استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، الخميس، بمقر رئاسة الجمهورية، رئيسة جمهورية أفريقيا الوسطى الانتقالية، كاثرين سامبا – بانزا، التي تقوم بزيارة رسمية إلى القاهرة.
وعقب مراسم الاستقبال الرسمي واستعراض حرس الشرف، عقد الرئيسان لقاءً ثنائياً مغلقاً، أعقبه لقاء موسع بحضور وفدي البلدين.
على صعيد متصل، صرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس استهل الجلسة الموسعة للمباحثات بالترحيب برئيسة أفريقيا الوسطى، مشيداً بالعلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، ومنوهًا بأن البُعد الأفريقي يمثل أحد أهم ثوابت سياسة مصر الخارجية، ومؤكداً توجه مصر نحو تعزيز انفتاحها على أفريقيا بعد ثورتيّ الشعب المصري.
من جانبها، أعربت رئيسة أفريقيا الوسطى عن تطلع بلادها لتعزيز علاقاتها مع مصر وإعادة افتتاح السفارة المصرية في بانجي، كما نوهت بأهمية دور الأزهر الشريف في بلادها، من خلال المبعوثين الأزهريين الذين يتم إيفادهم إلى أفريقيا الوسطى، مثمنةً دورهم في نشر قيم الإسلام المعتدلة السمحة ومكافحة الفكر المتطرف، مشيرة إلى أن المشكلة في بلادها بالأساس مشكلة سياسية وعسكرية، وتم الزج بالمشكلات الطائفية لإزكاء الصراع السياسي.
كما رحبت الرئيسة سامبا بمشاركة مصر بمائتي فرد في بعثة الأمم المتحدة لدعم الاستقرار في أفريقيا الوسطى، معربة عن تطلع بلادها لمشاركة مصر في مجموعة الاتصال الدولية المعنية بأفريقيا الوسطى، واهتمامها بدعم مصر لاستكمال استحقاقات الفترة الانتقالية في أفريقيا الوسطى.
كما أكدت «سامبا» اهتمام بلادها بالتعرف على التجربة المصرية الناجحة لتحقيق الاستقرار وصياغة دستور جديد للبلاد، مشددة على رغبتها في لم الشمل الوطني وجمع كل أبناء شعب أفريقيا الوسطى بغض النظر عن دياناتهم ومعتقداتهم، كما ألقت الضوء على الظروف الصعبة التي تولت فيها الرئاسة الانتقالية للبلاد، مؤكدةً توافر الإرادة السياسية لديها لإعادة بناء الدولة بالتعاون مع الدول الأفريقية الصديقة، وفي مقدمتها مصر.
في السياق ذاته، دعت رئيسة أفريقيا الوسطى الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى تفعيل التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، لاسيما قطاع الزراعة، منوهةً بضرورة تفعيل الاتفاقيات المبرمة بين البلدين، من خلال إعادة تفعيل اللجنة المشتركة بينهما لتتولى متابعة تنفيذ الاتفاقيات وبحث سبل التعاون في المجالات المختلفة.
من جانبه؛ أشار الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى أن مصر لن تدخر جهداً لمساعدة أشقائها الأفارقة، وخاصة أفريقيا الوسطى، والتعاون معها في مختلف المجالات ومن بينها مكافحة التطرف، كما أكد أهمية زيادة التنسيق بين وزارتي الخارجية في البلدين، منوهاً إلى أن وجود مصر في مجموعة الاتصال الخاصة بأفريقيا الوسطى سييسر من مهمة مصر لإيصال موقف أفريقيا الوسطى إلى المجتمع الدولي.
كما أوضح الرئيس أن تحسن الأوضاع الأمنية سيساعد على إعادة افتتاح السفارة المصرية في بانجي، وتوجه المستثمرين إلى أفريقيا الوسطى.
وشهد اللقاء التأكيد على أنه ستتم دراسة إمكانية إعادة افتتاح السفارة المصرية في بانجي، بالإضافة إلى النظر في إعادة مبعوثي الأزهر الشريف للعمل في أفريقيا الوسطى، وكذلك دعوة الشركات المصرية للعمل والاستثمار هناك بعد تقييم الوضع الأمني، كما تم بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجال الصحة، بالإضافة إلى تشجيع المشاركة السياسية للمرأة، حيث أكدت رئيسة أفريقيا الوسطى على دعمها لدور المرأة في العملية السياسية في بلادها، لاسيما لتحقيق المصالحة الوطنية.