إلى آخر نقطة على الحدود المصرية، خط عرض 22، حيث منفذ رأس حدربة مع الجانب السودانى، هو ليس معبراً بالمعنى الحقيقى، ففيه قوات عسكرية مصرية على الجانب المصرى وإدارة مصرية كاملة للمعبر، بينما الجانب السودانى لا إدارة ولا قوات فيه، كل ما عليك أن تدخل المنفذ لتقابل بعض ضباط القوات المسلحة، وفجأة تجد نفسك فى السودان، سألنا عن عدم وجود إدارة سودانية للمعبر من الجانب الآخر فكانت الإجابة: «السودان رفضت تخصيص إدارة للمنفذ أو وضع قوات عليه، بحجة أنها لو فعلت ذلك سيعد اعترافاً رسمياً بأن هذا المعبر هو النقطة الأخيرة فى أراضيها، وبالتالى حلايب وشلاتين مصرية».
منفذ رأس حدربة، واحد من ثلاثة منافذ مصرية مع السودان، ويعتبر المنفذ الرئيسى لدخول الإبل من السودان، بالإضافة لاستخدامه فى حركة البضائع المصرية السودانية التى تدخل مثلث حلايب وشلاتين، حيث يعانى هذا المنفذ من قيود متعددة تفرضها الحكومة المصرية عليه، فالحكومة لا تسمح إلا بإدخال أنواع محددة من البضائع التجارية بكميات قليلة، وفى حال تحرره من القيود يفتح فرص عمل للشباب بالمدينة وغيرها من المدن الأخرى على مستوى المحافظة.
فى هذا المنفذ يلتقى التاجر المصرى مع السودانى، وأهل حلايب يعملون فى تفريغ الشحنات التجارية فى المنفذ، ويوزعون نقل البضائع بالتساوى بين القبائل، فى المنفذ عمال كثيرون يجلسون بجوار الحوائط فى انتظار القادم من وإلى السودان لتفريغه.
عم عبده، سائق إحدى سيارات النقل الثقيلة القادمة من القاهرة، والتى تحمل بضائع متجهة إلى السودان يقول: «أنفذ مأمورية إلى هذا المعبر كل أسبوع نحمل الحلويات والمواد الغذائية، وأنتظر يومين فى المنفذ حتى تأتى السيارة السودانية التى أفرغ فيها الشُحنة وأعود محملاً بالسمسم والجمال، ويتم التخليص الجمركى فى سفاجا لعدم وجود جمارك فى المنفذ، ونفرغ شحنة الجمال التى نحملها من هنا فى سوق برقاش بالجيزة».
فى الاتجاه المصرى للمعبر يقف الريس «على»، رئيس «الكلة»، وهى مجموعة العمال التى تقوم بنقل البضائع ويقول: «ندخل المنفذ الساعة 7 صباحاً، تدخل السيارات السودانية حاملة الكركدية والسمسم، نفرغها فى سيارات مصرية، نعمل لساعات قصيرة، تفريغ شحنة 10 سيارات هو متوسط عملنا اليومى، وكل قبيلة تعمل 10 أيام بالتنسيق مع مكتب شؤون القبائل وحرس الحدود، وهى مهنة صعبة، وتدر دخلاً متفاوتاً حسب ضغط العمل.
فى جانب آخر من المعبر، تقف السيارات السودانية، يقول على الحاج، أحد السائقين، التجارة البينية مع مصر هى أكبر مصدر للدخل بالنسبة لكثير من التجار السودانيين والمواطنين المصريين فى حلايب، مضيفاً: نستورد كل شىء من مصر، المواد الغذائية والاستهلاكية الأخرى.
فى بداية 2013، قدم نواب مجلس الشورى بمحافظة البحر الأحمر، مذكرة إلى الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء الأسبق، لإعادة فتح ميناء رأس حدربة على الحدود المصرية السودانية لفتح مجالات عمل لأبناء حلايب وشلاتين، وإيجاد الحلول المناسبة لمشكلة الكهرباء فى مدينة القصير ومرسى علم، ومشكلة مياه الشرب بسفاجا والقصير، وأيضا مشاكل السياحة بمحافظة البحر الأحمر، وكذلك اقتراح النواب بتطوير ميناء القصير وفتح ميناء رأس حدربة البرى، فطلب «قنديل»، من الوزارات المسؤولة، إعداد الموافقات اللازمة.
وفى 7 أغسطس 2013، وبناء على طلب اللواء طارق المهدى، محافظ البحر الأحمر، وقتها، بتفعيل تشغيل منفذ رأس حدربة بنظام الدورية، وردت موافقة كل من وزارة الصناعة والتجارة الخارجية والهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات بتشغيل منفذ حدربة على أن تتوافر موافقة كل من وزارتى الدفاع والداخلية والهيئة العامة للموانئ البرية لتفعيل العمل بهذا المنفذ، وتوفير منطقة جمركية والخدمات اللازمة لبدء التشغيل مثل وسائل تنقل الأفراد وسبل الإعاشة، تم بدء التشغيل.