التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمقر رئاسة الجمهورية، الثلاثاء، بشيوخ عواقل وقبائل سيناء، وذلك بحضور المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، واللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية، وعدد من أعضاء المجلس التخصصي للتنمية المجتمعية التابع لرئاسة الجمهورية.
وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن عواقل وشيوخ سيناء اِستهلوا اللقاء بالإعراب عن امتنانهم للاهتمام الذي تحرص الدولة المصرية على إيلائه لسيناء، والذي تجلى في العديد من المظاهر التي تشمل تحقيق الاستقرار والأمن لأهالي سيناء، فضلاً عن إدراجها كأولوية متقدمة على خطة الدولة للتنمية الشاملة.
وأضاف المتحدث أن الرئيس أشاد خلال اللقاء بأهالي سيناء ووطنيتهم المعهودة، وما بذلوه من جهود وما قدموه من تضحيات من أجل الوطن، مثنياً على استمرار عطائهم وتضحياتهم، مشيرا إلى أن الجهود التي تبذلها الدولة لتنمية سيناء هي جهود مستحقة لأهالي سيناء، ومؤكداً على أن تحقيق الأمن والاستقرار يعد عاملًا محوريًا لتنمية سيناء، ومن هنا صدر القرار الخاص بإعادة توطين أهالي الشريط الحدودي، والذي أعقبه الإعلان عن تأسيس مدينة رفح الجديدة.
وفي هذا الإطار، ذكر الرئيس أن التصور المقترح هو إنشاء تجمعات سكنية على الطراز البدوي الملائم للبيئة الصحراوية، بحيث يتم تخصيص تجمع سكني متكامل لكل قبيلة من قبائل سيناء، وذلك حفاظًا على خصوصية العادات والتقاليد المرعية من قبل أهالي سيناء، فضلًا عن تزويد هذه التجمعات السكنية بالأنشطة الزراعية والصناعية والحرفية التقليدية التي تدر عائدًا على أهالي سيناء، وتساهم في توفير فرص العمل للشباب.
وأضاف السيسي أن هناك العديد من المشروعات التنموية والعمرانية الجاري تنفيذها لأهالي سيناء، ومن بينها تطوير ميناء العريش ليساهم في إنعاش حركة التجارة والترويج للمنتجات التقليدية السيناوية، وإنشاء مدينة الإسماعيلية الجديدة شرق قناة السويس والمقرر الانتهاء منها في أغسطس 2015، وتشييد 1200 وحدة سكنية في العريش وما يناهز خمسة آلاف وحدة سكنية في جنوب سيناء، وكذلك مشروعات إنشاء المزارع السمكية، وتطوير بحيرة البردويل وتطهير بواغيزها لتستعيد مكانتها الدولية كأحد أنقى مصادر إنتاج الأسماك على مستوى العالم.
ولفت المتحدث إلى أن التصور المقترح لإنشاء مدينة رفح الجديدة قد لاقى استحسانًا كبيرًا من قِبل شيوخ وعواقل سيناء، الذين أكدوا أن هذا التصور يراعي خصوصية الحياة البدوية التي اعتادوا عليها، ويحقق العديد من الأهداف التنموية التي يطمحون إليها، كما قدموا الشكر للرئيس لحرصه على الاستماع إلى رؤاهم في هذا الشأن. وأكد الرئيس أنه كان لزامًا أن يتم ذلك ليشعر أهالي سيناء بالراحة والاطمئنان في مدينتهم الجديدة، منوهاً بأنه سيتم متابعة وتنفيذ المشروع وإسناد جزء كبير من أعمال بنائه وتشييده إلى المقاولين من أبناء سيناء لضمان تشغيل أكبر عدد ممكن من الشباب السيناوي في هذا المشروع.
وتخفيفًا على أهالي سيناء ومساعدتهم على كسب الرزق والقيام بأعمالهم، أعلن السيسي خفض عدد ساعات حظر التجول بمقادر ثلاث ساعات لتبدأ من السابعة مساءً حتى السادسة صباحًا، بدلاً من أن تبدأ من الخامسة مساءً حتى السابعة صباحاً.
وأضاف أنه في إطار تيسير حركة التنقل لأبناء سيناء، سيتم الانتهاء من حفر الأنفاق أسفل قناة السويس الجديدة في أسرع وقت ممكن، حيث وجه سيادته بتقليص الفترة الزمنية المقترحة لإتمام حفر وبناء تلك الأنفاق، كما وجَّه سيادته بزيادة عدد المعديات التي يعتمد عليها أبناء سيناء للتنقل من وإلى شبه الجزيرة، وذلك عن طريق معديتين إضافيتين.
وقد طرح شيوخ وعواقل سيناء العديد من المقترحات كما عبروا عن بعض الشواغل الاقتصادية والتنموية والأمنية في سيناء، فوجَّه الرئيس بتشكيل لجنة من عواقل وشيوخ القبائل لتحديد التفاصيل التي يرغبون في إدخالها على مشروع مدينة رفح الجديدة، كما وجه بالاهتمام بأسر شهداء سيناء، وتوفير احتياجاتهم الغذائية والطبية.
وأشار الرئيس إلى أن عمليات حفر الآبار وكذا التشييد والبناء سيتم إسنادها لمقاولين وشركات مملوكة لأبناء سيناء لتوفير فرص العمل للشباب السيناوي، فضلا عن توجيه السيد الرئيس بالنظر في عدد من الموضوعات والتي شملت ضم مستشفى العريش لجامعة قناة السويس، حيث أوضح السيد رئيس مجلس الوزراء أنه تم الانتهاء من أعمال تطوير مبنى المستشفى وجار التنسيق مع وزير الصحة لاستلامه مبدئياً إلى حين استكمال تزويده بالأجهزة والمعدات الطبية، بالإضافة إلى دراسة إمكانية حصول أهالي جنوب سيناء على العلاج المجاني بمستشفى شرم الشيخ الدولي، وإنشاء قناة تليفزيونية خاصة بسيناء، فضلاً عن إنشاء مدارس للتعليم الفني المتوسط للفتيات في وسط سيناء لمساعدتهن على الحصول على قسط أكبر من التعليم.
وفي نهاية اللقاء تسلم الرئيس درعاً تذكارية من شيوخ وعواقل سيناء، تقديرا للجهود التي تبذلها الدولة برعاية سيادته، لتحقيق الأمن والاستقرار في سيناء من خلال دحر الإرهاب والقضاء عليه.