كان للرجل منذ عشرات السنين مكانته التى يحترمها أسرته ومكان عمله وزملاؤه وأصدقاؤه، والتى جعلت له هيبة ووقارا تحيط به ويلاحظها ويمشى على خطاها جميع أفراد أسرته، أبا عن جد، لعشرات وربما لمئات السنين فالزوجة والأبناء والأحفاد يقدرونه ويمنحونه الاحترام الواجب فى كل شىء - وهذا ما كنا خلال العقود الماضية نسير عليه من التزام بقواعد آداب اللقاء والسلام والحديث كما أمرتنا بها جميع الديانات.. أما فى العصر الحديث فقد تغلغلت فى غالبية مجتمعاتنا أمراض لم يكن لها وجود - وذلك فى القرن الماضى- جعلت الرجل والأب ونتيجة لنجاح أعدائنا فى نشر كل الوسائل الهدامة لمجتمعاتنا وتشجيع الحكومات على القضاء على التعليم بكل أنواعه ومحاربة الثقافة بكل الوسائل، بل وحتى على تشجيع الهيئات الأجنبية والمدارس الخاصة للغات لفتح فروعها فى بلادنا تحت ستار التحضر والتقدم للأجيال القادمة، وهى فى الحقيقة النكبة الكبرى التى مازلنا وسنظل نعانى منها لعشرات السنين، حيث كنا نفتقد لعشرات السنين أهمية التخطيط أو وضع الرجل المناسب فى المكان الصحيح وفتحنا الباب على مصراعيه للفساد والرشاوى والجهل والبطالة والفتن والفتاوى...
لقد كانت الأسرة هى الضحية الأولى حيث أصبح غالبية الآباء كما نرى الآن لا يهتمون بأبنائهم وبناتهم ويتركون أمر التربية للأمهات فخرجت للمجتمع أسرة مكونة من أب قد لا يهمل تعاليم دينه، كما لا يفارق أصدقائه على المقاهى يوميا.. وأم حائرة لا تعلم ماذا تفعل.. وأبناء يسهرون الليالى مع أصدقاء السوء وبنات يرتدون من الملابس ما يثير الاشمئزاز.. وفى آخر السهرة يلتقون كنزلاء الفنادق.. وهكذا.
لقد تدهورت أحوال الكثيرين من الرجال والآباء فى العالم بسبب ازدياد نسبة الجهل لديهم ولعزوف بعضهم عن العلم والثقافة.. لدرجة جعلت البريطانيين يصدرون كتبا يتنبأون فيها بنهاية عصر الرجال وبداية عهد جديد للنساء.. كما قام علماء صينيون باختراع جهاز موجود حاليا يمكن الرجل من الشعور بالمعاناة والآلام التى تعانى منها زوجته أثناء عملية الولادة.. وذلك كمشاركة وجدانية.. وما فيش حد أحسن من حد..! أيها الأب عد إلى موقعك المعروف قديما باسم (سى السيد) واستكمل أمجادك..!!
نبيل شبكة - مستشار ثقافى سابق - المنصورة
