جلسات عمل مكثفة جمعت المطرب هانى شاكر والمنتج نصر محروس لطرح ألبومه الغنائى الجديد، فى محاولة قوية لمواجهة القرصنة وشركات الإنتاج العربية التى سيطرت على السوق المصرية. هانى شاكر قال لـ«المصرى اليوم»: هناك مؤامرة يتم تدبيرها منذ فترة طويلة لتهميش الفن المصرى وانسحابه تماما من منطقة الريادة، كما هاجم أمير الغناء الإذاعات المصرية التى تهتم بالمطرب اللبنانى على حساب المصرى، وطالب الرئيس السيسى بالتدخل لحماية صناعة الأغنية.
■ ما حقيقة تعاقدك مع المنتج نصر محروس لطرح ألبوم جديد؟
- بالفعل جمعتنى عدة جلسات بالمنتج نصر محروس خلال الأيام القليلة الماضية، اتفقنا خلالها على التعاون، واستمعنا خلال الجلسات لأكثر من عمل فنى، لكن لم نستقر على أحدها حتى الآن، وما زلنا مستمرين فى البحث عن أشكال غنائية مختلفة.
■ كيف جاء التعاون بينكما؟
- مصادفة، حيث دار بيننا اتصال تليفونى تحدثنا خلاله عن أحوال الغناء، ثم تطرقنا إلى إمكانية التعاون، وبصراحة شديدة الموضوع يسير بشكل ودى تماماً، لأننى أحب أن أخوض التجربة، من خلال منتج كبير له رؤية مثل نصر محروس، وأشعر أيضا أن هناك حالة فنية مختلفة سوف تنتج من هذا التعاون، وهو أيضا يفضل التعاون معى خلال هذه المرحلة.
■ هذه أول مرة تتعاون فيها مع المنتج نصر محروس؟
- بالفعل، وبصراحة شديدة نحن فى حاجة إلى التكاتف، وأن نصبح يدا واحدة، وهذا يمنحنا كفنانين ومنتجين مصريين الخروج من هذا النفق المظلم، خاصة بعد أن اختفى المنتج المصرى، ولم يعد له وجود على الساحة خلال الفترة الماضية وحتى بعض الشركات التى تمتلك قنوات فضائية تراجع دورها، واقتصر على توزيع الألبومات فقط، لذلك تراجع دور مصر، ولم نعد فى الصفوف الأولى أو حتى الريادة، كما كان يقال.
■ لكن القرصنة أجبرت المنتجين على عدم المغامرة؟
- لا بد من البحث عن حلول جذرية وسريعة، لأن الصناعة شبه منهارة، ولم تعد قوية كسابق عهدها، لذلك يجب على المصنفات الفنية أن تبذل قصارى جهدها للحفاظ على الملكية الفكرية وحقوق المنتج، وأناشد الرئيس السيسى ورئيس الوزراء التدخل لحل أزمة القرصنة التى تطورت من الألبومات الغنائية إلى السينما، ولم تعد تقتصر على الإنترنت فقط، بل امتدت للفضائيات التى أصبحت أكبر خطر يهدد صناعة السينما، حيث تعرض الأفلام دون الحصول على حقوق العرض وبعد عرضها فى دور العرض بأيام قليلة، وبهذه الطريقة يوجد أكثر من 3 ملايين شخص يعملون فى هذا المجال مهددين بالجلوس فى بيوتهم بعد تراجع الصناعة بشكل كبير جداً فى الآونة الأخيرة.
■ ولماذا أعلنت أن مصر خرجت من منطقة الريادة؟
- هذا حقيقى، وملموس للجميع، وسوف أذكر لك مثالا بسيطا، فيمكن سماع الأغنيات اللبنانية على الإذاعات المصرية أكثر من المطربين المصريين، ويمكن أن تلاحظ ذلك لو استمعت فقط لمدة ساعة، فستجد أن 80% من الأغنيات لبنانية، بينما فى المقابل الإذاعات اللبنانية لا تمنح الفرصة لأى مطرب مصرى، عبر أثير الإذاعات الخاصة بها، وهذا لا يعنى أننى أكره اللبنانيين أو ضدهم، لكن لو هناك أى اهتمام من قبلهم بالفن المصرى، فلن أعترض لأن المعاملة ستكون وقتها بالمثل.
■ لكن الريادة لا تقتصر فقط على الإذاعات؟
- أنا ذكرت موقف الإذاعة المصرية كمثال واضح، ولا أعرف من المسؤول عن ذلك، وقد سبق أن أعلنت منذ عهد مبارك أن مخطط تهميش الفن المصرى بدأ، وظهر ذلك جيدا عندما سيطرت الشركات الخليجية على المهرجانات الغنائية، وبعدها تم تقسيم الفنانين إلى 3 أقسام أو مراحل: الأولى الخليجى، والثانية اللبنانى، والثالثة المصرى، ومنذ ذلك الوقت أصبحنا درجة ثالثة فى المهرجانات العربية، بدليل أن معظم المهرجانات لا تستضيف إلا مطربا مصريا واحدا إذا أمكن حتى لو كانت شركة الإنتاج هى التى ترعى المهرجان، فلديها مطربون مصريون.
■ وهل أنت بشكل شخصى لمست هذا التهميش؟
- بالتأكيد، رغم مشاركتى فى أولى حفلات مهرجان هلا فبراير- وجميع التذاكر نفدت قبل موعد الحفل، وفى جميع الحفلات التى شاركت بها فى دولة الكويت- وأيضاً جمهورى فى لبنان معروف، لكن بعد حالة التهميش التى حصلت هناك حتى فى الإذاعات الغنائية لم يعد أى وجود للمطرب المصرى، وهذا انعكس بشكل أساسى على التواجد فى الحفلات، خاصة بعد أن تحول تنظيم الحفلات إلى مافيا.
■ لكن ما زالت حفلاتك فى شمال أفريقيا متواجدة بقوة؟
- المغرب العربى حريص على سماع الأغنيات المصرية والطربية، وبخاصة المغرب وتونس، لكنى لا أعلم المخطط من الإذاعات المصرية لمصلحة من، وما يرتكبه المسؤولون عن الإذاعات المصرية جريمة فى حق المصريين والفن المصرى.
■ طالتك بعض الانتقادات بعد أن قدمت أغنيات شعبية فى برنامج «سعد وسعد»؟
- بمجرد أن استمعت إلى فكرة البرنامج لم أتردد لحظة فى المشاركة فيه، لأن اللون الشعبى موجود، وله قاعدة كبيرة من الجمهور، ومعظم هذه الانتقادات طالتنى قبل أن يشاهد الجمهور الحلقة، وقد قرأت هذه الانتقادات من جمهورى على صفحتى على الفيس بوك، لكن بعد عرض البرنامج شاهد الجميع المزج بين الغناء الشعبى والطربى، كما أن عبدالحليم سبق أن غنى مع أحمد عدوية، وأنا مقتنع تماما بأن تقديمى مثل هذه الأغنيات لن يؤثر على رصيدى الفنى.
■ وما هى رؤيتك لمصر فى الفترة المقبلة؟
- أشعر أن الأمور فى تحسن، حتى البلطجة والشغب أصبحا أقل بكثير عن المعتاد خلال الفترة الماضية، والدولة فى طريقها للاستقرار، لكننا فى المقابل نحتاج إلى بعض القرارات المصيرية، وأهمها سرعة القصاص من المجرمين الإرهابيين عن طريقة محاكمات سريعة، حتى ترتاح أسر الشهداء، وأن يتم التعامل مع أى مظاهرات بكل حزم وشدة.