ميناء جيهان التركي: رحلة تعقب ناقلات اللصوص

ميناء جيهان هو نقطة الإبحار المركزى للناقلات الفارة بشحنات النفط العراقى المبيع من قبل داعش أو من ناحية الأكراد، من المياه الإقليمية التركية، إلى إسرائيل ثم إلى بقية المشترين.

اختر أى عينة عشوائية لعملية إبحار من هذا الميناء المشبوه لأى من الناقلات الوارد اسمها فى هذا التحقيق أو جرب حظك مع أى ناقلة أخرى من الناقلات سيئة السمعة التى تتخذ من هذا الميناء منطلقا لأعمالها المشبوهة، وجرب دراسة نمط الحركة، ووجهاته.

قارن الموانئ المسجل دخول الناقلة إليها، مع مسار الناقلة، وستكون مفاجأة لطيفة حين تقارن البيانات ببعضها البعض ليتضح لك أن بعض الناقلات لم تدخل موانئ تم تسجيل دخولها فيها اسميا، أو أن بعض الناقلات الأخرى دخلت موانئ وغادرتها وقطعت مئات الأميال وصولا لموانئ أخرى دون أن يتغير شىء فى سجل بياناتها ودون الإشارة لزيارة ميناء جديد.

ثم قارن مقدار الحمولة داخل كل ناقلة، بالأماكن التى فقدتها فيها والتواريخ التى تخففت منها فيها، لتجد أن المدون فى أحد السجلات ليس بالضرورة متطابقا ومتسقا مع بقية السجلات.

فإذا أشار سجل ما لتخفيف الحمولة فى مكان ما، فإن سجلًا آخر سيشير إلى أن الناقلة تخففت من حمولتها فى تاريخ آخر كانت فيه فى مكان آخر!

وهكذا دواليك.

قارن البيانات المقتولة والميتة، واستنطق منها النتائج كما شئت، وستفاجأ بكم التضارب والأكاذيب و«اللوع».

وبطريقة حسابية بسيطة يساعدنا فيها أحمد زاد، مهندس تشغيل غواصات آلية بحرية ROV يمكنك أن تجرى العملية التالية:

بافتراض اختفاء السفينة مدة أربعة أيام (٩٦ ساعة) وعودتها بلا حمولة. الحمولة سيتم تفريغها خلال فترة من ١٨ إلى ٢٤ ساعة فى أسوأ الظروف، ما يجعل الوقت المتبقى للعودة لنفس النقطة من ٧٢ إلى ٧٨ ساعة. أى أن الرحلة الواحدة حوالى تستغرق من ٣٦ إلى ٣٩ ساعة.

وبحساب الفاقد فى الوقت من مناورات بحرية وخلافه.. فنحن نتحدث عن حوالى ٣٢ ساعة إبحاراً، مع العلم بأن متوسط سرعة الناقلة نحو ١٢ عقدة والحد الأقصى ١٤ عقدة، أى أن الناقلة أبحرت فى خلال دائرة لا تزيد على ٨٠٠ كيلو متر من نقطة اختفائها. ولنضرب مثالا على الناقلة اليونانية كامارى على سبيل المثل:

فحمولتها ٨٥ ألف طن، ومعدل التفريغ حوالى من ٣٠٠٠ إلى ٥٠٠٠ طن فى الساعة، إذن فهى تحتاج إلى ما بين ١٧ و ٢٨ ساعة لتفريغ الحمولة بالكامل.

وبموجب هذه المعادلة على سبيل المثال يمكنك تعقب رحلات تهريب كامارى وفهمها وتحليلها.

كل ما عليك أن تسجل اشتراكًا مفتوحًا، وأن تحضر آلة حاسبة، ثم فلتستمتع بمراقبة هذه المافيا البحرية!