قال الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، إن زيارته جوبا، عاصمة جنوب السودان، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، والمهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، بغرض تفعيل اتفاقية التعاون الفني والتنموي الموقعة مع جنوب السودان، والاتفاق بشأن مستقبل التعاون الثنائي في مجال الموارد المائية، وتأسيس وتشكيل اللجنة الفنية المصرية الجنوب سودانية المشتركة، وسوف تعمل كآلية دائمة للتنسيق ومتابعة تنفيذ مشروعات التعاون.
وأضاف «مغازي»، في تصريحات صحفية، الإثنين، أن الزيارة تستثمر زيارة سلفا كير، رئيس جنوب السودان الأخيرة إلى القاهرة نوفمبر الماضي، واستهدفت تفعيل سبل التعاون المشترك بين البلدين، في ضوء توجهات الدولة نحو تدعيم أوجه التعاون وتعزيز التكامل مع جنوب السودان، ليس فقط في مجال الموارد المائية، لكن في كافة المجالات التنموية للمساهمة الفعالة في رفع مستوى معيشة أبناء الجنوب، بتنفيذ عدد من أنشطة التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات المياه والصحة والتخطيط العمراني.
أوضح الوزير أن وجود ممثلي وزارتي الصحة والإسكان والمجتمعات العمرانية ضمن الوفد الرسمي يأتي حرصا من مصر على توسيع دائرة التعاون، والإسراع في بحث سبل تعزيزها بين البلدين في مجال الصحة والإسكان، ويمثلان أولوية لدى حكومة الجنوب، ويلتقي الوفد المصري من وزارة الصحة نظراءهم من جنوب السودان، لبحث احتياجاتهم في تأهيل وتطوير مستشفي جوبا، بالإضافة إلى قافلة طبية تضم عددًا من الأطباء المصريين في تخصصات متعددة لإجراء عدد من العمليات الجراحية العاجلة بالتنسيق مع وزارة الصحة بالجنوب.
أشار «مغازي» إلى أن القافلة الطبية المصاحبة للوفد مكونة من 12 من أساتذة كليات الطب في تخصصات الجراحة المختلفة والأطفال والرمد، لافتا إلى انضمام خبراء وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية إلى الوفد بغرض التباحث مع نظرائهم من جنوب السودان، لوضع مخطط عمراني متكامل للعاصمة جوبا.
وأشار الوزير إلى تفعيل مشروعات تنموية اقترحها الجانب الجنوب سودانى مؤخراً، مثل إنشاء المزرعة النموذجية بولاية غرب بحر الغزال، وعدد من سدود حصاد مياه الأمطار في عدد من ولايات جنوب السودان، فضلاً عن بحث مقترحات رئيس جمهورية الجنوب نحو البدء في تنفيذ عملية تطهيرات المجارى المائية بحوض بحر الغزال، ونهر السوباط من الحشائش العائمة، لدرء مخاطر تراكم الطمى، وتشمل أيضاً تأهيل المجري الملاحي لمجري بحر الجبل.
أوضح أن مصر انتهت من إنشاء معمل مركزى لتحليل نوعية المياه منذ عامين بالعاصمة جوبا، لافتا إلى أنه الأول من نوعه المنشأ بالجنوب، وزود بأحدث الأجهزة والمعدات والمهمات اللازمة لعمل جميع أنواع تحليلات المياه «طبيعية – كيميائية – بيولوجية»، للحد من مصادر التلوث بالمجاري المائية بجميع ولايات جنوب السودان، والحد من الأمراض المتعلقة بالمياه.
وأوضح أنه يجري حالياً بالمعمل المركزى لتحليل نوعية المياه بجوبا تنفيذ برنامج تدريبى عملي للفنيين والمتخصصين على أخذ العينات وتحليلها، وكتابة التقارير الفنية بمعرفة الخبراء المصريين المتخصصين خلال الشهر الحالي.
من جانبه، أشار المهندس أحمد بهاء الدين، رئيس قطاع مياه النيل، عضو الوفد المصري، إلى الانتهاء من دراسات جدوى فنية تشمل «دراسات إنشائية هيدروليكية، ودراسات الطمى، وتصميمات محطة الكهرباء وخط النقل والتوزيع»، ويجرى حالياً التحضير لعقد ورشة عمل موسعة لعرضها على جهات التمويل الدولية المانحة للمشاركة في تمويل بناء السد، ومن المقدر أن يصل إلى 2 مليار دولار بجميع مشتملاته.
وأشار إلى أنه يجري تنفيذ مجموعة من المشروعات الخدمية منها حفر وتجهيز 30 بئرًا جوفية، مزودة بخزانات علوية وشبكة توزيع لتأمين احتياجات مياه الشرب النقية، لحوالي 500 ألف مواطن، وأيضًا مشروع تأهيل محطات قياس المناسيب والتصرفات بهدف توفير كل البيانات والمعلومات الخاصة بمشروعات التنمية، بالإضافة إلى إنشاء محطة رفع لمياه الشرب النقية بمدينة «واو»، لتوفير الاحتياجات المائية للاستخدامات المنزلية والثروة الحيوانية للتجمعات السكانية المعزولة.