بحضور ألاف المصريين والسياح الأجانب، وبعروض فنية ورقصات شعبية لسبع فرق للفنون الشعبية المصرية في قلب معابد الكرنك الفرعونية شرق مدينة الأقصر في صعيد مصر، تعامدت الشمس، صباح الأحد، على قدس أقداس معبد الإله آمون في صورة لما كان يشهده قدماء المصريين قبل أكثر من 3000 عام.
وقال عالم المصريات، الدكتور مصطفى وزيري، إن تعامد الشمس على قدس أقداس الإله آمون بمعابد الكرنك تزامن مع تعامد مماثل للشمس على قدس أقداس معبدالملكة حتشبسوت، غرب الأقصر، والمعروف باسم معبدالدير البحري وذلك ضمن 3 أحداث متزامنة لتعامد الشمس على 3 معابد مصرية ضمن ما يسمى بيوم الانقلاب الشتوي الذي يعد إيذانًا ببدء فصل الشتاء.
ويفسر علماء الفلك تلك الظاهرة الفريدة بأن محاور معبدي الكرنك الدير البحري تتجه ناحية الأفق الذي تشرق منه الشمس في يوم الانقلاب الشتوي، الأمر الذي يؤكد أن قدماء المصريين كانوا على دراية تامة بحركة الأرض حول الشمس أو الحركة الظاهرية للشمس حول الأرض.
وكان قد جرى تعامد الشمس على قدس أقداس المعبود آمون قديما في يوم نقل الشمس وبداية فصل الشتاء لدى المصريين القدماء حيث تتعامد الشمس على قدس الأقداس ثم تنتقل إلى بهو الأعمدة مشكلة علامة «الأخت» الفرعونية بمعنى «الأفق» في تأكيد لعلاقة آمون بعبادة الشمس وظاهرة تعامد الشمس على قدس أقداس المعبود آمون في معابد الكرنك تناولتها من قبل دراسات أثرية سابقة للفرنسيين نيكولا جريمال ولوك جافلود وهما من علماء المصريات الذين عملوا لسنوات في معابد الكرنك.
وقال اللواء طارق سعد الدين، محافظ الأقصر، الذي تقدم الحضور في الاحتفال بتعامد الشمس على قدس أقداس امون، إن المحافظة تسعى لتسويق الحدث ليكون على أجندة مصر السياحية، وذلك في إطار الجهود الجارية لتنويع المنتج السياحي واستعادة التدفقات السياحية للمدينة مجددا.
وأشار إلى أن الاحتفال سيصاحبه عروض فنية وفعاليات ثقافية وسياحية، بجانب الاستعداد لإقامة مهرجان للزواج على الطريقة الفرعونية ومهرجان للسينما المصرية الأوروبية، ومهرجان الأقصر للسينما الأفريقية وغيرها من الأحداث الثقافية والفنية والسياحية.
ويأتي تعامد الشمس على قدس أقداس الإله امون وقدس أقداس حتشبسوت ضمن 4500 حدث فلكى عرفته مصر القديمة.