التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، الثلاثاء، في بكين، بعددٍ من ممثلي مجتمع الأعمال الصيني، ورؤساء كبريات الشركات، في إطار استشراف آفاق التعاون الاقتصادي بين البلدين، بشقيه التجاري والاِستثماري. وبدأ اللقاء بكلمة أشرف سالمان وزير الاستثمار، وألقى عدد من رؤساء وممثلي الشركات العاملة في مصر كلمات استعرضوا فيها نماذج نجاح للاستثمارات.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس أكد طرح كراسات جاهزة ومستوفاة بالعديد من المشروعات الاستثمارية، في العديد من المجالات، منوهاً إلى تحسن التصنيف الائتماني لمصر مؤخراً، وفقاً لكبرى مؤسسات التصنيف الائتماني الدولية، فضلاً عن توافر مناخ آمن ومستقر جاذب للاستثمار، وصياغة قانون الاستثمار الموحد واستحداث آلية لفض المنازعات التجارية، مع التشديد على التزام مصر بتعهداتها.
وأضاف «يوسف»، في بيان، أن السيسي أشار إلى الجهود الجارية لعقد المؤتمر الاقتصادي في 2015، وسيطرح خريطة للاستثمارات في مصر، ومشروعات متكاملة بدراسات جدوى أعدتها كبرى بيوت الخبرة. لافتا إلى ان القاهرة راعت احتفال الشعب الصيني بأعياد رأس الصينية، وأجلت موعد عقد المؤتمر لإتاحة الفرصة لمشاركة المستثمرين. مؤكدا أن مصر تمثل سوقاً ضخمة وبوابة لنفاذ الصادرات الصينية إلى إفريقيا وأوروبا، مستعرضاً جهود الحكومة لإنشاء بنية تحتية تتناسب مع موقعها الجغرافي المتميز، كونها معبراً للتجارة العالمية، منوهاً إلى أن الجهود لا تقتصر على حفر قناة السويس الجديدة، إنما تشمل تنفيذ مشروعات قومية من بينها الشبكة القومية للطرق بطول 3400 كيلو متر، وإنشاء عدد من المحطات الجديدة لتوليد الطاقة.
وأوضح، أن الرئيس أضاف أن مصر تحتل المرتبة الثانية على مستوي العالم في تحقيق أعلى عائد استثماري، منوهاً إلى أن القاهرة تتطلع لاستثمارات صينية ضخمة تنفذ بأقل تكلفة وفي أسرع وقت ممكن، وبأعلى معدلات الجودة. لافتا إلى أهمية الاستفادة من آليات التمويل المتوافرة لتأسيس مشروعات مشتركة واستثمارات صينية، من بينها صندوق التنمية الصيني – الأفريقي، وبنك التنمية الأفريقي.
فيما أشار نائب رئيس صندوق التنمية الصيني – الإفريقي، إلى أن الصندوق يمول سبعة مشروعات في مصر، منها عدة مشروعات في منطقة خليج السويس الصناعية، ومصانع للمخصبات الزراعية، منوهاً إلى أن القاهرة إحدى أهم المقاصد الاستثمارية، مشيداً بالتوجه الجاد للدولة المصرية لفتح السوق لمزيد من الاستثمارات الأجنبية بوجه عام، والصينية بوجه خاص.
وتحدث ممثلو مجتمع الأعمال الصيني ورؤساء مجالس إدارات الشركات، مؤكدين أن زيارة الرئيس الصين ستعزز علاقات الصداقة المتميزة بين البلدين، مشيدين بمكانة القاهرة الدولية موقعها الجغرافي المتميز، وبما شهدته من استقرار سياسي ومناخ اقتصادي مُناسب للعمل والاستثمار. مستعرضين مختلف مجالات العمل والشراكة، من بينها إنشاء الطرق والكباري ومحطات إنتاج الطاقة الكهربائية، وتطوير الموانئ، فضلاً عن مشروع إنتاج الالياف الزجاجية ويعد الثاني على مستوى العالم، ويغطي احتياجات السوق المصرية والإفريقية، ومشروعات استصلاح الأراضي وإنتاج الأعلاف الحيوانية. مشددين على أنه الرغم ما شهدته مصر على مدار السنوات الثلاث الأخيرة إلا أن أياً من الشركات الصينية لم تنسحب من السوق، بل على العكس زاد حجم الاستثمارات الصينية في مصر.
يذكر أن الرئيس التقى برئيس مجلس إدارة AVIC الرائدة على مستوى العالم في عدد من الصناعات المدنية والعسكرية، وبحث عدد من موضوعات التعاون المشترك، وسبل تنفيذ مشروعات جديدة، علماً بأن الشركة لديها مصنعاً في مصر إنتاج طائرة التدريب K8، وأُتفق مع الشركة على تنفيذ مشروع إنشاء خط قطار العاشر من رمضان – بلبيس.