x

لا تُحمل ذاتك فوق طاقتها

الثلاثاء 23-12-2014 20:16 | كتب: اخبار |
شكاوى المواطنين شكاوى المواطنين تصوير : آخرون

الراضون عن أنفسهم ليسوا ممن حققوا كل شىء فى حياتهم، ولكنهم المؤمنون بأن الأحلام والأهداف لا تتحقق مائة بالمائة، إنهم الواقعيون الذين يدركون قيمة المكان والزمان ومدى تأثيرهم على ما نسعى إليه، إنهم لا يحزنون الحزن المرضى فى حالة التعرض لابتلاء معين، أو خسارة فادحة، إنما يتقبلون الأمر بروح الواقع، والإيمان بأن كل شىء لا يسير طبقاً لما هو محدد ومخطط له، وطبقا لتصوراتنا وتخيلاتنا، بل ما حدث لهم كان من صميم ورد فعل تفكيرهم، ومن المتوقع والطبيعى أن يصاب أى منا بشىء قد يعكر صفو حياته، ولكنه لا يستمر، فنحن قادرون على تغيير الواقع ما دمنا ندرك قيمة اليقين والإيمان بالقضاء والقدر. قم بما هو مطلوب منك فى حدود إمكانياتك وقدراتك، مع الإيمان بأن النتيجة لا يتحكم فيها أحد، مهما كان الجهد المبذول، والتقديرات والحسابات المتوقعة، فليس شرطاً أن يصادفك النجاح فى كل مرة، ولكن المهم أنك راضٍ عن أدائك، وقمت بواجبك على أكمل وجه، فلا تؤنب نفسك وتبحث عن شىء يكون مبرراً لما حدث، مما يجعلك تفقد الثقة فى ذاتك وقدراتك وفى إيمانك بهدفك.

لا تحمل ذاتك فوق طاقتها، حتى لا توتر حياتك وتفسد على نفسك متعة ما حققته من نجاحات أخرى، فليس كل شىء يسير فى الحياة حرفياً وكما كما مخططاً له، وما اعترضك من عائق، له من الحكمة التى قد تراها فيما بعد، وقد تتضح لك أمور عديدة، فتحمد الله على ما أصابك وقد يتحقق ما أخفقت فيه فى صور أخرى، وبطرق جديدة لو أنك ممن يستشعرون قيمة الابتلاءات فى حياتنا.

كن واقعيا تجاه ما تحلم وتتمنى وتسعى، فهذا هو حقك لتحقيق هدفك، ولكن يجب أن تضع فى اعتبارك أشياء ومقاييس أخرى تحكم الواقع الذى تعيش فيه.

وهناك الكثيرون ممن يفكرون بطريقة التمنى لشىء معين، وأنه لا محالة سوف يتحقق، فإذا لم يحدث ينقمون على الدنيا ويكرهون حياتهم، ويصابون بالحزن والقلق والتوتر والإحباط، وقد يتوقفون عن السعى وراء أحلامهم.

عصام كرم الطوخى - خبير تنمية بشرية

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية