جولة قصيرة لكنها بعيدة، قام بها الكاتب جمال الغيطانى قبل نهاية فعاليات المعرض، تجول داخل صالاته لمدة ساعتين استطاع خلالها أن يحقق هدفه.. لم يرهق نفسه بالمرور على الدور المصرية لأن جميع كتبها - على حد قوله - تصله ويحرص طوال العام على متابعتها.. لذلك يستغل الغيطانى معرض الكتاب للوصول لنقاط ثقافية أخرى أبعد من حدود القاهرة. طوال جولته بمعرض الكتاب صاحبت «المصرى اليوم» الكاتب والأديب جمال الغيطانى، الذى بلاشك أسهم الكتاب بشكل كبير فى صناعة اسمه وإبداعاته الأدبية.
«سأبدأ من هنا».. هكذا قال الغيطانى مشيراً إلى «دار الكتاب العربى»، وهى دار نشر إيرانية وقف على بابها جمال نصيف يستقبل الغيطانى بكل شوق.. فهو الزبون المفضل لديه، الذى لا يراه سوى مرة واحدة فى العام، أكد ذلك جمال الغيطانى: «أول زيارة لى فى المعرض تكون لتلك الدار الإيرانية لأنها تحتوى على موسوعات إسلامية وتراثية، وبالتالى تشبع اهتماماتى، كما أن إيران بالرغم من كونها شيعية إلا أنها تتسم بموضوعية فى كتاباتها لا أراها فى أى مكان آخر».
وأضاف: «الفلسفة الإسلامية لم تعد تطبع وتنشر فى العالم العربى بسبب التطرف والمذهبية المنتشرة الآن، لذلك ألجأ لإيران». وكان الجديد لدى الدار المحببة للغيطانى هو موسوعة معارف جديدة اسمها «دائرة المعارف الإسلامية الكبرى»، وهى عبارة عن مجلدين مترجمين من الإيرانية إلى العربية، اشتراها الغيطانى، كما حرص على اقتناء أشعار مولانا محمد بلال الدين المنجى فى كتاب «جواهر الآثار» الذى ترجمه من قبل عبدالسلام كفافى ودسوقى شتا إلا أنهما ترجماه إلى نثر - على حد قول الغيطانى، أما النسخة التى حرص عليها من إيران فهى مترجمة شعريا وليس نثريا.
قبل أن يغادر الغيطانى دار الكتاب العربى قال: «هذا الرجل - مشيراً إلى جمال نصيف - يتابعنى منذ 20 عاماً بأحدث ما لديه وأحرص دائما على التواصل معه لشراء إصداراته».
توجه بعد ذلك الغيطانى للدور المغربية، ليتجول بين أرففتها باحثاً عما يفضله من كُتب وكُتاب والتى حددها فقال: «أنا مهتم بكتب التراث الإسلامى والمعمار والفن التشكيلى، وأختار الكتب التى أعرف كتابها وأفضلهم»، وأضاف: «المشكلة اليوم أن البلاغة فى الكتابة نادرة وكذلك الكتب القيمة لذلك أنتقى بعناية». وعن الكتاب المغربى يقول الغيطانى: «المغرب بلد مهم جداً ثقافياً، ولم نكن نتواصل معه من قبل، كما أنه قفز قفزة ثقافية ملحوظة فى الفترة الأخيرة، اهتمام الغيطانى بالمعرض يرتبط باهتمامه بالتعرف على أحدث ما صدر خارج حدود القاهرة، وهو ما أكده: «الكتب المصرية بالنسبة لى متاحة فى أى وقت وأى مكان، خاصة أن معظمها يأتى لى من أصحابها، كما أنها متاحة فى دور النشر فى أى وقت، أما ما أجده نادراً فهو الكتب العربية وما يكتب فى الأقاليم بمصر، لذلك أستغل فرصة المعرض للتعرف على هؤلاء الذين لا أجد فرصة لقراءة أقلامهم إلا كل عام مع معرض الكتاب».
ومن صالة «ألمانيا ب» التى يعرض بها العديد من دور النشر العربية كتبهم، خرج جمال الغيطانى متجهاً لدار الشروق، حيث حفل التوقيع الذى دعى إليه فى الخامسة مساء وفى طريقه من ألمانيا للشروق تحدث جمال الغيطانى عن الكتاب فى مصر والوطن العربى وقال: «وضع الكتاب العربى بشكل عام هزيل إلا أننى أرى بصيصاً من الأمل، أجده متمثلا فى حركة الترجمة - والتى مازالت ضعيفة فى مجال العلوم - والمنافسة الإيجابية التى تحدث الآن بين دور النشر فى مختلف الدول العربية، ويزيد أملى هذا أن حجم القراء فى ازدياد. ويواصل الغيطانى: «أرى أيضاً بدايات صحوة فى الهيئة العامة للكتاب والمتمثلة فى الأنشطة والمبادرات التى قامت بها فى الآونة الأخيرة مثل إصدار سلسلة الجوائز».
ومن الشراء إلى البيع كانت جولة الغيطانى، حيث انتقل بعد جولته لشراء الكتب لحفل توقيع كتبه التى تباع فى دار الشروق للنشر ليمسك بالقلم مرة أخرى ويوقع لقرائه على كتبه بعدما كان قبل دقائق يتصفح الكتب والمجلدات التى تساعده على زيادة معرفته وبالتالى إبداعاته.