x

«المصرى اليوم» تخترق حدود دولة «داعش» فى العراق وسوريا

الأربعاء 17-12-2014 22:56 | كتب: السيد عبد الفتاح |
تصوير : آخرون

بفعل الأساطير المفروضة حول تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، التى سيطرت على مخيلة الكثيرين، وتحت وطأة رعب زرعته فى النفوس مقاطع فيديو بثتها الذراع الإعلامية للتنظيم، وتناقلتها وكالات الأنباء ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى، فإن مجرد التفكير فى محاولة الوصول إلى حدود هذه الدولة المزعومة، أمر لابد أن يراه الكثيرون ضرباً من الجنون، إلا أن الرغبة فى الوصول إلى الحقيقة، التى تعد أسمى غايات العمل الصحفى، قهرت كل ما سبق، ليكون القرار بأن تخوض «المصرى اليوم» هذه المغامرة المحفوفة بالمخاطر، التى تحتل فيها النهايات المأساوية مساحة ليست قليلة.

وقررت أن تخترق حدود الدولة المزعومة لتنظيم داعش، للوقوف عن كثب على حقيقة الحرب الطاحنة التى أشعلها التنظيم فى العراق وسوريا، لتقف على بعد أمتار قليلة من أقرب جبهات القتال مع داعش، كما رافقت عملية عسكرية لتحرير مدن فى العراق كانت ترزح تحت الاحتلال الداعشى، وتجولت فيها عقب التحرير، وكذلك داخل قرية دنسها مقاتلو التنظيم الإرهابى فى سوريا، بل امتدت إلى الحوار مع عناصر من التنظيم الإرهابى «أسرى» فى يد المقاتلين الكردستانيين فى سوريا.

كركوك تنتظر«أم المعارك».. و الرؤوس هدف لـ«الدواعش»
تحصينات أمنية كردية في مواجهة داعش

عشرون متراً فصلت بين «المصرى اليوم» والخط الدفاعى الأول لقوات داعش فى جنوب غرب محافظة كركوك العراقية عند قرية «مريم بيك»، الأمتار العشرون هى عرض النهر الذى يفصل بين قوات البيشمركة العراقية وعناصر داعش، فى جبهة هى الأكثر سخونة وقرباً بين الجيش العراقى والبيشمركة من طرف وقوات داعش من طرف آخر.

«المصرى اليوم» زارت الجبهة الأكثر خطورة نظراً لانتشار القناصة الدواعش على الضفة الأخرى للنهر، فى أماكن أشار إليها مقاتلو البيشمركة، وحذرونا من قناصة التنظيم الإرهابى الذين يصيدون أى هدف تبرز من رأسه مجرد سنتيمترات، قد يدفع حياته ثمنها.

الوصول إلى كركوك من مدينة السليمانية لم يستغرق أكثر من ساعة ونصف الساعة، الطريق بين المدينتين كان آمناً للغاية، لأنهما تعتبران ضمن إقليم كردستان العراق، وأنهما تحت سيطرة حزب الاتحاد الوطنى الكردستانى الذى يتزعمه الرئيس العراقى السابق جلال طالبانى، دون ملامح للخطر طوال الطريق الذى انتشرت عليه الكمائن الأمنية لقوات الأمن والجيش.المزيد

أسرى التنظيم: الأمراء أعطونا الحبوب المخدرة لتنفيذ عمليات «القتل الجماعى»

لقاء أسرى داعش كان واحداً من أهم الأهداف خلال الزيارة، رغبة فى التعرف المباشر على طبيعة أعضاء هذا التنظيم، كيف يفكرون، وكيف يحللون ما يقومون به من جرائم وممارسات غير إنسانية، ومدى إيمانهم بأفكار التنظيم وما يروج له باعتباره عقيدته، وحتى التعرف على ملامح هؤلاء المقاتلين.

طلبت «المصرى اليوم» من «مسعود محمد» الذى يعمل فى اتحاد الإعلام الحر فى «روج آفا» كردستان سوريا، أن يرتب لقاء مع عدد من أسرى «داعش» الموجودين فى يد وحدات حماية الشعب.

فى الموعد المحدد توجهنا إلى «الرميلان» وفى مبنى كان تابعاً لمؤسسة النفط، تحول إلى مقر أمنى، التقينا هناك بأحد الضباط الشباب، أوضح أن هناك حاضنة اجتماعية لداعش وغيره من التنظيمات المتطرفة فى بعض المناطق العربية، وأن القرى المحيطة تعرضت للتعريب على الأنظمة السورية وأطلق عليها أسماء منها: رام الله، فلسطين، عكا. وأن هناك خلايا نائمة لداعش من أهل المنطقة، تقوم بتقديم المعلومات والترجمة لمقاتلى التنظيم، مشيراً إلى أن أغلب مقاتلى التنظيم فى هذه المناطق هم من السوريين، وقليل من جنسيات أخرى عربية وأوروبية، وأن هناك مصريين بكثافة بين هؤلاء، وأن أشهر أمراء منطقة «الجزيرة» مصرياً من سوهاج كنيته أبو عبدالرحمن المصرى، قتل قبل شهور.المزيد

« المصرى اليوم » شاهدة على تحرير مدينة عراقية من الإرهابيين
تنظيم داعش

أن تشاهد عملية عسكرية على شاشات الفضائيات فهذا أمر يسير، لكن «المصرى اليوم» حضرت معركة تحرير مدينتى جلولاء والسعدية فى محافظة ديالى العراقية، بمرافقة قوات البيشمركة الكردية والجيش العراقى، فى مواجهة تنظيم «داعش» الذى سيطر على الأولى فى يونيو، وعلى الثانية فى أغسطس الماضيين.

المعركة التى انطلقت مع فجر يوم 23 نوفمبر الماضى، بدأ التمهيد لها لأسبوع عبر شن هجمات من جانب الجيش العراقى والبيشمركة الكردية، على أطراف المدينتين، سيطرا بعدها على طريق إمام ويس الاستراتيجى الذى يستخدمه «داعش» لنقل الإمدادات والتواصل مع عناصر التنظيم الموجودة فى المناطق الأخرى فى بعقوبة وتكريت وكركوك.

تقع مدينتا جلولاء والسعدية فى شمال شرق العاصمة العراقية بغداد تتبعهما عدد من القرى الصغيرة، تبعد جلولاء عن بغداد نحو 115 كيلو مترا، بينما تبعد عن الحدود الإيرانية نحو 50 كيلو متراً فقط. وتكتسب أهميتها الاستراتيجية سواء لدى داعش أو الجيش العراقى والبيشمركة ومعهم إيران، من كونها تعد مدخلاً لإقليم كردستان العراق، كما أنها قريبة من الحدود الإيرانية، ولهذا حرص «داعش» على السيطرة عليها مع السعدية التى تقع جنوبها، ليتمكن التنظيم من تهديد كل من الأكراد والإيرانيين، ويتصل بمناطق سيطرته فى كركوك وسلسلة جبال حمرين.المزيد

«تل معروف».. قرية دنسها «المجاهدون»

تل معروف، قرية سورية شاء القدر أن يدنسها تنظيم داعش الإرهابى، فالدواعش إذا دخلوا قرية أحرقوها وفسقوا فيها وجعلوا أهلها أذلة. إلا أن نصيب تل معروف من العقاب كان أوفر وأعنف، فالقرية ذات مساحة كبيرة وعدد سكانها كبير، ما يميزها على أغلب قرى سوريا، ربما يعود ذلك إلى كونها مقراً للطريقة النقشبندية فى سوريا، حيث عائلة محمود الخزنوى التى تتولى رئاسة الطريقة فى سوريا، التنظيم الإرهابى هاجم القرية واحتلها يوماً واحداً، ورغم أن بقاءه فيها لم يطل، فإن بصماته لا يمكن نسيانها، فقد شهدت القرية وأهلها ممارسات همجية من عناصر داعش لم تسلم منها بيوت الله!

وتكمن أهمية بلدة تل معروف التى تتبع مدينة «تربسبيه» وتبعد عنها 20 كيلومتراً، بأهميتها الجغرافية وقربها من الطريق الدولى الذى يؤدى إلى بلدة اليعربية الحدودية مع العراق، وباتجاه الآبار النفطية المنتشرة على امتداد الطريق، مروراً بتل علو وقطع الطريق الدولى، إضافة إلى قربها من مدنية قامشلو.المزيد

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية