قررت اللجنة المركزية لحركة التحرير الفلسطينى (فتح)، فى اجتماعها الطارئ مساء أمس الأول، عقد مؤتمرها السادس المرتقب فى موعده المحدد غدا «الثلاثاء»، ولمدة 3 أيام، بعضوية 2260 عضوا، ليكون بذلك أول مؤتمر للحركة يعقد على أرض فلسطينية، والأول بعد انقطاع دام أكثر من 20 عاما، وجاء فى مشروع البرنامج السياسى للمؤتمر، الذى حصلت عليه وكالة «فرانس برس»، أن حركة «فتح» ترفض الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، يطالب بها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.
وشدد البرنامج على «استمرار الالتزام بالثوابت، وفى مقدمتها تحرير الأراضى الفلسطينية، التى تم احتلالها فى يونيو 1967 إلى (خط الهدنة لسنة 1949)، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس»، لكن الحركة شددت على أنها «تريد استعادة المبادرة لكسر الجمود ورفض واقع اللاحرب واللاسلم الذى تحاول إسرائيل فرضه، والتمسك بخيار السلام»، مشترطة لاستئناف المفاوضات أن تكون «فى إطار المبادرة العربية للسلام».
وقال نص البرنامج السياسى «نرفض الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، حماية لحقوق اللاجئين ولحقوق أهلنا عبر الخط الأخضر»، كما طالب بـ«حل عادل لمشكلة اللاجئين»، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، متمسكا بـ «حقهم فى العودة والتعويض واستعادة الممتلكات».
وذكر أحد قياديى الحركة، رافضا الكشف عن هويته، عقب انتهاء الاجتماع فى رام الله، إن المؤتمر لن يؤجل رغم العقبات التى تواجهه من قبل حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مشددا على أنه سيعقد فى موعده ومكانه المحددين سلفا، وأضاف أن اللجنة المركزية قررت أن يكون عدد أعضاء المؤتمر 2260 مقابل 1550 فى المؤتمر الخامس السابق، موضحا أن هذا الرقم سيعرض على المجلس الثورى فى مدينة بيت لحم لاتخاذ القرار النهائى بشأنه.
كانت حركة «حماس»، المسيطرة على قطاع غزة منذ أكثر من عامين، قد هددت بعدم السماح بسفر أعضاء مؤتمر «فتح» من المقيمين فى غزة، وهو ما دعا اللجنة القيادية العليا لحركة «فتح» إلى تأجيل المؤتمر، ما لم تحل قضية العضوية، فى حين طرحت قيادات فى حركة «فتح» جعل مشاركة هؤلاء الأعضاء عبر نظام «الفيديو كونفرانس»، وهو ما رجحت مصادر رفض «حماس» له.
وقبل يومين من المؤتمر، طالب حاتم عبدالقادر، مسؤول ملف القدس فى حركة «فتح»، المشاركين فى المؤتمر، ببلورة تحالف استراتيجى بين الحركة والثورة الإيرانية، مؤكدا ضرورة تصويب العلاقة بين الجانبين فى ضوء المستجدات السياسية فى المنطقة ووصول المفاوضات مع إسرائيل إلى طريق مسدود، وشدد عبدالقادر، فى هذا الصدد، على أنه يتحدث عن «فتح»، وليس عن السلطة الفلسطينية «التى يجب أن تكون منفصلة عن الحركة».
وتعمد عبدالقادر التذكير بأن «الرئيس الإيرانى السابق محمد خاتمى كان الزعيم الوحيد الذى دعم مواقف الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، ووقف إلى جانبه، فى رفض الطروحات الإسرائيلية التى طرحت عليه فى كامب ديفيد، فى حين لم تلق مواقف عرفات الرافض لهذه الطروحات دعما يذكر من قبل الزعماء العرب»، على حد قوله.
جاء ذلك فى سياق تعليقه على «التحديات غير المسبوقة»، التى تتعرض لها مدينة القدس، حيث طردت شرطة الاحتلال الإسرائيلية أمس عائلتين من المنزلين اللذين كانتا تقيمان فيهما بحى الشيخ جراح العربى، واقتحمت الشرطة المبنيين فجرا ونشرت قوات كبيرة فى المكان لمنع تظاهرات محتملة، وبررت مصادر أمنية الإجراء بأنه اتخذ بعد رفض المحكمة العليا الإسرائيلية طلب استئناف تقدمت به العائلتان، لأمر بطردهما من أجل تسليمهما لمستوطنين يهود، الأمر الذى أدانته السلطة الوطنية واعتبرته تصعيدا يهدد مقررات «أنابوليس» للسلام.