x

ريـال مدريد وسان لورينزو.. فصل جديد بحكاية قديمة «الأوروبيون ليسوا في مأمن»

السبت 20-12-2014 16:18 | كتب: أحمد حمدي |
كريستيانو رونالدو كريستيانو رونالدو تصوير : آخرون

تحت أضواء ملعب مراكش، وفي أحد نصفي الملعب، السبت، ستقف مليارات الدولارات متمثلة في لاعبين يرتدون زيًا أبيضًا لفريق يحمل اسم ريـال مدريد، يحمل تاريخًا من البطولات والإنجازات قد لا يضاهيه فيه أحد، وفي المقابل سيقف لاعبون قادمون من بلاد التانجو، يمثلون فريقًا يدعى سان لورينزو يشارك للمرة الأولى في بطولة تسمى بـ«كأس العالم»، حالمون بمجد ليس ببعيد وليس بالمستحيل، فقد فعلها البرازيليون قبلهم وفرقهم ليست بأقل من فرق الغريم، وبين هذا الفريق وذاك، سيوضع شرف قاراتهم الكروي على المحك، في فصل جديد لقصة قديمة تعود لـ54 عامًا مضت، حين سمع عشاق الكرة لأول مرة عن بطولة باسم «كأس الإنتركونتيننتال»، قبل أن تتوسع المنافسة بين القارتين بعد 40 عامًا على كأس جديدة تنصب صاحبها بطلًا على أندية الكوكب أجمع.

كأس الإنتركونتيننتال.. السحر اللاتيني يتفوق

ما هما القارتين الأقوى كرويًا على مستوى العالم؟ سؤال إجابته بديهية، أوروبا وأمريكا الجنوبية، فماذا يحدث إذا ما وضعنا بطلي القارتين في مواجهة؟ هي فكرة ولدت في القارة العجوز، في عقل رجل ساعد في إقامة أول كأس عالم لكرة القدم، هنري ديلاوني، رئيس الاتحاد الأوروبي، عام 1960، وبالفعل وجدت الفكرة قبولًا في القارتين وتقابل البطلان، ريـال مدريد، ممثلًا لأوروبا، وبينارول الأورجواني، ممثلًا لأمريكا الجنوبية، لأول مرة في نفس العام، في مباراتي ذهاب وإياب، تعادلا في الأولى على ملعب الفريق الأورجواني، قبل أن تتحول زيارة بينارول لأوروبا إلى جحيم، بهزيمة على أرض مدريد بخماسية للريال مقابل هدف واحد للاتينيين، ويصبح ريـال مدريد أول بطل للإنتركونتيننتل.

استمرت البطولة لسنوات طوال، وأقيمت لآخر مرة عام 2004، وكان آخر من فاز بها فريق بورتو البرتغالي، فيما يحمل الرقم القياسي لأكثر عدد فوز بالكأس 5 فرق متقاسمين بثلاثة ألقاب لكل منهم، والملفت في الأمر أن ثلاثة من الخمسة هم من فرق أمريكا الجانوبية، وهم بوكا جونيورز الأرجنتيني، وبينارول وناسيونال الأرجوانيان، أما فريقي أوروبا الذين حصدوا الذهب ثلاثة مرات، فهم ريـال مدريد وأي سي ميلان، كما أن عدد البطولات التي حصلت عليها فرق قارة أمريكا الجانوبية مجتمعة 22 بطولة، في مقابل 21 لأوروبا، ليبقى التفوق اللاتيني واضحًا في صراع الزعامة العالمية، حتى نهاية تلك البطولة.

الكأس العالمي يرقص السامبا

في عام 2000، قرر الاتحاد الدولي «فيفا» تنظيم بطولة تحمل اسم «كأس العالم للأندية» تجمع أبطال القارات جميعًا، وبالفعل نفذت الفكرة، واستضافت البرازيل، تلك البلد التي تتنفس كرة القدم، البطولة الأولى، في خطوة رآها كثيرون محاولة من الفيفا لضمان نجاح البطولة جماهيرًا. وشارك في البطولة كل من بطل أوروبا، مانشستر يونايتد الإنجليزي، وبطل الكوبا ليبيرتادورس، فاسكو دا جاما البرازيلي، وساوث ميلبورن الاسترالي، بطل بطولة الأوشينيا، وكذلك بطل كأس الإنتركونتيننتال، ريـال مدريد، بالإضافة إلى الفريق المستضيف، كورينشيانز، والفريقين العربيين بطلي إفريقيا وآسيا، الرجاء البيضاوي المغربي والنصر السعودي.

وقسمت البطولة لمجموعتين بحيث يلتقي الأوئل في النهائي وأصحاب المركز الثاني في لقاء تحديد المركزين الثالث والرابع، فيما التقت فرق أوروبا وأمريكا الجانوبية مرتين في البطولة، حين لعب ريـال مدريد في المجموعة الأولى أمام كرونشيانز، وتعادلا بهدفين لكل منهما، فيما كان الحال أسوء لمانشيستر يونايتد حين لاقى فاسكو دا جاما، فخسر بثلاثية مقابل هدف، وتلاقى في الأخير الفريقين البرازيليين في النهائي وفاز كرونشيانز بالبطولة.

http://futirinhas.com/wp-content/uploads/2012/12/Corinthians-2000.jpg

واستمر التفوق البرازيلي في النسخ اللاحقة، فبعد توقف البطولة لأربعة أعوام، عادت عام 2005، والتقى بطل أمريكا الجانوبية ساو باولو البرازيلي ببطل أوروبا ليفربول الإنجليزي، في النهائي، ليفوز ساو باولو بهدف نظيف، وهي نفس النتيجة التي انتهت بها مباراة النهائي في العام التالي بين الفريق البرازيلي إنترناسيونال، الذي تغلب على برشلونة وحرمه من الكأس العالمي.

المارد الأوروبي يعود

في عام 2007، تلاقى فريقي ميلان الإيطالي وبوكا جونيورز الأرجنتني في نهائي كأس العالم للأندية، التي أقيمت في اليابان، ورغم الندية التي ظهر عليها الفريقين في الشوط الأول وتعادلهما 1-1، إلا أن العملاق الإيطالي دك الحصون الأرجنتينية بثلاثة في الشوط الثاني كسر بها هيمنة الهيمنة الأمريكية اللاتينية على الكأس واستعاد شرف أوروبا المفقود، لتبدو البطولة وكأنها فاتحة الخير على قارة أوروبا بأكملها، فيفوز مانشيستر يونايتد بالبطولة في العام التالي على حساب كويتو الإكوادوري، ويتبعه برشلونة، في عام 2009، بإسقطه إستوديانتس الأرجنتيني في النهائي.

وغابت اللقاءات بين القارتين في بطولة عام 2010، التي حسمها انترميلان الإيطالي على حساب بطل إفريقيا مازيمبي، فيما فشل انترناسيونال البرازيلي في التأهل للنهائي واكتفى بحصوله على المركز الثالث، إلا أن مواطنه سانتوس استطاع في العام التالي إعادة شمس راقصو السامبا إلى المنافسة على اللقب، ليلتقي برشلونة في النهائي، إلا أن النتيجة كانت قاسية برباعية نظيفة للفريق الإسباني.

وكأن الزمان يعود ليستعين بالبطل الأول لإعادة الأمجاد لبلاد الكوباكبانا وقارتها، شارك كرونثيانز في البطولة عام 2012، لأول مرة منذ تتويجه عام 2000، ليخطف الكأس من القارة العجوز ويعيده لمكان مولده بفوزه على تشيلسي الإنجليزي في النهائي بهدف نظيف، لتكن هذه آخر مواجهة بين البطلين، بعد فشل أتليتيكو مانيرو من التأهل للنهائي وملاقاة بايرن ميونخ في النسخة التالية، وتبقى نتيجة مواجهة القارتين متعادلة بأربعة انتصارات لكل منهما، في انتظار لقاء الليلة، بين ريـال مدريد وسان لورينزو، ليكتبا فصلًا جديدًا في تاريخ صراع القارتين على شرف اسم «بطل العالم»

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية