كشفت مصادر أمنية مسؤولة بمطار القاهرة الدولي عن تلقي ضباط المطار ما سمته «تعليمات عليا» بضرورة مراجعة قطاعي الأمن الوطني والأمن العام بوزارة الداخلية، وإرفاق أسماء جميع الراغبين في مغادرة البلاد إلى سوريا وتركيا والعراق، وعدم السماح لهم بالسفر، خاصة الفئات العمرية من 18 إلى 40 سنة، قبل موافقة «جهات سيادية».
وقالت المصادر رفيعة المستوى إن «التعليمات السيادية» تقضي بمنع جميع الراغبين في السفر إلى البلدان الثلاثة قبل الحصول على موافقة القطاعين، حتى لو كان جميع المسافرين مستوفين جميع الإجراءات القانونية للسفر.
وأضافت المصادر، التي طلبت عدم نشر أسمائها، في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، الجمعة، أن هذا الإجراء جاء لـ«دواع أمنية»، وأنه تم الاتفاق على وجود اتصال مباشر بين ضابط اتصال بالمطار وقطاعي الأمن الوطني والعام، لاستطلاع رأى القيادات في حالة الضرورة القصوى.
وفسرت المصادر هذه التعليمات بأنها «جاءت تحت بند ضرورات الأمن القومي للبلاد»، في الوقت الذي حاولت فيه بعض المصادر الرسمية في وزارة الداخلية نفي صحة هذا الأمر، مشيرة إلى عدم إصدار الوزارة أي قرارات رسمية إلى هيئة الموانئ والمطارات بهذا الشأن.
وقالت المصادر إن تعليمات صدرت من عدة جهات، منها وزارة الداخلية والمخابرات الحربية والأمن القومي، بضرورة مراجعة جميع أسماء المسافرين من مصر بشكل دقيق، إلى جانب فحص أوراق القادمين إلى البلاد، خاصة بعض الدول «الملتهبة» التي تشهد صراعات، ويوجد انتشار لتنظيم دولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام «داعش» بها.
وشددت على أنه لن يتم السماح بأى حال من الأحوال بسفر المصريين إلى تركيا وسوريا والعراق لـ«الدواعى الأمنية»، دون موافقة القطاعين، على أن تكون هناك موافقة أمنية واضحة للقادمين إلى مصر من سوريا وليبيا وتركيا، وأن يكون الرجوع فورا إلى قطاعى الأمن العام والأمن الوطنى حول هذا الشأن.
وأضافت المصادر: «هذا القرار، والتعليمات العليا، جاءت بناء على توصيات من فريق العمل بجهاز الأمن الوطنى وجهات سيادية أخرى في الدولة من خلال اجتماعات ولقاءات على خلفية انتزاع معلومات من عدد من الخلايا التي تم الإيقاع بها ولم يتم الإعلان عنها حتى هذه اللحظة، والتى أوضحت وجود عدد من المصريين ضمن صفوف (داعش)، ممن سافروا إلى تركيا وسوريا، وانضموا إلى جبهة النصرة أو كانوا ضمن المقاتلين ضد الجيش السورى الحر».
وتابعت المصادر: «قطاع الأمن الوطنى أعد حصرا دقيقا لبعض المصريين خارج البلاد الذين غادروا قبل 30 يونيو، وأشارت التحريات إلى أنهم انضموا إلى صفوف (داعش وجبهة النصرة)، ويبلغ عددهم نحو 700 مصرى، كما أن الاجتماعات بين القطاعات السيادية توصلت إلى ضرورة التشدد في إجراءات السماح للقادمين من سوريا وليبيا والعراق، وأن تكون هناك مواقفة أمنية مسبقة، حرصا على الأمن القومى للبلاد».
وأشارت المصادر إلى أن «تحريات موسعة يجريها قطاع الأمن الوطنى حول عدد من المتقدمين للسفر إلى تركيا في الفترة الأخيرة، والتى رصدت وجود إقبال من الفئات العمرية من 18 إلى 40 عاما، ومدى علاقتهم بعدد من أحداث العنف في الفترة الأخيرة، ومدى علاقتهم أيضا بحوادث الإرهاب، ورغبة البعض منهم في الانضمام إلى صفوف (داعش)، بعد المعلومات عن انضمام أشخاص آخرين إلى التنظيم، بعد سفرهم من مصر إلى تركيا ثم التحاقهم بالتنظيم في العراق وسوريا».