x

التعليم: تكدس وعجز وفصول خشبية.. والحلم ضابط

الخميس 18-12-2014 21:49 | كتب: محمد البحراوي |
التعليم في شلاتين التعليم في شلاتين تصوير : محمد شكري الجرنوسي

أجمع كل من تحدثنا معهم فى شلاتين على أن التعليم هو أسوأ الخدمات التى تقدمها الدولة فى المدينة، فلا توجد مدارس ذات مستوى عالٍ والتكدس فى الفصول هو سيد الموقف، والطالبات لا يكملن تعليمهن بسبب بعد الجامعات حيث تصل المسافة بين شلاتين وأقرب كلية فى الغردقة إلى أكثر من 500 كيلو متر، قررنا التوجه إلى المدرسة الابتدائية بالمدينة لنفهم كيفية تربية النشء وأحوالهم وما ينقصهم، وكانت وجهتنا مدرسة شلاتين الابتدائية، كان الدخول للمدرسة سهلاً يسيراً فلا وجود لأفراد أمن أو بوابة مغلقة، فقط ادفع الباب وتفضل بالدخول، فناء مدرسة واسع، أرضيته من التراب غير مؤهل لممارسة الرياضات المختلفة، شجرة بسيطة فى الملعب يستظل بها التلاميذ وقت «الفُسحة» تقيهم حرارة الجو العالية فى بلاد أقصى جنوب مصر، البشرة السمراء تعلوها ابتسامة نقية من تلاميذ يحلمون بمستقبل واعد، جميع أحلامهم تتركز على الالتحاق بالكلية الحربية أو كلية الشرطة ليصبح ضابطاً تعلو أكتافه النجوم، ولم لا فقد سألنا عن المشاهير الذين خرجوا من حلايب وشلاتين فأجابنا الأهالى أن هناك ضابطا برتبة رائد فى القوات المسلحة ابن الشيخ «صدو» شيخ مشايخ قرية أبورماد هو أشهر شخص فى هذا المثلث،

بحثنا عن مدير المدرسة الذى جاء مسرعاً ورحب بنا وقال «أنا جمال محمد خير، مدير مدرسة شلاتين الابتدائية، أنشئت هذه المدرسة منذ أكثر من 20 عاماً وتضم 16 فصلاً تشمل جميع السنوات الدراسية الابتدائية من الصف الأول إلى السادس، نعانى من مشكلات جسيمة فى المدرسة، حيث التكدس الشديد للطلاب فى الفصول، وتبلغ كثافة الفصل الواحد 65 طالباً وهو رقم كبير للغاية حيث يبلغ جميع الطلاب 807 طلاب، وبسبب هذه الكثافة نفقد غالبية الدعم المالى لتطوير المدرسة وإعداد الأنشطة التعليمية، وبسبب كثافة الطلاب اضطرت إدارة المدرسة إلى إنشاء فصول من الخشب الحبيبى لتؤوى الأطفال فى مرحلة (كى جى وان) و(كى جى تو)، وبعض طلاب الصفين الخامس والسادس، وتغرق هذه الفصول فى الوحل عندما تتساقط الأمطار وفى إحدى السنوات إنهار أحد الفصول بفعل الرياح وهذه مشكلة خطيرة على حياة الطلاب».اصطحبنا مدير المدرسة فى جولة للمرور على الفصول التعليمية وهو يكمل حديثه قائلاً «التلاميذ هنا لا يدفعون أى مصروفات دراسية وتتحملها الدولة كاملة، كما أنهم كانوا يحصلون على مصروف جيب يومياً قدره 3 جنيهات حتى وقت قريب قبل أن يتم إلغاؤه، والمحافظة تمدنا ببعض الدعم ولكن هذا الدعم يصل متأخراً قرب الفصل الدراسى الثانى، وهناك عجز فى المعلمين فالمدرسة كلها لا يوجد بها مدرس للتربية الرياضية أو الاقتصاد المنزلى، وعندما أتحدث مع المسؤولين يردون بأن هناك مدرسة أخرى يتم بناؤها حالياً لتكون بديلة، رغم أن هذه المدرسة «المزعومة» يتم بناؤها منذ أكثر من 12 عاماً ويرجع التأخير- حسب قول المسؤولين- إلى تأخر المقاولين فى التنفيذ».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية