جزاها الله عنّا خيراً!، فكرتنا بالذى مضى، السيدة جيهان السادات تتبرع لصندوق «تحيا مصر»، ياااااه هو الصندوق لايزال يتلقى التبرعات، كنت أحسبه لحق بصناديق أخرى شقيقة ابتلعها موج النسيان، مغلقة على ما فيها من أموال وأسرار.
يااااه، فين أيام المهندس محلب لما كان يستقبل فى مكتبه بمجلس الوزراء المتبرعين (من فئة عشرة ملايين وأكثر) مع صورة للذكرى الجميلة، تعلق وراء مكتب فخيم فى شركة المتبرع الكريم.
ياااااه، السيدة الكريمة تتبرع، وتجمع الأموال للصندوق، مجهود فردى تشكر عليه، أين جامعو التبرعات على الفضائيات، أين الزاعقون بتحيا مصر ثلاثاً؟، كان حلم وراح، صندوق تحيا مصر كان مثل حلم ليلة صيف منعشة، كلام فضائيات الليل وآخره مدهون بزبدة تطلع عليه شمس النهار يسيح، والشيكولاتة ساحت راحت مطرح ما راحت.
إحنا منحوسين نحس، لا تعيش لنا إلا الصناديق السوداء فى الأيام السوداء، راحت فين التبرعات يا أهل الخير، كم بكم يساوى كم، كم مليون بلاش، كم مليار، المليار يذكرك بالممبار، من دفع ومن بخل، من دفع وكم دفع، وكم مما دفع فضائيا استقر فى الصندوق؟.
أذكر أن السيسى بمكر استخباراتى قرر اختبار ذكائنا الفضائى، وسأل فى جمع من الفضائيين، كنت حاضراً باعتبارى فضائياً على ما تُفرج: كم بلغت حصيلة صندوق تحيا مصر؟.. ورسم الرئيس ابتسامة خفيفة توحى بالثقة فى تبرعات رجال الأعمال!!
فتبارى المتبارون، عشرة مليارات، اثنى عشر، ومين يزود، وفجأة ألقى على رؤوسنا من ثلج أعصابه، فقط مليار ونصف المليار جنيه لا غير، حتى اسألوا هشام رامز (محافظ البنك المركزى)، وبُهت الذى توقع، من ساعتها وفترت الهمة، وصار الصندوق خارج المدار تماماً، لا نعرف للصندوق إيراداً كان، وكم دخل هذا الشهر، وكم كان الشهر الفائت، وكم بلغت حسابات الصندوق، هل جاوزنا العشرة مليارات مثلا؟.. مجرد سؤال.
يقيناً، رقم المائة مليار المستهدف رئاسيا صار خياليا، هل كان الرئيس يوم أطلق الصندوق يحلق فى العالم الافتراضى، الرجل لم يدخر مالًا، تبرع من حر ماله، والحاجة «زينب» تبرعت بالحلق، والطفلة «حياة» تبرعت بـ500 جنيه، والعبد لله تبرع بما تيسر.
وماذا عن رجال الأعمال والمستثمرين، كم منهم تبرع وبكم، حتى لا نظلم أحداً، ولأنه تبرع وليس ضريبة، نطلب فقط كشف حساب المتبرعين من رجال الأعمال، الاسم والمبلغ لو سمحت، لا شىء لا سمح الله، بل لنضعهم فى لوحة شرف وطنية.
سيبك من «هيدفعوا.. هيدفعوا»، مش بالعافية، الرئيس رجل ذوق ذوق ذوق، من الأدب، فقط نعرف، والمعرفة كنوز، لم تدخل بعد إلى الصندوق، صندوق تحيا مصر.. ليس صندوق محمد حسان بتاع المعونة.. فاكرينه.. أنا لا أنساه!!