المــوت «44»
■احترام وحب سيدنا المسيح عيسى بن مريم فرض على كل مسلم، ولذلك فأنا أتبع كل أسماء الرسل والأنبياء بعبارة (عليه الصلاة والسلام)، ولاحظت أن بعضا ممن يراجعون ما أكتب يحذفون لفظ (الصلاة) لتصبح (عليه السلام) كما اعتدنا فى معظم كتب التراث!! مع أننا فى الصلوات الخمس اليومية نقول فى التشهد: «اللهم صل على محمد وعلى (آل محمد) كما صليت على إبراهيم وعلى (آل إبراهيم)»، ونتناسى قول الله فى سورة الأحزاب (هو الذى «يصلى» عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما)، وقوله فى سورة البقرة (... لا نفرق بين أحد من رسله)، ولسيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام مكانة عظيمة فى الإسلام، وقال الرسول عليه الصلاة والسلام (أنا أولى الناس بعيسى بن مريم فى الدنيا والآخرة).
■ لم يجمع القرآن من الألقاب العظيمة والصفات الفريدة فى كلامه عن نبى ُبعث قبل رسولنا كما جمعها فى خبر مولد سيدنا المسيح، فقال لسيدتنا مريم: إن الله يبشرك (بكلمة منه) فهو كلمة الله، وهو «المسيح»، وهـو «عيسى»، وهو «ابن مريم» كشهادة بمعجزة أمومة والدته البتولية.. ثم تستمر البشارة فهو «وجيها فى الدنيا والآخرة ومن المقربين» ثم ُذكرت أولى معجزاته «ويكلم الناس فى المهد وكهلا ومن الصالحين» وأيضا «ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل» ثم إنه سيأتى بمعجزات عجيبة «ورسولا إلى بنى إسرائيل أنى قد جئتكم بآية من ربكم أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله، وأبرئ الأكمه والأبرص وأحى الموتى بإذن الله»، ثم ُذكر من معجزاته مالم يذكر فى الأناجيل الأربعة بقوله «وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون فى بيوتكم» ولبنى إسرائيل «لأحل لكم بعض الذى ُحرم عليكم».. ما سبق ورد فى سورة آل عمران (45 إلى 50) والقرآن ملىء فى سور أخرى بالمزيد من صفات الثناء عليه ومعجزاته وحتمية نزوله!! فإلى الغد.