x

حمدي رزق هدية حزب الدستور للإخوان! حمدي رزق الأربعاء 10-12-2014 21:11


ليس هناك تعبير عن ثورة 25 يناير أكثر من شباب حزب الدستور، لكنهم يبددون طاقتهم الثورية فى التهديد بالانسحاب من خارطة الطريق، لأسباب خارجة عن الخارطة تماماً.

وهل الحكم على مبارك ضمن مبادئ الخارطة التى وقّع عليها الأب الروحى للدستور، الدكتور محمد البرادعى؟ وهل كان شرط البرادعى للشراكة الكاملة فى ثورة 30 يونيو الحكم على مبارك بالإعدام مثلا، فلما تمت تبرئته كان خروجا من جانب الحكم على الخارطة يستلزم خروجاً مضاداً، من قبيل رد الفعل؟

مقبول رفض قانون التظاهر، ويتشاركون مع الكثير فى المطالبات الملحة بالتعديل، ومقبول جداً التنديد بما تمخض عنه من سجن عدد من الشباب خرقوا القانون عمداً لإسقاطه، لا ضير من هذا المطلب، ولكن لا هذا ولا غيره مما ورد فى مشروع وثيقة الانسحاب يؤهل الحزب للانسحاب.. يهدون الإخوان على طبق من فضة ما يطعنون به تحالف 30 يونيو، الذى قام لتصحيح ما انحرف وانجرف من بنيان ثورة 25 يناير.

كله بالخناق إلا التحالف كان بالاتفاق، ولاتزال بنود الاتفاق سارية، ومفعلة، والعمل يجرى على قدم وساق لإنجاز الاستحقاق البرلمانى الأخير من خارطة الطريق، لا يمنعكم عنه ما هو حادث من تفلتات إعلامية تحسب نفسها على 30 يونيو وتخرج عقورة تقطع الطريق، فلنسلك الطريق إلى غايته، ولا نتوقف فى محطات تعجزنا عن الوصول إلى المحطة النهائية (البرلمان).

النزول فى المحطة الحالية نزق سياسى لا يتحمله الحزب، خسر الحزب كثيراً بنزول الدكتور البرادعى فى «محطة رابعة»، والحزب يعانى شعبياً منذ هذا النزول الاضطرارى، غير المحسوب، انسحاب الحزب من خارطة الطريق يعنى خسارة ما تبقى له من جماهيرية، وهو قليل، هل هناك حزب يحرم نفسه من نهر الجماهير الجارى؟

أخشى أن هناك من يترفع عن الجماهير بأجندة ثورية، مخلصاً لثورة 25 يناير، إذاً من يدافع عن ثورة 25 يناير إذا انسحب حزب الدستور من مشهد 30 يونيو الطاغى مستقبلا فى البرلمان؟

فارق كبير بين حزب سياسى وتجمع ثورى، صحيح الدستور حزب من رحم ثورة، بنكهة الثورة، ولكنه صار حزبا له حساباته السياسية وتحالفاته الحزبية، الرهان على العقلاء المسيسين فى الحزب أن يكبحوا غلاة الثوريين.

أفهم أن يتدافع الثوار إلى الترشح، ويحتشد السياسيون حزبيا لإيصال شبابهم إلى البرلمان، ولكن أن يستهلك رموز الحزب أنفسهم، ويستنفدوا الوقت القليل المتبقى، ويضيعوا فرصة مواتية، يقينا هذه رعونة سياسية من المدافعين عن ثورة يناير والشباك مفتوحة.

أخشى أن يكون فَهْمى قاصراً عن إدراك مغزى الانسحاب من خارطة الطريق فى هذا التوقيت، حسب التوقيت المحلى لمدينة القاهرة، وعلى المقيمين خارجها مراعاة فروق التوقيت.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية