x

محمد عليوة هل جامعة الأزهر منبع للإرهاب أم العكس؟ محمد عليوة الأربعاء 10-12-2014 21:08


مازلت أتساءل عن سبب انطلاقة «خيرت الشاطر»، القيادى الإخوانى، الذى يحاكم حاليا على ذمة عدد من القضايا، من جامعة الأزهر بمشروعه الذى كان، حينما أعلن عن خوضه انتخابات رئاسة الجمهورية، ولماذا جامعة الأزهر بالتحديد؟ ماذا للإخوان فى جامعة الأزهر دون غيرها من الجامعات؟.

هل تذكر سيدى القارئ العرض العسكرى الذى تم فى ٢٠٠٥ بتخطيط من قيادات الإخوان، وكانت جريدة «المصرى اليوم» قد انفردت بنشر صور العرض العسكرى، آنذاك، وللأسف هو الحدث الذى تعاملت معه الدولة باستخفاف شديد؟

فى «ويكيبيديا» تُعرّف جامعة الأزهر نفسها بأنها مؤسسة دينية علمية إسلامية.. وهو تعريف يدل على حالة شديدة من الارتباك، يدفعنا لإعادة النظر فى كل ما يخص جامعة الأزهر، بدءا من دورها وتعريفها ومستقبلها.. فهى بالتأكيد ليست مؤسسة دينية، بل ممكن أن نقول إنها مؤسسة لدراسة علوم الدين، مثلا، فهى ليست مسجدا، ولكن البعض يعتبرها كذلك، ومن ثم يضفى عليها قدسية. علينا أن نطرح ونناقش مستقبل جامعة الأزهر وليس الأزهر ككل، سواء باستمراريتها أو إلغائها.

من يقُم بزيارة جامعة الأزهر يلاحظ من النظرة الأولى أن ضعف المستوى الاقتصادى لطلاب جامعة الأزهر جعل الجامعة مرتعا للأفكار المتطرفة، فضلا عن ضعف المستوى العلمى للطلاب، فإن أغلب طلاب هذه الجامعة يواجهون ظروفا صعبة،وأغلبهم يأتى من الريف، وعندما ينتقلون للقاهرة يشعرون بغربة شديدة، ولا يساعدهم أحد على تجاوز هذه المرحلة سوى دفء الأسر الطلابية التى تسيطر بها جماعة الإخوان على جامعة الأزهر، هذه الأسر تمد للطلاب الجدد يد العون المادى والمعنوى بجميع الأشكال، حتى ينخرطوا فى الجامعة، وتحل الجماعة عند هؤلاء الطلاب شعوريا محل أسرهم وعائلاتهم التى تركوها فى الريف، فضلا عن أن نسبة كبيرة من أساتذة الجامعة ينتمون للإخوان أو ينحازون للانغلاق والتشدد، أما الأساتذة الذين يتسمون بالاعتدال فغائبون، لأن دول الخليج توظفهم وتستعين بهم وتدفع لهم الرواتب الكبيرة، وتوفر لهم امتيازات لا تستطيع جامعة الأزهر توفيرها، حتى وإن استطاعت فلن تفعل.

طوال العقدين الأخيرين، كان كل فراغ تتركه الدولة داخل الجامعة فى النشاطات الاجتماعية أو الرياضية كانت ومازالت تملؤه جماعة واحدة هى «الإخوان المسلمين».

عندما كنت أدرس فى الجامعة فى كلية طب الأسنان، كان الطالب ليس له أدنى فكرة عن الدراسة والمدرجات أو المكتبة، فيلتقطه قيادات أسرة «جيل النصر المنشود»، وهو الاسم الحركى لجماعة الإخوان المسلمين فى الجامعة، وسميت بهذا الاسم أملا فى أن تكون مصر إحدى دويلات الخلافة، ويبادرون إلى تعليمه مبادئ الأسرة، وفى الحقيقة هى مبادئ الإخوان المسلمين، من خلال المال والروحانيات الدينية، ومن هنا تبدأ عملية غسيل الدماغ.. وها نحن قد رأينا ثمار هذا الجهد الإخوانى فى اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، ونراه الآن داخل الجامعة وحولها، من قطعٍ للطرق، وتدمير لمبانى الجامعة، وتهديد للدولة، ورأينا كيف تم تدمير مكتب رئيس الجامعة، وكيف أن أستاذا فى العلوم دبر لعملية اختطاف الإعلامية لميس الحديدى، فأنشأت الجامعة إرهابا على جميع المستويات، طلابا وأساتذة، والحل هو مثلما حدث مع بعض الجامعات الخاصة غير المرخصة، وهو توزيع الطلاب غير المتورطين فى عمليات عنف داخل المجتمع إلى جامعات أخرى، كلٌ حسب منطقته ومحافظته ومستواه التعليمى، وغلق مبنى مدينة نصر، وجعل المبنى الأثرى بالدرّاسة للطلاب المتفوقين بالانتساب لدراسة العلوم الدينية، إذا كنا نريد حقا لمصر أن تنتصر فى حربها ضد الإرهاب، التى لن تكون حربا حقيقية بدون إرادة حقيقية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية