هل يخطئ النجوم؟.. نعم بالتأكيد يخطئون وقد لا يعتذرون عن أخطائهم، فعلها مارادونا، عام 1986 في مباراة الأرجنتين أمام إنجلترا في الدور قبل النهائي من بطولة كأس العالم لكرة القدم 1986 بعد أن سجل هدفاً بيده في مرمى الحارس الإنجليزي بيتر شيلتون في الدقيقة 51، هدف ساعد فى الوصول للمباراة النهائية قبل التتويج بكأس العالم على حساب ألمانيا الغربية.
الجميع شاهد اللقطة لكن مارادونا لم يعتذر ولم يلق بالاً للجميع، بل وصل به الحال إلى وصف الهدف بـ«الإلهي»، وفي عام 2000 تم اختيار هدف مارادونا الثاني في مرمى المنتخب الإنجلزي، كهدف القرن من قبل المتابعين والمصوتين في موقع «فيفا».
تكرر الأمر نفسه، لكن هذه المرة مع نجم خاص نجم يمتلك ضميرًا مختلفًا يستطيع من خلاله أن يعتذر عن أخطائه هذا النجم هو تييري هنري.
كانت المباراة مهمة وحاسمة إنه الملحق الأوروبي نوفمبر 2009 المؤهل إلى مونديال 2010 بين فرنسا وأيرلندا، تشير عقارب الساعة إلى الدقيقة 103 من المباراة وسط حضور نيكولا ساركوزى، الرئيس الفرنسي وقتها.
المباراة عصيبة، حيث فاز منتخب الديوك في المباراة الأولى التي أقيمت بأيرلندا بهدف نظيف لبلال أنيلكا، فيما يتقدم منتخب أيرلندا بهدف لروبى كين فى الدقيقة 32 ولم يتمكن منتخب فرنسا من تعديل النتيجة طوال الشوط الثاني.
لم يكن أمام الفتى الفرنسي إلا أن يلمس الكرة بيده قبل أن يمررها إلى زميله وليام جالاس الذي سجل هدف التعادل لبلاده في إياب الملحق الأوروبي، ما جعلها تتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010.
بعد المباراة ثارت ثائرة المنتخب الأيرلندي وواجه هنري انتقادات شديدة في أيرلندا وإنجلترا حيث كان يحظى باحترام كبير بين صفوف الجماهير العاشقة للمساته الكروية.
وقال مدرب الفريق الفرنسي ريمون دومينيك، إنه لن يعتذر عما جرى خلال المباراة، وإنه لم ير لمسة اليد التي قام بها لاعبه.
وقرر الاتحاد الأيرلندي مدعوماً برئيس الوزراء هناك إرسال طلب إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم يطلب من خلاله إعادة المباراة، لكن الفيفا أكدت استحالة إعادة اللقاء طبقاً لقوانين اللعبة.
ولم يهرب هنري من أتون المعركة الدائرة، بل إنه خرج بتصريح أخلاقي جديد على الملاعب بإعلانه أن إعادة مباراة منتخب بلاده مع جمهورية أيرلندا ضمن الملحق الأوروبي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم سيكون حلاً عادلاً.
وقال هنري في بيان له: «الحل الأكثر عدلاً هو إعادة المباراة، لكن ذلك لا يتوقف عليّ».
وأضاف: «بطبيعة الحال أنا منزعج من الطريقة التي تأهلنا بها وأنا متأسف جدا للأيرلنديين الذين يستحقون التواجد في جنوب أفريقيا».
ومن المؤكد أن هنري ندم على هذه الحركة وكان يفضل على الأرجح أن لا يقوم بها لو عرف ما سينتظره بعد في مونديال جنوب أفريقيا حيث ودع «الديوك» النهائيات من الدور الأول بعد مشاركة محرجة للغاية تخللها مقاطعة اللاعبين للتمارين احتجاجاً على قرار المدرب ريمون دومينيك باستبعاد نيكولا أنيلكا لأن الأخير شتمه، وما تبع هذه المشاركة من عقوبات من قبل الاتحاد المحلي بحق اللاعبين.
لكن ما حصل أمام أيرلندا لم يؤثر على مكانته في عاصمة الضباب لندن حيث ما زال معشوق جماهير «المدفعجية» التي ستتابعه من الآن وصاعداً من الاستديو أو منصات الإعلاميين في الملاعب لمعرفة رأيه التحليلي للمباريات.