x

ياسر أيوب «الداخلية» على الطريقة الأمريكية ياسر أيوب السبت 20-12-2014 21:50


لا أحد يستحق اللوم إن لم يعرف من هو وزير داخلية الولايات المتحدة.. فالكثيرون يعرفون البيت الأبيض، وتحاصرهم أخبار وصور وحكايات الرئيس والسيدة الأولى والمسؤولين فى وزارتى الخارجية والدفاع.. يعرفون أيضا الـ«إف. بى. آى» ورجال الشرطة كما يرونهم فى الأفلام والمسلسلات الأمريكية أو الواقع الذى يفيض أحيانا بالجرائم والعنف.. لكن لا أحد يعرف من هو وزير الداخلية الأمريكى.. أو وزيرة الداخلية.. حيث تشغل هذا المنصب الآن امرأة فى الثامنة والخمسين من عمرها اسمها سالى جويل.. وكان اهتمامى بسالى جويل قد بدأ بعد أن لفت انتباهى وأثار اهتمامى اعتراض بعض نواب الكونجرس الأمريكى على تعيين الرئيس أوباما لها وزيرة للداخلية باعتبارها بريطانية الأصل ومولودة على الجانب الآخر من المحيط. عدت الآن للكتابة عن سالى جويل بعدما تابعت طيلة الأيام القليلة الماضية دعوتها لكل الأمريكيين بإطلاق السراح لأولادهم الصغار للعب فى الحدائق والمنتزهات والساحات..

وقالت سالى إنها كوزيرة لداخلية الولايات المتحدة قررت إطلاق مبادرة لكل الأمة الأمريكية تتلخص فى أربع كلمات فقط.. «العب ثم تعلم ثم تطوع ثم اعمل».. وشرحت سالى القصد بتلك المبادرة وهذا الترتيب فى حوار لها أجرته مجلة «ناشيونال جيوجرافيك»، حيث أكدت أن اللعب هو الاحتياج الأول والطوبة الأولى لبناء أى إنسان سوى.. فالناجحون هم الذين عرفوا كيف يلعبون.. والأقوياء والمتزنون والحالمون والمفكرون هم الذين يلعبون.. واللعب لابد أن يأتى قبل التعليم.. بل إن التعليم يجب أن يبدأ متزامناً مع اللعب حيث أفضل قاعة دراسية على الإطلاق هى التى لا جدران لها أو أبواب. باختصار ترى وزيرة الداخلية الأمريكية أن إتاحة فرصة اللعب للجميع وهم فى سنواتهم الأولى هى أحد الحلول الأساسية لأزمة العنف فى المجتمع الأمريكى.. وهو فكر يمكنك أن تتفق معه أو ترفضه لكنه يبقى فكراً يتسق مع كثير من البحوث العلمية والنظريات العالمية..

وقد كنت شاهدا شخصيا على كثير من تجارب العالم فى مقاومة العنف باللعب.. ولى أصدقاء حقيقيون كثيرون فى كولومبيا وسويسرا وكوبنهاجن وأفغانستان كسروا سكاكين التطرف ببهجة اللعب وبراءته.. لكننا فى مصر أبدا لم نقتنع بذلك.. ولهذا سعدت بمبادرة سالى جويل.. فنحن دائما مهووسون ومغرمون بكل ما هو أمريكى وربما تكون هذه المبادرة هى التى ستقنعنا بتجربة اللعب كأحد الحلول التى لم نفكر فيها من قبل بشكل جاد وحقيقى، رغم أن وزارة الداخلية هناك مسؤولة عن أشياء كثيرة ليس من بينها الأمن أو الشرطة.. ويسميها الصحفيون الأمريكيون وزارة أى شىء آخر غير الأمن.. لكنها رغم ذلك تبقى فى النهاية وزارة الداخلية الأمريكية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية