينية، ولاسيما معاهد كونفشيوس، والتعويل على دورها لدعم التواصل الثقافي والتعليمي بين البلدين كما يواصل الجانبان التعاون في مجال السياحة، ويدعم الجانب الصيني الجهود المصرية الرامية لاستعادة النشاط السياحي إلى مصر ويشجع السائحين الصينيين على زيارتها كما يشجع الجانبان توقيع اتفاقيات التوأمة بين المحافظات والمدن المصرية والصينية» .
وأشار البيان فى مجالات العلوم والتكنولوجيا والفضاء: «اتفق الجانبان على ضرورة تفعيل اللجنة المشتركة للعلوم والتكنولوجيا، وتعزيز التعاون بين الجامعات والمعامل ومراكز الأبحاث المصرية والصينية واتفق الجانبان على تطوير التعاون فيما بينهما في مجال الفضاء والاتصالات والاستشعار عن بعد».
وبخصوص الشئون الإقليمية والدولية: «يؤكد البلدان على التزامهما بتطبيق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ، وفي مقدمتها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية وكذا رفض تسييس قضايا حقوق الإنسان وتدعم الدولتان جهود إصلاح منظومة الامم المتحدة وإعطاء الأولوية لزيادة تمثيل الدول النامية واتفق الجانبان على التنسيق في المحافل الدولية السياسية والاقتصادية، وتعزيز تعاون الجنوب - الجنوب كما أكد الجانبان تعزيز التواصل والتنسيق في مجالات الأمن الغذائي والتغير المناخي وأمن الطاقة».
كما ثمن الجانب الصيني، دور مصر الهام والمحوري في تسوية قضايا الشرق الأوسط، ولاسيما القضية الفلسطينية، ويدرك أن تسوية تلك القضية ستساهم في تحقيق الاستقرار في العالم بأسره وليس فقط في المنطقة كما يدعم الجانب الصيني جهود مصر لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، ويقدر الجانبان دور منتدى التعاون العربي الصيني، ومنتدى التعاون الصيني الإفريقي، ويعتزمان مواصلة العمل لتطويرهما بما يخدم التعاون بين الصين والدول العربية والإفريقية ويحقق التنمية المشتركة.
يقدر الجانب الصيني دور مصر الإيجابي في منظمة «المؤتمر الإسلامي»، التي تتولى مصر رئاستها الدورية حاليا وتعمل على تطويرها والحفاظ على مصالح الدول ألإسلامية وتحرص على تطوير علاقات الصداقة والتعاون بين الصين والدول ألإسلامية، كما أشاد كل من لي كه تشيانج، رئيس وزراء الصين ، وجانج دي جيانج، رئيس البرلمان الصيني، الذين التقى بهما الرئيس عبد الفتاح السيسي، كل على حده خلال اللقاءين بنجاح الرئيس في إعادة الاستقرار إلى مصر خلال فترة وجيزة للغاية، وتحقيق الأمن بالتوازي مع بدء تنفيذ عدد من المشروعات التنموية أو بدء الإعداد لها .
وأعرب الجانب الصيني عن ثقته الكبيرة في حكمة الرئيس السيسي، وفي قدرة مصر تحت قيادته على التغلب على ما يواجهها من تحديات، مؤكدين وقوف الصين إلى جانب خيارات الشعب المصري ودعم مسيرته نحو التنمية الشاملة كما قدم الجانب الصيني الشكر للرئيس على ما لمسه من اهتمام مصري جاد بتنمية وتعزيز العلاقات مع الصين.
من جانبه ، أعرب الرئيس السيسى للجانب الصيني عن شكره وتقديره على حفاوة الاستقبال وحسن التعاون لتنظيم الزيارة وإنجاحها وتحقيقها لأهدافها المرجوة، مشيرًا إلى تطلع مصر لترجمة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع الصين إلى واقع ملموس، لاسيما على صعيد التعاون الاقتصادي، من خلال مشاركة الصين في تنفيذ وتمويل العديد من المشروعات التنموية الجاري تنفيذها أو الإعداد لها في مصر، ومن بينها مشروع تنمية محور قناة السويس، الذي اكتسب أهمية خاصة بالنسبة للصين لارتباطه بمبادرة الرئيس الصيني لإحياء طريق الحرير البري والبحري، وباِعتبار مصر نقطة ارتكاز تساهم بفاعلية في تحقيق هذه المبادرة.
وأضاف الرئيس، أن مصر تولي اِهتماماً كبيراً للتعاون التكنولوجي مع الصين، ولعملية نقل التكنولوجيا والخبرات الصينية سواء في مجال التعليم الفني أو تقنيات التصنيع ، كما نوَّه إلى الإجراءات التي تتخذها مصر لتشجيع وجذب الاستثمارات الأجنبية ومن بينها صياغة قانون الاستثمار الموحد، واستحداث آلية لفض المنازعات التجارية، وتخفيف الإجراءات البيروقراطية.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الصيني، على وجود العديد من أوجه ومجالات التعاون التي يمكن للجانبين تفعيلها وزيادتها لتحقيق المصالح المشتركة للدولتين، مؤكدًا تطلع بلاده للمشاركة في تحقيق الطموحات التنموية لمصر وشعبها، وذلك من خلال العمل الجاد والمشاركة الفاعلة في عدد من القطاعات الحيوية التي يحتاج إليها الاقتصاد المصري، وفي مقدمتها مجال الطاقة وتوليد الكهرباء والبنية التحتية، منوهاً إلى أهمية استفادة مصر من الأدوات التمويلية المتاحة ومنها الصندوق الصيني الإفريقي للتنمية.
وتم الاتفاق بين الجانبين على تشكيل لجنة وزارية تضم من الجانب الصيني وزيري التجارة، والتنمية والإصلاح، ومن الجانب المصري، وزيرا التجارة والصناعة، والاستثمار، وذلك بهدف وضع اتفاق إطاري للتعاون يتضمن مشروعات محددة، وأفضل السبل لتنفيذها وتوفير التمويل اللازم لها.
ومن ناحية أخرى، أكد رئيس البرلمان الصيني على علاقات التعاون والصداقة التي تجمع بين البلدين، والتي تتيح الفرصة أمام مصر لدراسة التجربة الصينية والتعرف على خبراتها، ولاسيما تجربة المناطق الاقتصادية الخاصة في الصين، حيث يبلغ الناتج المحلي الإجمالي للصين 9.3 تريليون دولار، ويصل حجم التبادل التجاري الصيني إلى 4 تريليونات دولار، ويستقر احتياطي النقد الأجنبي عند ذات الرقم، فضلاً عن وصول حجم الاستثمارات الصينية في الخارج إلى 100 مليار دولار.
وقد أكد الرئيس على اهتمام مصر وتطلعها للاستفادة من التجربة الصينية الرائدة والناجحة، وتعزيز العلاقات مع الصين في كافة المجالات بما في ذلك المجال البرلماني، حيث تم الاتفاق على تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين عقب انتخاب مجلس الشعب الجديد في مصر.
وفي زيارته لمقر «الحزب الشيوعي الصيني» في بكين رحب وانج جياروي، وزير دائرة العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي الصيني وعدد من قيادات وكوادر الحزب بالرئيس معربين عن سعادتهم بتوقيع وثيقة إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين في كافة المجالات، بما فيها الإطار الحزبي.
وأشار الرئيس السيسي، إلى أن تجربة الحزب الشيوعي، جديرة بالدراسة لاسيما في ضوء نجاحه خلال 60 عاماً في وضع الصين في مصاف الدول المتقدمة، مشيدًا بالعلاقات التاريخية بين مصر والصين، وبمواقف بكين الداعمة لإرادة الشعب المصري الذي يكن كل التقدير والمودة للشعب الصيني الصديق.
وأكد الرئيس على تأييد مصر لسياسة الصين الواحدة، والحفاظ على وحدة أراضي الدولة الصينية وسلامتها الإقليمية، منوهاً إلى أن مصر تعتزم العمل الجاد لترجمة وثيقة إقامة العلاقات الاستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى واقع ملموس، ولاسيما فيما يتعلق بدعم مصر لمبادرة الرئيس الصيني لإحياء طريق الحرير، وتعزيز الشراكة في المشروعات التنموية، وفي مقدمتها مشروع تنمية منطقة قناة السويس، أخذًا في الاعتبار أن مصر تعد بوابة للعالم العربي وللقارة الافريقية، كما أبدى الرئيس إعجابه بتجربة الصين وسياسات التخطيط الحكيمة التي تتبعها، فضلا عن دعمها لدور الشباب.
وأضاف الرئيس، أن استقرار مصر يعد ضمانًا لاستقرار دول المنطقة، محذرًا من مغبة استخدام الدين كأداة لتحقيق الأهداف السياسية، وهو الأمر الذي يؤدي إلى انتشار ظاهرة الإرهاب الذي تتطلب مكافحته تضافر جهود المجتمع الدولي، وفي هذا الإطار، أكد الرئيس على أن جهود مكافحة الإرهاب لا يتعين أن تقتصر على الشق الأمني، ولكن تمتد لتشمل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية وما تفي به من طموحات تنموية.
وأعرب وزير دائرة العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي الصيني، عن تطلع الحزب لتدعيم التعاون الحزبي مع مصر من خلال حزب بقيادة الرئيس، وقد أشار الرئيس السيسي، في هذا الصدد: إلى أنه «يعمل على تثبيت دعائم الدولة المصرية والحفاظ على الاستقرار، والبعد عن أية خطوات قد تؤدي إلى تقسيم أو استقطاب الرأي العام في مصر».
وشهد الرئيس السيسي، خلال الزيارة مراسم التوقيع على 26 مذكرة تفاهم بين الحكومة المصرية والشركات الصينية لتنفيذ عدد من المشروعات في مجالات تطوير قطاع الكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة وإنتاج الكهرباء باستخدام الفحم، وتوليد الطاقة الكهرومائية على نهر النيل، وإنتاج الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية، وإعادة تأهيل وصيانة وتجديد السكك الحديدية، وإنشاء قطار فائق السرعة بين محافظتي الإسكندرية وأسوان، وإنشاء خط القطار المكهرب «السلام – بلبيس»، وتطوير أحد الموانئ، وإنشاء مصنع بمحافظة البحيرة لتحويل قش الأرز إلى ورق، وصيانة وتمهيد الطرق باستخدام التقنيات الحديثة، وتسيير رحلات للطيران العارض «شارتر» بين المدن المصرية والصينية.
كما وجه الرئيس السيسي، رسالة إلى الشعب الصيني، أكد خلالها على الاحترام والإعجاب والتقدير للتجربة الاقتصادية الصينية، والتي تم استشعار آثارها عملياً أثناء الزيارة من خلال ما تشهده الصين من نهضة صناعية وعمرانية متطورة، وأكد الرئيس في رسالته للشعب الصيني على تميز العلاقات المصرية الصينية على مدى 60 عاماً بالثبات والاستقرار، داعيًا السائحين الصينيين إلى زيارة مصر والتعرف عن قرب على الحضارة المصرية القديمة والتراث المصري الزاخر.
وقد وجَّه الرئيس السيسي، التحية لكافة القائمين على تنظيم زيارته للصين وخروجها بالشكل اللائق،وعلى إعداد الاتفاقيات، كما وجه الشكر للإعلاميين والصحفيين الذين جاءوا من مصر لتغطية الزيارة إعلامياً على جهدهم الدؤوب وعملهم المثابر لتغطية كافة فعاليات الزيارة بأداءٍ متميز.
وكان الرئيس قد التقى في وقت سابق مع السيدة سان يافانج، رئيسة شركة «هواوي» للاتصالات، والتي تعد ثاني أكبر شركة اتصالات على المستوى العالمي من الناحية التقنية، والأولى من حيث حجم الإيرادات، وكانت الشركة قد افتتحت مكتبها في مصر 1999، وبلغ حجم استثماراتها 280 مليون دولار، كما أوضحت رئيسة الشركة، أنهم يعتزمون توسيع حجم نشاطهم في مصر خلال المرحلة القادمة، فضلاً عن إنشاء مركز إقليمي للبحوث والتطوير، علماً بأن مكتبها في القاهرة يقوم بتغطية نشاطها في 24 دولة من دول المنطقة العربية وشمال وشرق إفريقيا، وقد أعرب الرئيس عن تقديره لنشاط الشركة في مصر، وحرصها على زيادة استثماراتها في مصر، وقد تم خلال اللقاء بحث عدد من المشروعات المشتركة.
والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي في بكين، بعددٍ من ممثلي كبرى شركات السياحة الصينية، بحضور منير فخري عبد النور، وزير التجارة والصناعة، ولين جينزاو، وزير السياحة الصيني، حيث أكد على المناخ المستقر الذي تتمتع به مصر على الصعيدين السياسي والأمني والذي يوفر بيئة مناسبة للسائحين الصينيين، منوهًا إلى أن المقاصد السياحية المصرية آمنة تماماً، وأعرب عن تطلع مصر لعودة السياحة الصينية الوافدة لمصر إلى سابق عهدها بل وأن تزداد خلال المرحلة المقبلة، لا سيما في ضوء اشتغال ما يناهز أربعة ملايين مواطن مصري في مجال السياحة
من جانبه، رحب وزير السياحة الصيني، بالرئيس السيسي، وقدم الشكر له على حرصه على عقد اجتماع مع شركات السياحة الصينية، مما يعكس اهتمام مصر الكبير بقطاع السياحة، وأعرب الوزير الصيني عن تقدير بلاده العميق لمصر وحضارتها القديمة وتراثها العريق، منوهاً إلى ان بلاده تقوم بتدريس التاريخ المصري القديم والحضارة الفرعونية ضمن المناهج الدراسية الصينية، وأن كل مواطن صيني يتطلع إلى زيارة مصر ، وأعرب عن تطلع بلاده لتعزيز التعاون السياحي مع مصر في مجال السياحة ، ولاسيما في ضوء مبادرة إحياء طريق الحرير البحري، وأشاد بالبيئة الآمنة والأوضاع المستقرة في مصر والتي تتيح فرصاً واعدة للسياحة والاستثمار، كما التمس النظر في تسيير مزيدٍ من الرحلات الجوية بين مصر والصين، وتيسير إجراءات حصول السائحين الصينيين على تأشيرات الدخول، ومد فترة صلاحيتها، معرباً عن استعداد بلاده التام لتقديم التسهيلات اللازمة لمصر ومعاونتها في عملية الترويج للمقاصد السياحية المصرية في الصين، كما اقترح إعداد دليل سياحي مصري باللغة الصينية،و وقد أشار الرئيس إلى إمكانية النظر في موضوع تيسير التأشيرات السياحية الممنوحة للسائحين الصينيين .
وكان منير فخري عبد النور، وزير التجارة، قد ألقى كلمة في بداية اللقاء أشار فيها إلى اهتمام مصر بجذب السياحة الصينية في ضوء ما تساهم به السياحة من نصيب كبير في الدخل القومي المصري المقدر بـ 11% من الدخل القومي، فضلاً عن كونها مَصدراَ للنقد الأجنبي، مشيرًا إلى أن مصر ترغب في اجتذاب نسبة من السائحين الصينيين الذين يقدر عددهم سنوياً بـ 120 مليون سائح، ينفقون 120 مليار دولار في العام.
ومن ناحية اخرى، قال الرئيس السيسي. خلال لقائه برئيس مصلحة السياحة الوطنية الصينية: إن «مكانة المواطن الصيني في مصر كبيرة ومن زار مصر من الصين لمس هذا الود والقبول، وأضاف ان حالة الاستقرار في مصر حاليًا افضل كثيرًا من السنوات الـ 4 الماضية خاصة في المناطق السياحية في اسوان والأقصر والغردقة وشرم الشيخ وغيرها».
وشدد الرئيس السيسي: على أن «حجم السياحة الصينية إلي العالم يصل إلي ١٢٠ مليون زائر، ولو جذبنا فقط 1% منه إلي مصر فهو رقم كبير، ونتمني بحكم العلاقة والتاريخ أن يكون هناك عدد اكبر من السائحين الصينيين الزائرين الي مصر ، واعرب عن أمله أن يتم الاتفاق على تنظيم رحلات طيران عارض بين العديد من المدن الصينية ومصر، وكذلك ربط الطيران بين هونج كونج ومصر»
واعلن السيسي، أن مصر بصدد إنشاء مدن للسياحة والتجارة والتسوق خلال سنوات قليلة، لجذب مزيد من السائحين، الي جانب السياحة الترفيهية والسياحة الثقافية ، وأضاف انه تم خلال العامين الماضيين بذل جهود لانضمام مصر للاتحاد العالمي للمدن السياحية، ومقره الصين، بالإضافة إلي اتفاقية توأمة بين شنغهاي والإسكندرية، واعلن استجابته للتغلب على بعض المصاعب التي تعوق زيادة عدد السائحين الصينيين إلي مصر، مؤكدًا سعادة المصريين بزيارة الصينيين إلي مصر حيث يلقون كل اهتمام.
ثم التقى الرئيس السيسي في بكين، بعددٍ من ممثلي مجتمع الأعمال الصيني، ورؤساء كبريات الشركات الصينية، وذلك في إطار استشراف آفاق التعاون الاقتصادي بين مصر والصين، بشقيه التجاري والاِستثماري، وقد بدأ اللقاء بكلمة من أشرف سالمان، وزير الاستثمار، ثم ألقى عدد من رؤساء وممثلي الشركات الصينية العاملة في مصر كلمات استعرضوا فيها نماذج نجاح للاستثمارات الصينية في مصر.
وأكد الرئيس على أن علاقات مصر بالصين لا تقف عند حدود الجانب التاريخي. وإنما تمتد لتشمل التعاون في الوقت الحاضر واستشراف آفاق المستقبل، مشيراً إلى علاقات الصداقة بين الشعبين. والتي نَمَت من خلال التبادل التجاري. ومنوهاً إلى أن الشعب المصري يُعد من أكثر الشعوب تقديراً لتجربة الصين وقد وجَّه الرئيس التحية للشعب الصيني، ومساهمته الفاعلة في الارتقاء ببلاده ووصولها إلى هذه المكانة الرائدة والمتقدمة في العديد من المجالات.
وعلى صعيد اِستعراض الإجراءات الاستثمارية الميسرة التي تتخذها الحكومة المصرية، أوضح الرئيس، أنه سيتم طرح كراسات جاهزة ومستوفاة بالعديد من المشروعات الاستثمارية، في العديد من المجالات، منوهاً إلى تحسن التصنيف الائتماني لمصر مؤخراً، وفقاً لكبرى مؤسسات التصنيف الائتماني الدولية، فضلاً عن توافر مناخ آمن ومستقر جاذب للاستثمار، وصياغة قانون الاستثمار الموحد واستحداث آلية لفض المنازعات التجارية، مع التشديد على التزام مصر بتعهداتها.
وأشار إلى أن مصر تمثل سوقاً ضخمة وبوابة لنفاذ الصادرات الصينية إلى إفريقيا وأوروبا، مستعرضاً الجهود التي تبذلها مصر لإنشاء بنية تحتية تتناسب مع موقعها الجغرافي المتميز وكونها معبراً للتجارة العالمية، ومنوهاً إلى أن تلك الجهود لا تقتصر على حفر قناة السويس الجديدة، وإنما تشمل تنفيذ عدد من المشروعات القومية ومن بينها مشروع الشبكة القومية للطرق بطول 3400 كيلو متر وإنشاء عدد من المحطات الجديدة لتوليد الطاقة.
وأضاف الرئيس أن مصر تحتل المرتبة الثانية على مستوى العالم في تحقيق أعلى عائد استثماري، منوهاً إلى أن مصر تتطلع لاستثمارات صينية ضخمة يتم تنفيذها بأقل تكلفة وفي أسرع وقت ممكن وبأعلى معدلات الجودة، كما نوَّه الرئيس إلى أهمية الاستفادة من آليات التمويل المتوافرة لإقامة مشروعات مشتركة واستثمارات صينية في مصر، ومن بينها صندوق التنمية الصيني الإفريقي ، وبنك التنمية الافريقي .
وقد تحدث ممثلو مجتمع الأعمال الصيني ورؤساء مجالس إدارات الشركات الصينية خلال الاجتماع مؤكدين أن زيارة الرئيس إلى الصين ستعزز علاقات الصداقة المتميزة بين البلدين ، مشيدين بمكانة مصر الدولية موقعها الجغرافي المتميز، وكذا بما شهدته من استقرار سياسي ومناخ اقتصادي مُناسب للعمل والاستثمار، كما استعرضوا مختلف مجالات العمل والشراكة التي تقوم بها شركاتهم بنجاح في مصر ومن بينها إنشاء الطرق والكباري ومحطات إنتاج الطاقة الكهربائية وتطوير الموانئ، فضلاً عن مشروع إنتاج الالياف الزجاجية الذي يعد الثاني على مستوى العالم ويغطي احتياجات السوق المصرية والإفريقية، ومشروعات استصلاح الأراضي وإنتاج الأعلاف الحيوانية وأضافوا أنه على الرغم من التطورات التي شهدتها مصر على مدار السنوات الثلاث الأخيرة إلا أن أياً من الشركات الصينية العاملة في مصر لم تنسحب من السوق المصرية، بل على العكس زاد حجم الاستثمارات الصينية في مصر .
وكان الرئيس قد التقى برئيس مجلس إدارة AVIC الرائدة على مستوى العالم في عدد من الصناعات المدنية والعسكرية، حيث تم التباحث في عدد من موضوعات التعاون المشترك، وسبل تنفيذ مشروعات جديدة في مصر، علماً بأن الشركة لديها مصنعاً في مصر إنتاج طائرة التدريب K8 ، كما تم الاتفاق مع الشركة لتنفيذ مشروع إنشاء خط قطار العاشر من رمضان بلبيس.
ثم عقد الرئيس السيسي، لقاء مع مجلس الأعمال المصري الصيني المشترك، وذلك بحضور منير فخري عبد النور، وزير التجارة والصناعة ، ولين زومينج ، عضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي الصيني، ورئيس شركة AVIC الصينية الرائدة في عدد من الصناعات المدنية والعسكرية
واستهل الرئيس اللقاء بالتأكيد على أهمية دعم دور مجلس الأعمال المصري الصيني، وجهوده الرامية إلى تعزيز التعاون بين مجتمعي الأعمال في البلدين، منوهاً إلى مجالات الاستثمارات الضخمة في مصر والتي يمكن أن يستفيد منها المستثمرون الصينيون، كما أكد الرئيس أن مصر تهتم أثناء تنفيذ المشروعات التنمية والاستثمارات بثلاث نقاط أساسية تتعلق بخفض التكلفة المالية ، والالتزام بالكفاءة والجودة العالية في عملية التنفيذ، والسرعة في إنجاز المشروعات، وذلك بما يتناسب مع حجم العمل المطلوب إنجازه في مصر، والذي يتطلب وتيرة سريعة للغاية ، فعلى سبيل المثال تحتاج مصر إلى حوالي 20 ألف ميجاوات من الكهرباء بحلول عام 2020
كما أكد الرئيس أن مصر ترحب تماماً بالشركات الصينية العاملة فيها وتقدم لها كل الدعم اللازم، كما تدعوها إلى توسيع نطاق أعمالها وزيادة استثماراتها في مصر، بل وتدعو الشركات الصينية الأخرى إلى العمل والاستثمار في مصر، للاستفادة مما تتيحه المرحلة الحالية من فرص استثمارية واعدة
وألقى الرئيس كلمة خلال اللقاء استعرض فيها الخطوات التي تنفذها الحكومة المصرية لإنعاش الاقتصاد المصري، والتي تضمنت ترشيد الدعم الحكومي على المنتجات البترولية، و زيادة الإنفاق الحكومي خاصة فيما يتعلق بتطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية للمواطنين في قطاعات الصحة والتعليم بشكل أساسي وتنفيذ المخطط الاستراتيجي القومي للتنمية العمرانية حتى عام 2052، فضلا عن تنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبرى مثل تنمية محور قناة السويس، ومنطقة شمال غرب خليج السويس ، وكذا تنمية الساحل الشمالي الغربي إلى غير ذلك من المشروعات التنموية الكبرى، ودعا مجتمع الأعمال الصيني إلى المشاركة في افتتاح قناة السويس الجديدة ، والتي ستساهم في تطوير القدرة الاستراتيجية للعبور من الشرق إلى الغرب، حيث ستخفض زمن انتظار السفن بواقع 8 11 ساعة
وأبرز الرئيس عدداً من المؤشرات الإيجابية للاقتصاد المصري، ومن أهمها الثقة الشعبية الكبيرة التي تلقاها الإصلاحات الاقتصادية، وهي الثقة التي انعكست في تمويل مشروع حفر قناة السويس الجديدة بما يفوق 64 مليار جنيه في غضون 8 أيام، واستعادة استقرار احتياطيات النقد الأجنبي، بالرغم من الاستمرار في سداد الديون من جهة، والقيام برد ودائع دول أجنبية من البنك المركزي من جهة أخرى، فضلاً عن تحقيق زيادة مناسبة في معدلات الاستثمار الأجنبي المباشر، وقيام مؤسسات التصنيف الائتماني الدولية برفع تصنيفها الائتماني لكل من الحكومة والبنوك التجارية المصرية، وتعديل نظرتها المستقبلية للاقتصاد المصري من سلبية إلى مستقرة، والتوقعات الايجابية للبنك الدولي إزاء نمو الاقتصاد المصري.
وأشاد خلال كلمته بزيادة الاستثمارات الصينية في مصر خلال السنوات الـ 3 الماضية، منوهاً إلى حزمة الإجراءات التي تتخذها الحكومة المصرية من أجل جذب الاستثمارات، ومن أبرزهـا صياغة قانون الاستثمار الموحد، وتطوير آلية لفض المنازعات التي تنشأ بين الحكومة والمستثمرين، وتطوير المشاركة بين القطاعين العام والخاص، ووضع آلية واضحة لسداد المتأخرات المستحقة للشركاء الأجانب في قطاع البترول، مؤكداً التزام مصر بتنفيذها.
وكان وزير التجارة والصناعة قد تحدث أثناء اللقاء مؤكداً على اهتمام مصر بدراسة التجربة الصينية واعتبارها نموذجاً فريداً للتكنولوجيا الإنتاجية وتطبيقاتها، منوهاً إلى إمكانية التكامل بين مصر والصين، حيث تعد مصر بوابة لنفاذ الصادرات إلى إفريقيا كما أكد الوزير على أهمية فتح السوق الصينية أمام الصادرات المصرية لإصلاح خلل الميزان التجاري بين البلدين والذي يميل بشدة لصالح الصين، فضلاً عن زيادة الاستثمارات الصينية في مصر بما يتناسب مع العلاقات السياسية المتميزة بين مصر والصين.
والتقى الرئيس السيسي، أيضا بمجموعة من رؤساء الجامعات الصينية، أشار فيه إلى تاريخ التعاون بين مصر والصين، وهو تاريخ حافل وممتد يتسم بالعمق ويحوي العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التى تم توقيعها بين البلدين حيث يعتزمان الاحتفال بمرور 60 عاماً على إنشاء العلاقات الدبلوماسية بينهما فى 2016، وهو العام الذى سيشهد عدداً من الفعاليات الثقافية المتبادلة تحت عنوان عام الثقافة المصرية فى الصين وعام الثقافة الصينية فـى مصــر.
وأضاف الرئيس، أنه حرص على مقابلة رؤساء الجامعات ليؤكد على الأهمية التي توليها مصر للتعليم والبحث العلمي كأولوية قصوى بالنسبة لمصر، مؤكداً أن مصر تنظر بكل تقدير وإعجاب للتجربة الصينية، وتعتبرها تجربة رائدة وجديرة بالدراسة والتأمل، ومشيداً بالتقدم الرفيع الذي حققته الصين في العديد من المجالات.
وأكد الرئيس، أن التعليم يعد ركيزة أساسية للتطور، مشدداً على حرص مصر على أن تترجم الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الصيني إلى واقع ملموس، حيث سيتم تنظيم فعالية ثقافية كبرى تحت رعاية الرئيس في مصر خلال عام 2015، وستضم كبريات الجامعات الصينية وكافة معاهد كونفشيوس في إفريقيا، وستكون تلك الفعالية بمثابة محفلٍ لطرح العديد من مبادرات تعزيز التعاون العلمي والفني بين البلدين للخروج بنتائج ملموسة يمكن تطبيقها في مختلف القطاعات الهامة، ولا سيما قطاعات الثقافة والتعليم والتعليم المهني والصناعة والتكنولوجيا.
وأضاف الرئيس أن مصر تتطلع لإقامة عدد أكبر من الجامعات الصينية، ولاسيما تلك المتخصصة في المجال العلمي والتكنولوجي، بما يتناسب مع العلاقات المتميزة بين الجانبين، وأشار إلى حاجة مصر لإنشاء جامعة صينية متخصصة في العلوم والتكنولوجيا في سيناء، حيث سيتم قريباً الإعلان عن البدء في إقامة مدينة الإسماعيلية الجديدة شرق قناة السويس، ويمكن أن تستضيف تلك المدينة الجديدة مقر الجامعة لتتيح لأبناء سيناء فرصاً للتعليم الجيد، ولا سيما في المجالات العلمية والتكنولوجية، كما أشار إلى تطلع مصر لزيادة عدد المنح الدراسية المقدمة للطلاب المصريين للدراسة في الجامعات والمعاهد التكنولوجية الصينية.
وقد تحدث عدد من رؤساء الجامعات والمعاهد الصينية أثناء اللقاء، حيث رحبوا بالرئيس مشيدين بما تضمنه حديثه من تأكيد على أن مصر ستكون محور ارتكازٍ في مبادرة إحياء طريق الحرير، كما نوهوا إلى أن مصر تتقدم بخطى ثابتة نحو الرخاء، مؤكدين حرص الصين على تعميق علاقاتها مع مصر في كافة المجالات، ولاسيما مجال التعليم والبحث العلمي والتبادل الثقافي وتعلم اللغتين العربية والصينية.
وأشاد رؤساء الجامعات الصينية بحرص مصر على التعاون في مجال التعليم بصفة خاصة مع دولة الصين، حيث أنشأت مصر أقساماً خاصة للغة الصينية فى عدة كليات ويعد قسم اللغة الصينية بجامعة عين شمس الأكبر على مستوى العالم كما أشاروا إلى مذكرة التفاهم التي تم توقيعها مؤخراً بين جامعة قناة السويس وجامعة بكين للثقافة واللغات لإنشاء الأكاديمية المصرية الصينية فى بكين .
كما نوّه رؤساء الجامعات الصينية إلى التعاون بين البلدين في مجال نقل الخبرات التعليمية، ولاسيما فى مجال التعليم الفنى حيث تم توقيع اتفاق للتعاون بين وزارة التعليم العالى بتمويل من مؤسسة مصر الخير مع معهد بكين لتكنولوجيا المعلومات لإيفاد 25 طالباً مصرياً سنوياً من خلال منحة دراسية للتعليم الفنى فى مجال تكنولوجيا المعلومات وهندسة الإلكترونيات وهو التعاون الذى بدأ فى سبتمبر 2014 وأشاروا إلى أن التعاون في مجال التعليم الفني والتدريب المهني من شأنه توفير الأيدي العاملة المصرية المدربة، منوهين إلى الجهود الجارية بين المعهد ومؤسسة مصر الخير لإنشاء المعهد المهني المصري الصيني.
وقد أشاد رؤساء الجامعات الصينية بالتعاون العلمي بين البلدين في مجال أبحاث وعلوم الفضاء، حيث ستشهد الزيارة التوقيع على الاتفاقية الإطارية للتعاون فى مجال الفضاء بين الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء وبين هيئة الفضاء الوطنية الصينية .
والتقى السيسي بمقر إقامته في بكين بعدد من رؤساء تحرير الصحف المصرية والإعلاميين والصحفيين المصريين، الذين يقومون بتغطية زيارته لبكين،وحيث استعرض معهم تطورات الأوضاع على الساحة الداخلية المصرية وبعض القضايا التي تشغل المجتمع المصري، فضلاً عن عدد من القضايا والأوضاع الإقليمية .
وأكد خلال اللقاء على أهمية زيادة المشاركة المجتمعية في مرحلة البناء المصرية ، منوها إلى دور الاعلام في زيادة الوعي بقضايا الوطن وشدد على أهمية تثبيت دعائم الدولة المصرية ومشاركة كافة فئات المجتمع في الجهود المبذولة لتحقيق ذلك.
وفي ختام زيارة الرئيس السيسي للصين توجه في زيارة لمقاطعة سيشوان التي تعد أكبر المقاطعات الصينية سكاناً، حيث يبلغ عدد سكانها نحو 90 مليون نسمة كما أنها إحدى أهم القلاع الصناعية في الصين، حيث تضم العديد من مراكز التصنيع المتخصصة في مختلف المجالات ، ولاسيما مجال الطاقة التقليدية والجديدة والمتجددة .
ومن جانبه ، أشاد الرئيس بالتقدم الذي حققته الصين خلال فترة وجيزة ، معرباً عن بالغ التقدير للشعب الصيني الذي نجح في تحقيق طفرة صناعية وتنموية كبيرة كما دعا الرئيس الشركات الصينية في مقاطعة سيشوان إلى بحث فرص الاستثمار في مصر ، ودعا أيضاً إلى تشجيع السياحة من المقاطعة إلى مصر .
وقد تفقد الرئيس خلال زيارته لمدينة شينجدو عدداً من المصانع والشركات العاملة في مجال الطاقة بمختلف أنواعها، حيث زار الرئيس معامل البحث والتطوير في هذه الشركات ، واستمع إلى شرح من جانب الخبراء الصينيين لآخر الطرق في توليد الطاقة ، كما تم بحث سبل التعاون المشترك والاستفادة من الخبرات الصينية الكبيرة في هذا المجال.