x

نيوتن للانتحار أشكال كثيرة نيوتن الأحد 07-12-2014 21:16


منذ أيام زارنى صديق. هو الآن مقيم فى مصر. قال لى إنه فى عام 2001 قرر الانتحار. قرر رفض الواقع الذى يعيشه بأكمله. وسيلته كانت جديدة ومبتكرة. طلق كل شىء: زوجته، أمواله وزعها جميعاً عليها وعلى أولاده. ذلك كما يقرره القانون هناك. ودعهم جميعا. ترك موطنه الأصلى. قطع كل صلة به. اختار عملا مختلفا تماما. بعدها تزوج من جديد. أنجب أولاداً. اختفت حياته القديمة. صباحه اختلف. كذلك مساؤه. اقترب أكثر إلى الله، حمداً وشكراً، فرصة جديدة لحياة ثانية.

■ ■ ■

سألت نفسى: متى يفكر الإنسان فى الانتحار؟ بالتأكيد عندما يتوق إلى مغادرة واقعه. قطعاً أن كل شخص جاءه هذا الخاطر. خاطر الهروب والمغادرة. البعض رفض الخاطر بنسبة 100%. ولكن النسب تتفاوت. إذا زاد القبول على الرفض، أصبح هذا الأمر وارداً.

هذه النسب خاضعة لظروف كل إنسان. خاضعة لقدرة تحمله. تحمّله للمرض مثلا. تحمله لمتطلبات الحياة. كل هذا يؤثر على كيمياء الجسم، بالتالى على الحالة النفسية. يؤدى إلى أنواع مختلفة من الاكتئاب. سألت نفسى: هل خالجتنى تلك الرغبة، هل داهمتنى رغبة المغادرة، رغبة الخروج، رغبة الهروب؟ طبعاً- وكثيراً جداً والله، ولكن ليس لدرجة إنهاء حياتى.

■ ■ ■

الانضمام إلى داعش انتحار. السفر عبر مراكب الهجرة غير الشرعية انتحار. التوجه للعمل فى بلدان خطرة، مثل ليبيا أو اليمن أو العراق انتحار. إدمان الترامادول والمخدرات بصفة عامة نوع من الانتحار. العمليات الإرهابية انتحار. حمل السلاح فى مواجهة قوات الجيش بسيناء انتحار. احتراف البلطجة، فى مقابل مادى أو بدون، انتحار.

■ ■ ■

لماذا أثير هذا الموضوع الكئيب والمثير للغثيان الذى يرفضه كل دين. تبين لى أن وسائل الانتحار متعددة، متنوعة، أكثر مما يظن الناس. بعض البشر يتوارى اكتئاباً. لا يتصل. لا يخرج عن نفسه. لا يتخاطب حتى معها. هو غريب عن كل شىء. هناك من يهرب إلى ممارسة شعائر الدين- أى دين- يوظف وقته لها. ينهمك فيها. حتى لو كان ذلك على حساب مقاصد الدين نفسه.

قال الشاعر نجيب سرور: الناس من هول الحياة. موتى على قيد الحياة.

نحن الآن 85 مليوناً. يا ترى كم منهم على قيد الحياة؟

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية