x

رجب جلال العائدون من قطر والإيمان بعد الفتح رجب جلال الخميس 25-12-2014 21:08


بقرار الدوحة وقف قناة الجزيرة مباشر مصر، تكون أكبر سحابة فى سماء العلاقة بين مصر وقطر قد ذابت وتساقطت مياهها تروى بذرة تعاون مفترض بينهما، فالأكاذيب التى كانت تروجها القناة، والتطاول الفج الذى كان يقطر من كل برامجها، كان أكبر شوكة فى حلق أى علاقة شقيقة أو صديقة، وكل الخلافات بين الدولتين كانت تتمحور فى كل خبر تبثه القناة، وعلى لسان كل ضيف يطل من عليها.

قرار الوقف ينهى أكذوبة أن الجزيرة كانت مهنية فى تغطيتها، وأنها كانت تعرض الرأى والرأى الآخر، فبالسياسة هاجمت وشتمت وكذبت وتجنت ولوت كل أذرع الحقيقة، وبالسياسة أيضاً خرست.. قرار أميرى ليس بتغيير السياسة التحريرية، ولا التوقف عن الهجوم، ولكن بإغلاق القناة بأكملها.

هذا القرار لم يكن بحسبان الزملاء (للأسف) الصحفيين والإعلاميين المصريين الذين هاجروا إلى الدوحة بعد عزل محمد مرسى، وتناوبوا على شتيمة مصر من منصة الجزيرة. كانوا يتصورون أن العائد المادى الباهظ الذى يتقاضونه فى كل ظهور، مستمر إلى الأبد، خانهم ذكاؤهم، وخانتهم ثقتهم المفرطة فى السياسة وهى امرأة لعوب غانية لا يستطيع أحد توقع فى أى حضن سترتمى فى المساء، لا شك أنهم الآن فى حيرة شديدة، هل سيكتفون بما جمعوه من آلاف الدولارات طوال الفترة الماضية، ويعودون إلى مصر، كيف سيعودون، هل سيكتب كل منهم مقالاً، أو يظهر فى برنامج يعلن ويؤكد أنه اكتشف الحقيقة، ويعلن توبته وبراءته من مساندة جماعة الإخوان الدموية التى لا دين لها، وربما يبكى أحدهم وهو يعلن أنه كان مغرراً به وأنه أجرى مراجعات فكرية اكتشف بعدها أنه كان على خطأ، وبالطبع سوف يتعاطف المصريون مع بعضهم أو كلهم، وباعتبار أن لدينا ذاكرة «تيفال» سننسى بسرعة مجاهرتهم بسب الوطن والمواطنين على الفضائية القطرية.

لا، لا يجب أن ننسى، يجب أن نتصفح كل ساعة موقع «يوتيوب» لنعيد سماع كل ما قاله وائل قنديل، وممدوح الولى، ومحمد القدوسى، ومحمد الجوادى، وسليم عزوز، وصلاح بديوى، وعلاء صادق، وعلاء البحار، وأحمد حسن الشرقاوى، وسامى كمال الدين، وقطب العربى، وسالم المحروقى، وعبدالعزيز مجاهد، وعمرو عبدالهادى، وغيرهم، حتى لا نسمح لهم بغسيل سمعتهم على هامش المصالحة، ولا يجب التعامل معهم باعتبارهم أصحاب مواقف سياسية، فأغلبهم ليس لديه مبدأ من الأساس، ويمكن لمن أراد التأكد مراجعة تاريخهم ليعرف أنهم تنقلوا بين كل التوجهات، وأكلوا على جميع الموائد، وجميعهم يلهث أينما تكن مصالحه، وطبعاً كان جمع الأموال الطائلة من قناة الجزيرة ومن ورائها قطر، فرصة لا تعوض لمن أراد الثراء الفاحش، فلا تقبلوا إيمانهم لأنه جاء بعد أن تقيأتهم قطر، تماماً مثل الكفار الذين أسلموا بعد فتح مكة.

جميعهم إذن «مجرمون بأجر»، وإذا تم التصالح مع تركيا كما ألمح وزير خارجيتها، فسوف تتسع القائمة لتضم كثيرين، منهم مذيع الرياضة معتز مطر، الذى أصبح مناضلاً على قناة الشرق، فإذا عادوا فلا تصدقوا دموعهم؛ فإن إخوة يوسف جاءوا أباهم عشاء يبكون.

هوامش:

هل من مشرّع مسؤول أو خبير استراتيجى يشرح لنا كيف سيمارس المصريون فى الخارج مهام عضوية مجلس النواب، هل سيقيمون هنا، وفى هذه الحالة هل يظلون «مصريين بالخارج»، أم سيعودون إلى بلاد عملهم بعد كل جلسة، أم أن الأمر كله مجرد وجاهة سياسية لا داعى لها؟!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية