تحدث مدير قناة الجزيرة بالدوحة ياسر أبوهلالة، عن أسباب وقف بث قناة «الجزيرة مباشر مصر»، مؤكدا أن نسبة مشاهدات القناة ضعف مشاهدات قناة العربية مما يؤكد نجاحنا.
وقال ياسر أبوهلالة، في حوار مع صحيفة «القدس العربي»، الثلاثاء، تعليقًا على وقف بث قناة «الجزيرة مباشر مصر»، إنه يجب أن نرجع 18 عاما للوراء ونحن نغطي الشأن المصري بمهنية وموضوعية، شأنها شأن باقي الدول العربية، مؤكدا: «زملاؤنا تعرضوا للسجن وبعضهم تعرض لإطلاق نار مثل محمد زكي وعبدالله الشامي الذي خاض إضرابا قياسيا عن الطعام»، مؤكدا «نحن أُبعدنا ولم نبتعد عن القاهرة».
وأضاف «أبوهلاله»: «الجزيرة استطاعت أن تؤرخ اللحظات الفاصلة في تاريخ مصر وبقيت وحدها حينما غادرها الصحفيون، خشية على أرواحهم، وكانت الوحيدة التي غطت ثورة 25 يناير».
وأردف عندما قطع البث على الهواء كانت تستضيف كل الأطياف مثلها مثل «بي بي سي» و«سي إن إن» وغيرهما، وعندما «حدث انقلاب وصفته مثلما فعلت كل وسائل الإعلام العالمية، ولم تحجر على رأي في مصر»، مضيفا: «كما دفعت المحطة مبالغ طائلة لاستضافة خصوم الرئيس مرسي وفتح المجال لهم ساعات على الهواء، وقال ألا يعتبر هذا توازنا في الرأي والرأي الآخر؟».
وأوضح «أبوهلالة»: «لم يسجل على الجزيرة خطأ مهني، وهي ليست منزهة عن الخطأ، لكنها امتلكت دائما فضيلة التصحيح»، وحينما حصل الانقسام «نقلنا ميدان التحرير وميدان رابعة بالتوازي، وعندما قطع البث عنا في التحرير وضعنا مربعا أسود وكذلك فعلنا في ميدان رابعة».
وقال «إن الكرة في مرمى من يمنعون (الجزيرة) من التغطية، فقد أرغمنا على مغادرة بعض الدول، ونحن ننتهز أي فرصة تسمح لنا بالعودة».
وحول استضافة نشطاء الإخوان على شاشاتها قال «يحكمنا ميثاق الشرف الإعلامي، كنا وما زلنا نستضيف الإخوان وخصوم الإخوان، والغريب أن بعض من يهاجمنا في الإعلام المصري كانوا ضمن مدرسة الجزيرة، وعلى الطرف الآخر أن يكون أكثر مهنية بالتعامل مع الجزيرة».
وكشف أن «استضافة المعارضة جزء من مهنيتنا ولا نستطيع التخلي عنها، وهذا هو جوهر الإعلام ووظيفته، فقد كانت المحطة تستضيف الفلسطينيين والإسرائيليين في حرب غزة، ومن يريد منعنا من ممارسة وظيفتنا عليه العودة إلى الدستور المصري وأبجديات الصحافة ومواثيق حقوق الإنسان، والمنع فيه ظلم وغير منطقي، ودليلنا أننا في لحظة قطع البث عنا كنا نستضيف غير الإخوان، هناك قواعد مهنية مجمع عليها عالميا ونحن جزء أصيل من الإعلام العالمي».
وأضاف: «على الحكومات العربية أن تعي أن إغلاق أي قناة أو مكتب لم يعد له أثر، فكل مواطن الآن لديه محطة متنقلة وينشئ قناته ويزود الفضائيات بالأحداث».
وأعرب مدير الجزيرة عن الأمل بالعودة إلى القاهرة «اليوم قبل الغد، ونؤكد أن قاموس الجزيرة هو قاموس عالمي تعتمده (بي بي سي) و(رويترز) و(سي إن إن) وكل المحطات العالمية، وإذا كان للإعلام الآخر قاموسه فهو حر ولا نلزم أحدا بقاموسنا، وإذا كان وقع خطأ ما، فالمحطة ترحب بإرساله لها لتعتذر عنه إذا كان صحيحا، لكن لا يمكن أن يلزمنا أحد بقاموسه».
وأشار مدير القناة إلى أن نسبة مشاهدات قناة «الجزيرة» ضعف قناة «العربية»، وأوضح أن مشكلة «الجزيرة» هي «أن الملايين تدفع للإساءة لها وتشويه بعض المذيعين والمراسلين، وهناك جيوش إلكترونية تحاربها، وهذا ما لم تتعرض له وسيلة إعلامية في العالم. لكنه استدرك مرحبا بالمنافسة التي ستجعل منها أكثر تطورا».