x

رعب في «سيوة» بعد انتشار الحصبة.. المرض يحصد 8 أرواح ويصيب 200 آخرين

السبت 06-12-2014 15:39 | كتب: ناصر الشرقاوي |
انتشار مرض الحصبة في سيوة انتشار مرض الحصبة في سيوة تصوير : طارق الفرماوي

سادت حالة من الرعب بين الأهالى في سيوة بعد انتشار الحصبة، ما نتج عنه وفاة 8 أشخاص وانتقال الإصابة إلى قرابة 200 آخرين.

وقال الدكتور محمد أبوسليمان، وكيل وزارة الصحة بمطروح، إن حالات الوفاة بين المصابين بالحصبة بسيوة ارتفعت إلى حوالى 8 حالات، بالإضافة إلى إصابة حوالى 200 آخرين تم صرف العلاج اللازم لهم وتتم متابعتهم عن طريق القوافل الطبية المتواجدة بمستشفى سيوة العسكرى.

وأضاف «أبوسليمان» أن وزارة الصحة تولي ظهور مرض الحصبة أهمية كبيرة، حيث دفعت بقافلة طبية بمستشفى سيوة المركزى والمستشفى العسكرى لمواجهة التزايد المستمر للحالات، حتى تتم السيطرة على المرض والمساهمة في سرعة علاج المرضى.

وأوضح أن هناك قافلة طبية من الوزارة توجهت إلى مستشفيات سيوة، والتقت باﻷطباء وتعريفهم بالحالات المصابة مبكراً بمرض الحصبة والجرعات المقررة من فيتامين (أ)، بالإضافة إلى المرور على الإدارة الصحية بسيوة للتواصل مع المستشفى والعيادات الخاصة لاكتشاف الحالات المصابة بالحصبة، مع مراجعة السجلات وخطة التطعيم للجلسات الخارجية، ووجدت نسبة التطعيم لطعم (mmr) الخاص بالحصبة 97%.

وأكد مدير الصحة أنه تم عقد اجتماع مع العُمد والمشايخ بسيوة لشرح ضرورة التنبيه على المواطنين بضرورة عدم إخفاء الحالات المصابة بمرض الحصبة وعرضها فور ظهور الأعراض على الأطباء، حيث وعد العمد والمشايخ بالمرور على المنازل للتنبيه على الأهالى لإرسال الأطفال المصابين إلى المستشفى والوحدات الصحية.

كما تم تنظيم حملات للتوعية بالمدارس للتلاميذ والمدرسين بأهمية العلاج للأطفال المصابين بمرض الحصبة، حيث تم توفير 300 جرعة من لقاح (mmr) زيادة عن الحصة الشهرية، وتوفير 1000 كبسولة لفيتامين (أ).

من جانبهم، أكد الأطباء بمستشفى سيوة العام والمستشفى الميدانى الذي تمت إقامته بمستشفى سيوة العسكرى أن الموروثات الشعبية والمعتقدات الخاطئة كانت كلمة السر في انتشار فيروس الحصبة.

وقال الدكتور محمد النعناعى، مدير المستشفى، إن تمسك أهالى سيوة بالموروثات الشعبية أدى إلى تفاقم حالات الإصابة بفيروس الحصبة لدى الأطفال، خاصة أنهم لم يلجأوا إلى الطبيب إلا بعد أن تفاقمت الحالات وتعدت مرحلة الطفح الجلدى.

وأضاف «النعناعى» أن المعتقدات الخاطئة التي اتبعها أهالى المصابين، ومنها عزل الطفل المصاب بالمنزل، وإدخال أفراد الأسرة عليه، ساهم في انتشار المرض بهذا الشكل الكبير.

ولم يخف «النعناعى» مخاوفه من تحور الفيروس، مشيراً إلى أن العديد من الحالات التي أصيبت بالحصبة قرر أهالى المصابين أنهم أُعطوا التطعيمات الخاصة بالمرض في وقتها المناسب، ما يشير إلى احتمالية تحور الفيروس ومقاومته للمصل، أما الاحتمال الآخر فهو مسؤولية وزارة الصحة في الكشف عن مدى صلاحية هذه الأمصال، وهو ما يجب أن يخضع للبحث في المعامل المركزية بوزارة الصحة.

وأكد «النعناعى» أن حالات الإصابة بالحصبة في تزايد مستمر، وأن جميع حضانات الأطفال تم إغلاقها كإجراء احترازى لمنع تكدس اﻷطفال، وتوفير بيئة مناسبة لمنع انتشار المرض.

وأضاف الدكتور أيمن سعد عياد، طبيب أطفال، أن بداية المرض ظهرت منذ أسبوعين، حيث توافدت أعداد كبيرة إلى مستشفى سيوة المركزى تعانى من حالات التهاب في العينين والتهاب رئوى وتشنجات، وهذه حالات تمت في عمر شهرين إلى 6 أشهر، مؤكداً أن الحصبة تحدث في هذه السن المبكرة وهو ما يشير إلى إمكانية تحور الفيروس وظهوره في أشكال جديدة «أشرس».

وكشف عن أن أول حالة توفيت كانت لطفل في الثالثة من عمره، وتوفى بمجرد وصوله المستشفى، أما الحالة الثانية فتوفيت في سيارة الإسعاف في طريقها إلى مستشفى مطروح العام.

وأرجع «عياد» انتشار المرض لعدم وجود الوعى الصحى بين أهالى المنطقة، والإهمال في أخذ التطعيمات في مواعيدها الصحيحة، موضحا أنه تم ندب فريق من قبل الوزارة في القاهرة لمواجهة حالات الحصبة في سيوة، ونظراً لتزايد الحالات فقد قرر مد فترة تواجده بالمدينة.

وقال الدكتور عبداللطيف النحاس، مدير المستشفى النحاسى، إنه بمجرد ملاحظتنا تزايد الأعداد الكبيرة في حالات الإصابة بالحصبة تم التنسيق مباشرة مع المستشفى العسكرى لاستقبال هذه الحالات وعمل الحجز اللازم لها، بالتنسيق مع قائد المنطقة الغربية، وعلى الفور تم حجز حالات وصلت إلى 8 من بين 140 حالة تم توقيع الكشف عليها، وتبين إيجابية 51 منها.

وشدد الدكتور النحاس على ضرورة أخذ عينات من المصابين بمعرفة معامل الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية إذا لزم الأمر، لبيان وجود تحور للفيروس من عدمه.

واختتم حديثه بضرورة الوقاية عن طريق التطعيم، واجتناب الأماكن المزدحمة، والتهوية، ونشر الوعى والتغذية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية