قالت صحيفة «جارديان» البريطانية إن المملكة المتحدة لاتزال فى صراع حول تقريرها «المثير للجدل» المتعلق بجماعة الإخوان المسلمين، موضحة أنه تقرر تأجيل نشر تقرير الحكومة الذى يبحث ما إذا كانت الجماعة إرهابية أم لا، مرة أخرى، وذلك تحت ضغط كبير من دول الخليج- على حد قولها.
وأضافت الصحيفة، فى تقرير نشرته الأربعاء، أنه بالنسبة لهؤلاء الذين يحبسون أنفاسهم فى انتظار قراءة تقرير الحكومة البريطانية، فإنه تم تأجيله لعدة شهور أخرى، مما يعكس الصعوبات حول كيفية التعامل مع موضوع حساس للغاية، وكذلك الارتباك حول دور الإسلام السياسى فى البلاد بعد خيبات الأمل من الربيع العربى».
وتابع: «الحكومة البريطانية لاتزال ترفض التصريح بموعد الإفراج عن تقريرها الذى أمر بإعداده رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، فى أبريل الماضى، وسط اتهامات بأنه رضخ لضغوط من الإمارات، والسعودية، ومصر».
ورأت الصحيفة أنه حال لم يخرج التقرير للنور قبل شهر مارس المقبل، فإنه لن يُنشر أبداً. ونقلت الصحيفة عن رئيس ومؤسس «قرطبة» لحوار الثقافات، أحد أبرز وجوه العمل الإسلامى ببريطانيا، أنس التكريتى، قوله إن «الحكومة البريطانية وغيرها من الحكومات الغربية تفشل فى التمييز بين الأنواع المختلفة من الإسلاميين، وهذا الخلط يعوق قدرتهم على محاربة المتطرفين الحقيقيين».
وحذر «التكريتى» من «أن القضاء على الأرضية المشتركة يؤدى إلى ذهاب الإسلاميين إلى التطرف.. فهم ضمانة لأمن بريطانيا ضد غزو المتطرفين، ونريد من الحكومة البريطانية التأكد من أننا جزء من الحل، ولسنا المشكلة».
ورأت صحيفة «تليجراف» البريطانية أن تأخير الإعلان عن نتائج التقرير يرجع إلى عدم رغبة الحكومة فى إثارة غضب الدول العربية التى مارست كل أشكال الضغط على لندن لدفعها إلى حظر الجماعة، واعتبارها منظمة إرهابية.
كانت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية كشفت، فى أغسطس الماضى، أن التحقيق الذى أجرته الحكومة البريطانية عن أنشطة الإخوان توصل إلى عدم تصنيفها كجماعة إرهابية. وقالت الصحيفة إن التحقيق تم تأخير الإعلان عنه بسبب «الخلافات داخل الحكومة البريطانية حول نتائجه، وخوفاً من غضب الدول الخليجية، وتحديداً السعودية والإمارات»، حسب الصحيفة.