«الحكومة نجحت باقتدار فى جعل كل تفكير المواطن فى لقمة العيش»، بهذه الكلمات وجّه الدكتور أحمد كمال أبوالمجد، المفكر الإسلامى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، انتقادات لسياسة الدولة التى لم تجعل للمواطن أى مجال للتفكير فى أى شىء آخر غير اللهاث لتوفير «قوت اليوم»، بحسب تعبيره.
وقال «أبوالمجد»، الذى كان يشغل نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، فى كلمته، مساء أمس الأول، ضمن فعاليات معسكر أبوبكر الصديق، الذى تقيمه وزارة الأوقاف بالإسكندرية: «الزمان الذى نعيش فيه صعب وتحميل الناس فوق طاقتهم وما يطيقون (صد عن سبيل الله)، وهذا الجيل معذور جداً لأن لقمة العيش أصبحت بعيدة المنال والمسكن أشد بعداً، فكيف يستطيع الموظف الذى يتقاضى 150 جنيهاً أن ينفق على أسرته وأولاده وكيف يربيهم ويعلمهم؟ وإذا مرض أحد أبنائه فكيف سيعالجه؟».
وترحم أبوالمجد، على العهود السابقة التى كانت أحوال المصريين المعيشية فيها أفضل، قائلاً: «أقارن بين الوقت الراهن والواقع الذى يعيشه المواطنون من عدم وجود (قوت اليوم)، وبين أيام الملك فاروق، مثلاً، حينما كانوا يصرفون لنا فى الفسحة الأولى فى المدرسة «كاكاو باللبن»، وفى الفسحة الثانية «وجبة غداء»، أما اليوم فالمواطن يتلهف على لقمة العيش، والشباب عليه أحمال وأهوال ثقيلة جداً».
وانتقد أبوالمجد حالة الضعف التى وصلت إليها الأمة الإسلامية نتيجة عدم الاهتمام بالعلم والتكنولوجيا، قائلاً: «نحن أمة تكره القراءة كما يكره الإنسان الموت»، منوهاً بأن هناك بعض المتشددين الذين يبعدون الناس عن الحياة، رغم أن الإسلام لا ينزع الإنسان من الدنيا ولا يحوله إلى كائن بائس مهموم، وإنما يدعوه لتعمير الكون.
وانتقد «أبوالمجد» مشاركة الدولة فى «اغتيال وضياع اللغة العربية»، متسائلاً: «كيف تترك الدولة جيلاً بالكامل لغته العربية تضيع وتسمح بأن تكون الإعلانات وأسماء المحال التجارية باللغات الأجنبية المختلفة، وبعد فترة هنلاقى المواطن المصرى بيتكلم لغة زى الخواجة بيجو»، معتبراً أن الدولة تشارك بذلك عن قصد فى «اغتيال اللغة العربية، وفى هذه المؤامرة ضدها، ومن الغريب أننا نجد البعض يصف مصر بأنها محروسة وهى لا محروسة ولا حاجة»