بعد تراجع أسعار البترول بنسبة تصل إلى 30% خلال الشهور الأخيرة. ومع توقعات بمزيد من التراجع. ومع سحب الوديعة القطرية. أعتقد أنه قد آن الأوان للتفكير بمنظور الدول المستقلة. الاعتماد على النفس. العمل والإنتاج. بعث الروح الوطنية من جديد. لم الشمل. التعبئة العامة حول التنمية وفقط. وداعاً للعنترية. وداعاً للبيروقراطية. وداعاً للمحسوبية.
لنبدأ مرحلة جديدة من العمل الجاد. مراجعة قوانين الاستثمار. إزالة كل معوقات إقامة المشروعات. جذب رؤوس الأموال الأجنبية. أموال العاملين بالخارج. التعامل بمفاهيم جديدة مع الجذب السياحى. مفاهيم جديدة مع الضرائب. مع التأمينات. مع التعليم بما يتوافق مع سوق العمل. نشر الوعى الاستثمارى والتجارى. باختصار ثورة حقيقية نحو التقدم والتطور.
■ ■ ■
الحقيقة المؤكدة أن الدولة التى لا تمتلك قوت يومها لا يحق لها أن تمتلك قرارها. الشعب الذى لا ينتج لا يستحق الحياة. من العار أن نظل نستجدى هؤلاء وأولئك. نحن نتحدث عن مصر. التاريخ والجغرافيا. الثروة البشرية. الثروات الطبيعية. شكرًا لأشقائنا فى دول الخليج. لكن ماذا إذا تعثرت الأوضاع هناك. إذا ساءت الأمور. المنطقة ملتهبة على كل المستويات.
■ ■ ■
ليست أسعار النفط فقط هى التى تثير مخاوفنا. ماذا عن داعش. ماذا عن الأزمات الطائفية. الأزمات السياسية. مؤامرات القوى العظمى. أطماعها. دسائسها. الأمور أصبحت واضحة. المخططات معلنة كما الخرائط تماماً. الجبهات المناوئة والتنظيمات المسلحة. جميعها صناعة أجنبية. حتى من كانوا فى جوانتانامو. تم استخدامهم. لم نستوعب أبدا دروس الماضى. من وعد بلفور إلى سايكس بيكو. إلى غزو العراق وتمزيقها. إلى ما حدث فى ليبيا واليمن وسوريا. لا أحد يتعلم.
■ ■ ■
التاريخ يعيد نفسه. المنطقة مستهدفة. ليس لدينا رفاهية الاختيار. أو الدخول فى مغامرات.
حتى دول الأوبك لا تقوى على المقاومة أو المناورة. استسلمت للأمر الواقع. لذلك أمامنا طريق واحد. هو التحدى. برنامج عمل محدد. يجب إنجازه. نسبة تنمية مرتفعة. يجب تحقيقها. سياسات اقتصادية واضحة. تتعامل مع التطور العالمى. قبل المؤتمر الاقتصادى يجب أن تكون هناك مؤتمرات تحضيرية له تمهد الطريق. المؤتمر الاقتصادى علينا أن نحدد ملامحه قبل أن يبدأ. لن نترك كل هذا العبء فى رقبة الرئيس وحده.